جيوفيزيائيين: معرض "جيو" يواصل فرض مكانة مرموقة للبحرين في صناعة البترول العالمية
المنامة - بنا
أبدى خبراء في مجال العلوم الجيولوجية والجيوفيزيائية، تفاؤلهم من إمكانية فتح صفحة جديدة في الصناعة البترولية، خاصة بعد عودة اسعار النفط إلى مستوى 40 دولار للبرميل، وتطوير أساليب غير تقليدية في الاستكشاف والانتاج على مستوى النفط والغاز والنفط الصخري.
وأجمع الخبراء في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا)على هامش مشاركتهم في فعاليات مؤتمر ومعرض العلوم الجيولوجية الثاني عشر في الشرق الأوسط (جيو 2016) ان استمرار البحرين في استضافة الفعاليات المتخصصة في القطاع النفطي يجعلها محط انظار العالم، في وقت أضحت هذه الصناعة في أمّس الحاجة إلى تطوير استثنائي للصمود في وجه تقلبات الاسواق والأسعار.
وذكر الخبراء ان معرض (جيو 2016) وفر لكبرى شركات النفط والتنقيب والجيولوجيا العالمية ارضية خصبة لتبادل الخبرات والتجارب واعرض احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا في مجال الاستكشاف البري والبحري.
وقال مدير أول فرع الاستكشاف وهندسة البترول في شركة نفط البحرين (بابكو)، حسن رضي "أن مؤتمر ومعرض العلوم الجيولوجية (جيو 2016) يشكل امتداداً قويا لصناعة النفط والغاز بفضل ما يشكله من تظاهرة دولية فريدة من ناحية علمية بحتة ولقاء الخبراء والجيولوجيين والجيزفيزيائيين تحت سقف واحد"، موضحا "أن هبوط اسعار النفط لمستويات قياسية فرض تحديات كبيرة على طرق الانتاج النفطي واساليب الاستكشاف التقليدية، مما يحتم على صناع القرار في القطاع النفطي البحث عن بدائل غير تقليدية وإيجاد الطرق المثالية لعمليات الاستكشاف والتنقيب الجديدة في الجيولوجيا والجيوفيزياء".
وبيّن رضي أن شركة نفط البحرين (بابكو) يهمها الحفاظ على انتاج النفط في حقولها بمستويات ثابتة وزيادتها كذلك، إلى جانب مواصلة الاستكشافات في المناطق البرية والبحرية، ملمحا الى ان الاهتمام وصل الى طرق استكشاف النفط الصخري، مؤكدا "ان (بابكو) سباقة بالمنطقة في استكشاف وتقدير النفط الصخري الغير تقليدي، والبحث عن مبادئ استكشاف جديدة بتقنيات حديثة للبحث عن مصادر غير تقليدية"، لافتا الى ان (بابكو) تعتبر واحدة من الشركات الرائدة التي تحاول تطبيق احسن طرق الاستكشاف بدعم من الهيئة الوطنية للنفط والغاز ووزير الطاقة.
بدوره قال مدير دائرة البتروكيماويات في شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) راشد الشامسي "ان (ادنوك) ومجموعة شركاتها من مؤسسي مؤتمر ومعرض (جيو) حيث تحرص على المشاركة الدائمة بمعارض البحرين المتخصصة في مجال النفط والغاز، مبينا "أن أهمية (جيو) تكمن في التواصل المباشر مع الشركات البترولية الخليجية ودعم الصناعة النفطية في كل من البحرين والامارات ودول مجلس التعاون ككل، اضافة الى التواصل مع كبرى الشركات العالمية على غرار "اكسون موبيل" و"شل" و"توتال" و"اوكسيدنتال".
ولفت الشامسي الى ان جميع المشاركات العالمية تزيد من خبرة (ادنوك) وشركاتها التابعة وتثري المؤتمر المصاحب بالعديد من الاوراق والندوات المفيدة، لافتا الى ان استمرار اقامة هذا الحدث المهم على ارض البحرين ينم عن مدى ادراك البحرين وحكومتها على اهمية الصناعة النفطية واهمية التواصل المباشرة بين جميع الشركات.
وأكد الشامسي نجاح مؤتمر (جيو) بكل المقاييس، خاصة وانه يأتي في توقيت تعاني فيه الصناعة النفطية من تقلبات غير مسبوقة، مما يدفع باتجاه فتح آفاق جديد من التعاون في الصناعة النفطية، على امل عودة الامور الى حالتها الطبيعية في القريب العاجل.
كما أكد الشامسي استمرار (ادنوك) في تنفيذ خططها التوسعية ودعم الصناعة النفطية في الامارات والخليج، وبالتالي مساندة اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي.
من جانبه، قال نائب رئيس هيئة البترول المصرية، عادل سعيد ان المشاركة المصرية القوية في (جيو) هذه السنة تعكس اهمية هذا الحدث بالنسبة لقطاع النفط الخليجي والعربي، لافتا الى ان مصر تنتظر هذا المعرض على الدوام للمشاركة بفعالية.
وبين سعيد ان الجناح المصري نجح في استقطاب أنظار المشاركين في المؤتمر والمعرض على فرص الاستثمار الواعدة في مصر، خاصة فيما يتعلق بالاكتشافات البترولية والغازية الأخيرة في البحر المتوسط وشمال الاسكندرية.
وذكر سعيد ان فرص الاستثمار كبيرة في مصر، معربا عن أمله بأن يكون للشركات الخليجية والعربية نصيب أكبر في مشاريع القطاع النفطي المصري، مرحبا في نفس الوقت بمشاركة القطاع النفطي البحريني مع مصر في المشاريع النفطية.
الى ذلك، قال الرئيس التنفيذي للشركة العربية للجيوفيزياء والمساحة، سعد العقيل ان الله تعالى قد حبى المنطقة بموارد طبيعية كثيرة يتوجب على الشركات الخليجية الاعتناء بها والحفاظ عليها من النضوب عبر تبني التقنيات الحديثة.
واضاف العقيل ان الشركات الخليجية مطالبة أيضاً بالتطوير ووضع الخطط الاستراتيجية المناسبة لتبقى هذه الثروات لفترات طويلة، وتقديم الخدمة الأفضل التي يحتاجها العملاء في كافة انحاء العالم.
وذكر العقيل ان ما يمر به الاقتصاد العالمي من صعوبات يجعل من الجميع يركز على تخفيض التكاليف لعبور عنق الزجاجة، منوها الى ان ازمات كثيرة مرت على صناعة النفط في السابق وتعود الأمور الى نصابها في وقت ما.
وأبدى العقيل تفاؤله من قدرة شركته على التوسع عالميا في مجال استحصال المعلومات الجيوفيزيائية ومعالجتها وتحليلها وإنشاء المحاكاة المتطورة لمكامن البترول والغاز.