كوريا الشمالية تواصل التصعيد عبر إطلاق صاروخين وإجراءات اقتصادية بحق الجنوب
سيئول - أ ف ب
واصلت كوريا الشمالية اليوم الخميس (10 مارس/ آذار 2016) تصعيد مواقفها عبر إطلاق صاروخين بالستيين قصيري المدى وإعلانها أنها ستصفي أصول شركات كورية جنوبية لا تزال متواجدة في أراضيها.
ويأتي ذلك بمثابة رد مباشر على عقوبات أحادية الجانب أعلنتها كوريا الجنوبية يوم الثلثاء لمعاقبة الشمال على تجربته النووية في يناير/ كانون الثاني وإطلاق صاروخ طويل المدى الشهر الماضي. ويتزايد التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية منذ أن أجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية الرابعة التي أدت إلى سلسلة عقوبات جديدة عليها.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن بيونغ يانغ أطلقت صاروخين قرابة الساعة 05:20، واجتاز كل منهما مسافة 500 كيلومتراً قبل أن يسقط في بحر اليابان قبالة مرفأ وونسان الكوري الشمالي. وغالباً ما يعمد النظام الكوري الشمالي إلى إجراء تجارب على صواريخ بالستية قصيرة المدى.
والاسبوع الماضي أطلقت كوريا الشمالية ستة صواريخ قصيرة المدى قبالة سواحلها الشرقية رداً على قرار مجلس الامن الدولي الذي شدد بقوة العقوبات الدولية التي تستهدف النظام الاكثر انعزالاً في العالم.
وفرض مجلس الأمن هذه العقوبات الجديدة رداً على التجربة النووية التي قامت بها كوريا الشمالية في 6 يناير واطلاقها صاروخا في 7 فبراير/ شباط اعتبر إلى حد كبير تجربة صاروخ بالستي. وتفاقم التوتر هذا الاسبوع مع اطلاق المناورات السنوية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والتي ردت عليها بيونغ يانغ بتهديدات بضربات نووية وقائية.
إلى جانب إطلاق الصاروخين، أعلنت كوريا الشمالية اليوم تصفية أصول لكوريا الجنوبية في مشروعين مشتركين، منتجع كومغانغ السياحي ومجمع كايسونغ الصناعي المشترك. وقالت "لجنة إعادة توحيد كوريا سلمياً" في بيان نشرته وكالة الانباء الشمالية الرسمية إنه "نظراً إلى أن القوات الكورية الجنوبية المعادية أغلقت بشكل أحادي الجانب انشطتها في جبل كومغانغ وفي مجمع كايسونغ الصناعي اننا سنصفي بالكامل كل الاصول المملوكة للشركات الكورية الجنوبية والمؤسسات التابعة لها والتي تركتها لدينا".
وأضافت "اعتباراً من الآن نعلن ان كل الاتفاقيات المبرمة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في ما يخص التعاون الاقتصادي وبرامج التبادل هي اتفاقيات لاغية".
وكانت كوريا الشمالية جمدت قبل شهر الاصول الكورية الجنوبية في مجمع كايسونغ الصناعي المشترك، وذلك رداً على قرار سيئول تعليق انشطة شركاتها في المجمع الصناعي وفرضها عقوبات على النظام الستاليني على إثر إطلاقه صاروخاً فضائياً.
وتعمل في مجمع كايسونغ الصناعي 124 شركة كورية جنوبية توظف 53 ألف كوري شمالي. وكان مجمع كايسونغ انشئ في اطار دبلوماسية انتهجتها سيئول بين 1998 و2008 لتشجيع الاتصالات بين الكوريتين. وبقي المجمع بعيداً عن التقلبات في العلاقات بين الكوريتين.
وتشكل منطقة كايسونغ التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن الحدود الكورية الجنوبية، مصدراً أساسياً للعملات الاجنبية للنظام الكوري الشمالي الذي يواجه صعوبات مالية.
اما منتجع كومغانغ الجبلي فبناه العملاق الكوري الجنوبي هيونداي اسان وكان أول مشروع ضخم مشترك بين البلدين.
واستقبل هذا المنتجع آلاف السياح الكوريين الجنوبيين بين 1998 و2008 حين منعت سيئول رعاياها من الذهاب اليه على إثر مقتل سائحة كورية جنوبية برصاص جندي كوري شمالي بعدما دخلت عن طريق الخطأ منطقة عسكرية محظورة قريبة منه.
وفي 2011 انهت بيونغ يانغ اتفاق التعاون المبرم بينها وبين هيونداي اسان وصادرت كل الموجودات الكورية الجنوبية فيه.
لكن على إثر العقوبات الاحادية الجانب التي يعلنها الشمال أو الجنوب تبقى محدودة.
فقد أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون هذا الاسبوع ان بيونغ يانغ نجحت في تصغير رؤوس نووية حرارية بهدف تركيبها على صواريخ بالستية. وردت وزارة الخارجية الاميركية عبر حث بيونغ يانغ على التخلي عن "التصريحات الاستفزازية" ووصف الناطق باسمها جون كيربي كيم جونغ اون بانه "ديكتاتور شاب" مسئول عن "انتهاكات" متكررة للقانون الدولي.