"رسالة مواطن" الطلاق... كيف ينظر الناس والمجتمع إليه... هل هو عيب أم لا؟
الطلاق هو تشتت الذات وضياع الفتاة ومستقبلها ونعتها بالمطلقة التي من المستحيل أن تجد زوج آخر يستر عليها ويحتضنها، حرية وحياة جديدة للرجل. هذه كلها مسميات وأفكار أنتم من وضعها في عقولنا... هل تساءلتم يوما ما هي الأسباب الحقيقية المؤدية للطلاق؟ ومتى يمكن تصنيفه إيجابياً أم سلبياً؟
إن أساس العلاقات الزوجية هو الود والألفة والاحترام؛ ولكن حين يتلاشى الاحترام والتقدير ويصبح البقاء تحت سقف واحد يسبب الشقاء والتعب، حين يتزوج الرجل ويحضرها إلى المنزل كقطعة أثاث لا أكثر ولا أقل يضعها حيث ما يشاء وأين ما يشاء، حين تتلاعب نظراته على غيرها، وتنطلق كلماته المعسولة لغيرها من الفتيات وهي لا، عندما تتخلى الفتاة عن حياءها وتنغمس في المحرمات ونحو ملذات الحياة، حين ترفع صوتها عليه بكل قلة أدب ودون احترام، حين يطلب ولا تلبي، حين ينهى ولا تأبى... حينما يعتدي على جسدها ضرباً ناهيك عن الألم النفسي التي تتلقاه من لسانه حين يشتم ويلعن وقت عصبيته، حين تختفي كل معاني المودة و الرحمة ويحل محلها العنف والقسوة والجفاء...
هل يجب أن يدوس المرء على كرامته فقط كي لا يُغضب المجتمع وإحصائياته؟
وفي بعض الأحيان يقع جزء من الخطأ على عاتق الأهل، فللأسف أهل المرأة لا يسألون عن الرجل السؤال الكافي ثم يتفاجأ الأهل وتتفاجأ الزوجة بأن الزوج ممَن يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات وأخلاقه سيئة وهذه الظاهرة غالباً ما تكون بسبب الاستعجال وخصوصاً عندما يكون في نطاق العائلة، كابن الخالة أو ابن العم، لا يسألون عنه لأنهم كما يدعون أنهم على معرفة به وبأخلاقه وعندما يحدث الزواج يتفاجأ الجميع بتصرفاته لأنهم لو سألوا عنه جيداً بين أصدقائه وفي مكان عمله لعلموا ولو جزء بسيط من ما هو عليه.
أختي المتزوجة، عندما تشعرين بأن الحياة لا تنبض معه، وأن حياتكم معاً ستسلبك الحياة أنتِ وأبنائك حاولي جاهده في تغيره للأحسن، حاولي بكل ما أوتيتِ من قوة فإن لم تستطيعي فاعلمي بان الله قد كتب لكِ سعادة أخرى مع شخص آخر في زاوية أخرى في هذه الحياة؛ ولكن لا تجعلي من الطلاق لعبة على لسانكِ تلفظيها على أتفه الأسباب وتذكري دائما بأن الله عز وجل قال: "إن أبغض الحلال عند الله الطلاق"، وأنتَ أيضاً أيها الشاب إن كنت تريدها حقاً حاول تغييرها ولا تلجأ للطلاق عند أول مشكلة تطرق باب حياتكما الزوجية، فلتصبر قليلاً لتجعل منها زوجة تستحقها. ولك أيها المجتمع العزيز لا ترفع صوتك لائماً المرأة فكثير من حالات الطلاق لا تكون من المرأة لوجود عيب بها، فالرجل قد لا يكون منسجم معها، قد يكون غير مرتاح لها أو قد يتطلع للأفضل.
توقف يا مجتمعي عن إطلاق المسميات على المرأة وغيرها من الناس فكم من شخص سكت عن الظلم والاستبداد فقط خوفاً من كلامك وتعليقاتك لهم.
وأخيراً وليس آخراً أنا لم اكتب مثل هذا الموضوع لأحث الناس على الطلاق بل لأنني أرى فتيات في مقتبل العمر يتقطعن ألماً وذلاً ولا يتجرؤون على اتخاذ قرار خوفاً من نظرة المجتمع والناس لهم، يصفن الطلاق بأنه "عيب" خوفاً من مناداتهم بالمطلقات، ولا يعلمن أن الطلاق في مثل هذه الحالات بداية لحياة جديدة كتبها الله لهن.
كوثر محمد حسن