شركات طيران أميركية تريد ربط سعر التذكرة بوزن الراكب!
الوسط - محرر المنوعات
زاد الجدل في الآونة الأخيرة حول المسافات الضيقة بين مقاعد الطائرات ومدى ملاءمتها لراحة وصحة الركاب، وتقدم نواب أميركيون بمشروع قانون لزيادة الحد الأدنى لهذه المسافات لكنه قوبل بالرفض، وسلطت «الإيكونوميست» الضوء على هذه القضية، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية أمس الأحد (13 مارس / آذار 2016).
في خريف 2015 تقدمت FlyersRight، وهي مؤسسة غير ربحية تمثل المسافرين الجويين، بالتماس للكونغرس الأميركي مطالبة بتعديل الحد الأدنى للمسافة بين مقاعد الطائرات، ووقع على الالتماس عشرات الآلاف من المسافرين.
وتقدم النائب الديموقراطي ستيف كوهين في مطلع 2016 بمشروع قانون لزيادة المسافة المخصصة للقدم بين المقاعد، وأوضح أن متوسط وزن الرجل الأميركي ارتفع من 73.3 كيلوغراما في عام 1960 إلى 86.2 كيلوغراما حالياً. كما ارتفع متوسط وزن المرأة من 63.5 كيلوغراما إلى 75.3 كيلوغراما خلال نفس الفترة، وكان يفترض أن تعكس المسافة بين المقاعد هذه الزيادة، لكن ما حدث هو العكس.
وانخفض متوسط المسافة بين المقاعد من 89 سنتيمتراً في السبعينات إلى 79 سنتيمتراً حالياً، بل إن بعض الشركات تقلص المسافة إلى 71 سنتيمتراً، كما تراجع عرض المقعد التقليدي من 46 سنتيمتراً إلى 42 سنتيمتراً.
رفض
ضيق المقاعد لا يضر فقط براحة الركاب، بل تصل تداعياته لأبعد من ذلك، فهو يضر بصحتهم وسلامتهم، ويحذر الأطباء من أن عدم تحريك القدم لمسافة طويلة على الطائرة يزيد فرص الإصابة بالجلطات الوريدية العميقة. كما أنه يعوق تطبيق معايير السلامة التي تشترط قدرة الطائرات على إخلاء الركاب في حالة الطوارئ خلال 90 ثانية فقط، وكلما ضاقت المسافات كلما طالت الفترة المخصصة للإخلاء.
لكن المشروع رفض إثر تصويت لجنة النقل التابعة للكونغرس ضده بنسبة 26 ــ 33، كما رفضت اقتراحاً آخر بإجبار «إدارة الطيران الفدرالية» على اختبار معايير السلامة بالطائرات ذات المقاعد الأصغر.
الرسوم حسب الوزن
ولا تبدي شركات الطيران أي مرونة أو استجابة لمطالب زيادة المسافات المخصصة لحركة الركاب، لكنها تدرس حلولاً بديلة للمشكلة، ومن بينها ربط رسوم تذاكر الطيران بأوزان الركاب، فكلما زاد الوزن زادت الرسوم.
وتقدمت «إيرباص» في فبراير الماضي ببراءة اختراع لفكرة جديدة للمقاعد، حيث يتشارك الركاب أريكة واحدة قابلة لتعديل الشكل وفقاً للغرض منها، كما تتسم الأحزمة بالمرونة لاستيعاب كافة أحجام الركاب.
وتتسع الأريكة لأربعة ركاب متوسطي الوزن، أما إذا كان أحدهم يتسم بضخامة الجسم فيمكنه طلب زيادة المساحة المخصصة له بدفع رسوم أعلى لتقليص عدد الركاب المشاركين له في الأريكة.
وأثار الاقتراح ردود فعل سلبية، فوصفته «تايم» بأنه «كابوسي» ويلائم عمليات التحقيق التي تقوم بها المخابرات الأميركية، واعتبره البعض أكثر ملاءمة للشحن الجوي الذي يعتمد على الوزن، ولن يرضى الركاب عن معاملتهم كالبضائع.
هل ترى النور؟
– لكن الخبراء أوضحوا أن هذه الاقتراحات قد لا تتحقق في الواقع، فـ «إيرباص» تقدم أعداداً هائلة من براءات الاختراع بشكل منتظم، لكن الكثير منها لا يرى النور مطلقاً. ومن بينها المقصورة القابلة للفصل والتركيب لتسهيل تحميل الركاب، وكذلك اقتراح تزويد الطائرة بمقاعد إضافية تشبه الدراجة الهوائية خلال الرحلات القصيرة.
وحتى لو تحققت فإنها ستستغرق سنوات قبل الموافقة عليها، إذ ستخضع أولاً لاختبارات السلامة والأمان وقياس قدرتها على تحمل الظروف الطارئة كحوادث التصادم واشتعال النيران.
ويشهد قطاع الطيران تطوراً مذهلاً، ولا تعتبر المقاعد استثناء من هذا التطور، ولن يكون مستغربا إذا جاء اليوم الذي يُقوم فيه القطاع بحزم الركاب مع بقية الأمتعة لنقلهم منفصلين لوجهاتهم على حد وصف المجلة.