"النهي عن المنكر" تغلق مسجد "الأحزاب" بالمدينة المنورة بعذر "البدع والخرافات"
الوسط – المحرر السياسي
نشرت صحيفة عكاظ السعودية اليوم الأربعاء (16 مارس/ آذار 2016)، أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أغلقت أربعة مساجد متبقية من "المساجد السبعة" في المدينة المنورة أمام الزوار، وذلك بحجة حدوث بدع وخرافات وضلالات في تلك المواقع، فضلا عن "عدم وجود أصول تاريخية لتلك المساجد باستثناء مسجد الأحزاب". كما عبر لـ "عكاظ" مصدر في الهيئة.
وكشف مدير عام السياحة والتراث الوطني في منطقة المدينة المنورة صالح عباس أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أغلقت المساجد المتبقية من السبعة ومنها مسجد الأحزاب برغم وجود مشروع للسياحة للمحافظة على المساجد الأثرية. معربا عن أمله من الهيئة، إعادة النظر في قرارها وتمكين الزوار من المساجد الأثرية الأربعة.
وعن تاريخها، أوضح المؤرخ الدكتور تنيضب عوادة الفايدي أن مسجد الفتح (الأحزاب) هو المسجد الموثق بينما بقية المساجد لا أصول تاريخية لها، وأطلق عليها المساجد السبعة قبل 100 عام بواسطة المؤرخ عبدالقدوس الأنصاري. مطالبا بفتح مسجد الأحزاب أمام الزوار لقيمته التاريخية. وأوضح ان لهذا المسجد ثلاثة أسماء، الفتح، الأحزاب والأعلى.
وأضاف الدكتور الفايدي أن مسجد الفتح لم يكن مسجدا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وإنما كان مقرا للقيادة أثناء معركة (الأحزاب)، معربا عن أمله من الجهات المختصة إعادة فتح المسجد التاريخي وتمكين الزوار من زيارته.
من جهة اخرى هاتفت “عكاظ” المتحدث في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدينة المنورة سلطان المطيري لمعرفة تفاصيل الإغلاق ومنع الزيارة، إلا أنه فضل عدم الرد على اتصالات الصحيفة.
تعاهد بين الأوقاف والآثار للحماية
في وقت سابق وقعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف على اتفاقية للعناية بالمساجد التاريخية وتحديد آليات للتنفيذ، ووضع نظام بناء وتشغيل للمساجد الأثرية وتصنيفها. وأكدت الوزارة في اللقاء المشترك اهتمامها بالمساجد التاريخية والمحافظة عليها وتوفير كل متطلباتها وحاجاتها، وأثمر ذلك عن تشكيل فريق لبرنامج العناية بالمساجد التاريخية وتوجيه فروع الوزارة في المناطق بتنفيذ البرنامج. يذكر أن هيئة السياحة ركزت اهتمامها بالمساجد التاريخية والأثرية كأحد أبرز عناصر التراث العمراني والإسلامي. وأوصت وزارة الشؤون الإسلامية وهيئة السياحة بعقد ورش في مختلف المناطق للتعريف ببرنامج الصيانة والرعاية وتطوير خطة شاملة في هذا الشأن وعقد اجتماعات دورية بين الطرفين، والتنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية للمشاركة في تنفيذ البرنامج، والعمل على إنشاء مؤسسات وقفية لتشغيل وصيانة المساجد التاريخية، إضافة إلى إعداد نظام للتوثيق والتشغيل والتكامل.
أما مدير عام الإعلام والعلاقات العامة في هيئة السياحة، أوضح في وقت سابق لـ “عكاظ” أن الهيئة أولت عناية كبيرة بمواقع التاريخ الإسلامي، وتجلت العناية في إنشاء برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي، والامتناع عن التعدي عليها خصوصا في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، إذ عملت الهيئة على حصر المواقع، ووقف جميع أنواع التعديات عليها.
وطبقا لمدير الإعلام، فإن الهيئة أجرت مسحا ميدانيا لحصر 384 موقعا في المنطقتين، منها 118 في مكة المكرمة، و 266 في المدينة المنورة. وتضمن اهتمام الهيئة بمواقع التاريخ الإسلامي، الحفاظ على المساجد العتيقة ومباني الأوقاف التراثية، وهي تقع تحت مسؤولية وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، حيث تتعاون الهيئة مع الوزارة في الحفاظ على المساجد التاريخية وفق الاتفاقية الموقعة بين الهيئة والوزارة، للحفاظ على مباني المساجد العتيقة والأوقاف التراثية.