"الصفار" يرفض الفهم الديني الخاطئ والمنحاز ضد المرأة
الوسط – المحرر الدولي
وجه رجل الدين السعودي، حسن الصفار انتقادات لما وصفه بـ"الفهم الديني الخاطئ والسيئ والمنحاز ضد المرأة" محملا إياه المسئولية عن تعطيل التنمية وتشويه سمعة الإسلام حيال قضايا المرأة.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة اليوم (11 مارس/ آذار 2016) في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية، وتلقت "الوسط" من مكتب الصفار نسخة من الخطبة.
وقال الصفار "لاتزال تنتقص حقوق المرأة في الكثير من المجتمعات الإسلامية وينظر إليها نظرة دونية ولا تتوفر لها الفرص المتكافئة للمشاركة في تنمية المجتمع".
وأوضح أن المملكة العربية السعودية تواجه تيارا متشددا يمانع من إنصاف المرأة وإتاحة الفرص أمامها في العمل والمشاركة العامة استنادا إلى فهم ديني خاطئ ومقولات غير ثابتة.
وأضاف ان الفهم الديني المتشدد والمتحيز ضد المرأة هو الذي عطل التنمية وشوّه سمعة الإسلام عند الأجيال الصاعدة من أبناء الأمة وعند الآخرين.
وانتقد "الفهم الديني الخاطئ والسيئ والمنحاز ضد المرأة" الذي تنبع منه بعض القوانين والتشريعات.
وشدد القول "ان المرأة تمثل نصف المجتمع، وحينما تظلم المرأة يكون نصف المجتمع مظلوما".
وتابع "عندما يجري الإساءة للمرأة بعنوان ديني فإن ذلك يعني الإساءة للدين، عندما ينسب إليه احتقار المرأة والنظرة الدونية إليها".
وجاءت تعليقات الصفار على خلفية اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن من مارس/ آذار.
إلى ذلك، أعرب الصفار عن رفضه القاطع النظرة القائلة بأفضلية الرجل المطلقة على المرأة.
وقال إن "الأنوثة لا تعني الدونية والرجولة لا تعني التميز والتفوق.. الرجولة ليست مبررا للتميز والأنوثة ليست سببا للتأخر".
وأوضح بأن معايير التفوق بين الرجل والمرأة تعود في نظر الشريعة إلى ثلاثة معايير فقط هي التقوى والعلم والعمل الصالح.
وأسف إلى واقع الكثير من البلاد والمجتمعات الإسلامية المخالف لنظرة الإسلام وأحكام الدين على صعيد حقوق المرأة.
وأعرب عن اعتقاده بأن النظرة "الجاهلة" القائلة بالتفوق الذكوري مردها إلى عهود سحيقة كانت فيها القوة الجسدية هي المعيار الوحيد للتفوق والهيمنة في ظل انعدام فرص البروز أمام المرأة.
وأشاد الصفار بالتقدم النسبي في السعودية المتمثل في تعليم المرأة وفتح "بعض الأبواب" على صعيد العمل إلى جانب دخول المرأة مجلس الشورى ومشاركتها في الانتخابات البلدية.
واستبعد أي موانع شرعية من تعيين امرأة سفيرة للبلاد أو وزيرة ضمن الحكومة قائلا "ما الذي يمنع من أن تكون هناك امرأة وزيرة على غرار البلاد الخليجية والعربية والإسلامية الأخرى".
ودعا في السياق إلى إصلاح قوانين الأحوال الشخصية التي لاتزال تعوق حركة المرأة ولا تنتصف لها في مجالات الزواج والطلاق والحضانة، عبر إعمال الآراء الفقهية المتسامحة والنأي عن فرض الآراء الفقهية المتشددة على المجتمع.
وأسف الصفار إلى "احتدام النقاش في بلادنا عن الحق في قيادة المرأة للسيارة في الوقت الذي باتت فيه المرأة تقود الأوطان عبر العالم".
وأضاف "التطور البشري الذي اتاح فرصا متكافئة للرجل والمرأة كشف عن تنافس حقيقي بين الجنسين على صعيد الذكاء والتفوق العلمي والادارة والقيادة".
وتابع "ان ذلك قاد إلى تسلم المرأة رئاسة الحكومة في 19 دولة أبرزها المانيا والبرازيل والارجنتين إلى جانب خمس وزيرات دفاع منها في البانيا وايطاليا وهولندا".
وأفاد بأن "هناك علاوة على ذلك مرشحتين بارزتين اليوم احداهما لقيادة الدولة الأعظم الولايات المتحدة الاميركية والثانية لقيادة منظمة الأمم المتحدة".