روضة المرور... أبرز المناهج المرورية الكفيلة بحماية الطفل
المنامة - وزارة الداخلية
انطلاقا من المكانة التي يمثلها الأطفال في المجتمع بصفتهم دعامة من دعامات بناء مستقبل الوطن والارتقاء به، فأن المسئولية تجاههم كبيرة، والمحافظات على حياتهم واجب وطني تتعاون في تأديته الأسرة والمجتمع بمؤسساته المختلفة ـ وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية التي تضطلع بالدور البارز في تربية الطفل وتنشأته وتزويده بالخبرات والمعلومات والمهارات التي تؤهله للتعامل مع مواقف الحياة ، ومواجهة مشكلاته اليومية.
وقد حرصت مملكة البحرين ممثلة في وزارة الداخلية (الإدارة العامة للمرور) على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الأطفال وضمان أمنهم وسلامتهم وذلك من خلال تنفيذ البرامج التي تستهدف الحد من حوادث الطرق، ووقاية الأطفال منها، وكان من أبرز جهودها في هذا المجال إنشاء روضة المرور التي يتم فيها تدريب أطفال الرياض، وطلبة المدارس الابتدائية على أنظمة المرور وقواعد العبور السليم.
ونظراً إلى كون الروضة أولى المؤسسات التعليمية التي يلتحق بها الطفل، فإنها تعد بيئة مناسبة لإكسابه الحقائق والمعلومات والمفاهيم التي من شأنها تعديل ممارسته وتوجيه سلوكه فيما يتعلق بالسلامة المرورية، وتنمية وعيه بالأخطار التي قد يتعرض لها راكباً أكان أو ماشياً أو مستخدماً الطريق لممارسة ألعابه المفضلة، وأساليب تجنب هذه الأخطار، فضلاً عن تعزيز القيم والاتجاهات الايجابية لديه التي تجعله يؤمن بأهمية احترام أنظمة المرور، والتقيد بها واحترام شرطي المرور وتقدير الدور الذي يقوم به في خدمة المجتمع والمحافظة على حياة الناس .
وقد أشارت فائزة إبراهيم الشروقي مدرسة بروضة سدرة العصافير النموذجية، إلى أنها تدرس المستوى الثاني من عمر 5 إلى 6 سنوات، حيث يتكون المنهج التربوي من جانب نظري يدرس خلاله الطلبة العديد من المواضيع كأنواع وسائل المواصلات، وأنواع المركبات، وشرطي المرور، والنقل السليم في المركبة، بالإضافة إلى العبور السليم على خطوط المشاة، والعبور السليم، والعلامات المرورية، والأماكن الآمنة للعب، واحترام مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضافت أن هناك جانب من المنهج المروري يعتمد على الممارسة والتدريب، ونحن في الروضة نقوم بعمل العديد من الأنشطة والأعمال اليدوية، حتى يتمكن الطفل بالممارسة من تعلم هذه القوانين واشتراطات السلامة بكل سهولة، وكمثال إشارة المرور يتم توضيح وشرح أهمية إشارة المرور عن طريق مجسم للإشارة، ويتم تعليمهم معنى الألوان الأحمر والأصفر والأخضر ويقوم الطفل بتعبئة المجسم باللون المطلوب .
وحول مدى تفاعل الطلبة مع المنهج المروري قالت الشروقي إن "البرنامج التعليمي كالأشغال اليدوية يجذب الطلبة ويتقبلونه ويتفاعلون معه بصورة كبير أكثر من المنهج النظري الذي قد لا يجذب جميع الطلبة ، مضيفا أنه خلال الرحلات المدرسية يتم تطبيق جميع الأنظمة والقوانين المرورية من بداية صعود الحافلة المدرسية وطوال مدة الرحلة يلتزم الطلبة بتطبيقها وذلك لضمان حصولهم على أفضل تعليم من خلال الممارسة، ولله الحمد أولياء الأمور دائما ما يثنون على هذا المنهج لأنهم يتفاجئون بأطفالهم وهم يعرفون على الإشارات المرورية في الشارع ويعرفون طبيعة عمل كل إشارة والتوجيه الذي تطلبه.
الجدير بالذكر إن الحوادث المرورية تعد من أكثر الحوادث التي يتعرض لها الأطفال، وتتسبب في حصد أرواحهم، أو إصابتهم بعاهات مختلفة تؤدي إلى حرمانهم من الاستمتاع بحياتهم، ويعود ذلك إلى جهل الطفل بأنظمة المرور وقواعد عبور الشارع وعدم إدراكه خطورة اللعب في الطرقات التي ترتادها السيارات.