العدد 4938 بتاريخ 14-03-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


روسيا تغادر سورية بعد تمكين قوات النظام وتتركها في مواجهة المتطرفين

بيروت - أ ف ب

تغادر الطائرات الحربية الروسية الأجواء السورية بعدما نجحت في تمكين قوات النظام على الأرض، لكن تدور الشكوك حول ما إذا كانت دمشق قادرة على الحفاظ على الوضع الميداني لصالحها خصوصا في مواجهة المتطرفين.

وأعلنت موسكو أمس الإثنين (14 مارس/ أذار 2016) أنها ستسحب الجزء الأكبر من قواتها على الأرض بعدما "أنجزت" مهمتها في سورية اثر تدخل جوي بدأ في 30 سبتمبر/ أيلول.

ويقول آرون لوند، الباحث غير المقيم في مركز كارنيغي للأبحاث ورئيس تحرير مجلة "سورية في أزمة"، ان الرئيس السوري بشار الأسد "في موقف أفضل بكثير فيما فقد أعداؤه توازنهم، إلا أن ذلك لا يعني أن الحرب انتهت".

ويضيف "تمكنت روسيا خلال حوالي ستة أشهر من تغيير الموازين على الأرض لصالح نظام الأسد".

وكانت قوات النظام منيت بخسائر كبيرة قبل بدء التدخل الروسي في مواجهة فصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ونفذت القاذفات والمقاتلات والمروحيات الروسية آلاف الغارات التي سمحت للجيش السوري بتحقيق تقدم ملحوظ في محافظات عدة.

ويؤكد الخبير في الشئون السورية في جامعة ادنبرة توماس بييريه لفرانس برس ان التدخل الروسي "اوقف تقدم الفصائل المقاتلة وسمح للنظام الى جانب القوى التي وفرها مقاتلون شيعة باستعادة مناطق استراتيجية في حلب (شمال) واللاذقية (غرب) ودرعا (جنوب) ودمشق".

وتخوض قوات النظام، وفق لوند، اليوم مرحلة "استعادة الأراضي. وفي المقابل تعرضت قوات المعارضة لضربة موجعة خصوصا بعد التقدم الذي أحرزته قوات النظام في محافظة حلب في فبراير/ شباط".

وفي بداية فبراير الماضي، حقق الجيش السوري الاختراق الأكثر الأهمية في حلب منذ العام 2012. وتمكن بغطاء جوي روسي مكثف من تضييق الخناق على الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، وكسر الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على قريتين على مدى حوالي سنتين، واستعاد مواقع عدة.

ويرى مصدر ميداني سوري أن "وتيرة الهجوم الكبير في الشمال السوري قد تخف" بعد الانسحاب الروسي، "ولكن لن تعود الكفة لصالح المسلحين، فهذا خط احمر".

ويقول الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش إن الانسحاب الروسي قد يترك "وقعا نفسيا بالدرجة الأولى" على قوات النظام السوري، "وقد يراه البعض تخليا عن بشار الأسد".

لكن عسكريا، يشير إلى ان الجيش السوري حصل على دبابات جديدة، ومن المفترض ان يحصل على طائرات ومروحيات أيضاً "ما يمكنه من الحفاظ على تفوقه الجوي".

وبالنتيجة، فان مستقبل الوضع الميداني في سورية يتعلق أساساً بمعرفة ما "تركه الروس في سورية، وكيف عززوا أو لا قدرات الجيش السوري خلال الأشهر الماضية".

 

"امتحان" الانسحاب

وقد لا تشهد المناطق المشمولة بالهدنة السارية منذ 27 فبراير تغييرات حقيقية على الارض، خصوصا ان روسيا والولايات المتحدة تضغطان من اجل إجبار الأطراف المعنية على الالتزام بها، ما يضمن أكثر حصول تقدم في العملية السياسية.

ويقول بييريه "ستضغط الدول الغربية على الفصائل المقاتلة التي تدعمها لعدم استغلال الوضع، على الاقل طوال فترة المفاوضات" بين الحكومة والمعارضة التي بدأت في جنيف الاثنين.

لكن الأسئلة تطرح بقوة اكبر في مناطق المتطرفين الذين لا تشملهم الهدنة.

ويقول بيرييه ان هؤلاء قد يسعون هؤلاء الى "امتحان" الانسحاب الروسي، بحسب تعبيره.

واعلن مسئول عسكري روسي الثلاثاء من قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية ان موسكو ستواصل ضرباتها ضد "الأهداف الإرهابية" في سورية.

ويقول لوند "هناك العديد من المناطق التي يحتاج فيها الاسد الى القوة الجوية الروسية حاليا، ان لم يكن في مواجهة الفصائل المقاتلة بسبب الهدنة، ففي مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية"، كما في تدمر مثلا في وسط البلاد.

وتخوض قوات النظام معارك عنيفة مع المتطرفين في محيط مدينة تدمر الاثرية في محافظة حمص.

ويرى بييريه بدوره ان "عملية تدمر ستكون صعبة على قوات النظام من دون الطيران الروسي" الذي كان مهد الطريق امام قوات النظام في المنطقة، فاستعادت اراضي وباتت على بعد ستة كيلومترات فقط من المدينة الاثرية.

كما تدور شكوك حول ما ستؤول اليه الامور في ريف اللاذقية الشمالي، وما اذا كانت قوات النظام ستواصل تقدمها في المنطقة في مواجهة جبهة النصرة وفصائل مقاتلة وإسلامية اخرى.

وبالتزامن مع بدء الانسحاب الروسي، قال قيادي في جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، لفرانس برس اليوم الثلثاء ان الجبهة ستشن هجوما في البلاد خلال الساعات الـ48 المقبلة بعد "الهزيمة الروسية".

واضاف "من دون الطيران الروسي لكنا الآن في (مدينة) اللاذقية".



أضف تعليق