تقرير مؤسسة "موديز": انخفاض أسعار النفط وفوضى الأسواق يعزّزان إجراءات التصنيف الائتماني
الوسط - قاسم حسين
أصدرت مؤسسة "موديز" للتصنيف الائتماني تقريراً جديداً يكشف تأثيرات انخفاض أسعار النفط وتقلبات الأسواق المالية، والتنبؤات السلبية التي أعلنتها المؤسسة فيما يتعلق بنمو الاقتصاد العالمي، وما يتركه ذلك من آثار على عدد كبير من الشركات والمصارف والدول التي تعتمد على إنتاج النفط والسلع الأخرى.
يقول التقرير إن انهيار أسعار النفط وحالة القلق من تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، دفعا إلى إعادة التفكير في التوقعات الخاصة بنمو الاقتصاد العالمي، وزيادة المخاطر وتشديد الإجراءات المالية في الأسواق. وتناول هذا التقرير، عدداً من الأسئلة الملحة التي بات يطرحها المستثمرون باستمرار، حول مدى تأثير انخفاض أسعار النفط والاجراءات المشدّدة التي تبعت ذلك، على توقعات النمو الاقتصادي، والمخاطر المتعلقة بالديون والقروض.
وبسبب الانخفاض الكبير في أسعار النفط والسلع الأخرى، فإن تصنيفات "موديز" الائتمانية أخذت منحى سلبياً، شمل عدداً كبيراً من الشركات والمصارف والدول التي تعتمد على إنتاج النفط وسواه من السلع الأخرى. من هنا فإن الاضطراب الذي عصف بالأسواق المالية مؤخراً، قد تجاوز تأثيره قطاعات النفط والطاقة والسلع، ليشمل انخفاضاً واسعاً في أسعار الأسهم العالمية، فضلاً عن السندات المالية وشركات التأمين.
ورغم اضطراب السوق، فإن "موديز" في تقريرها، ترى أن اقتصادات الدول المتقدمة لن تدخل في فترة ركود اقتصادي، رغم أن التعرض لتأثير أسعار النفط، قد خفض النمو الحقيقي للناتج المحلي في الدول المصدرة للنفط في العام 2016، بنسبة 0.8 في المئة في المتوسط. وتذهب توقعاتها إلى أن النمو الاقتصادي للدول المتقدمة، سيظل ثابتاً، في حدود 1.8 في المئة بالنسبة لاقتصادات دول مجموعة العشرين الصناعية للعام 2016، وهو أقل بنسبة 0.3 في المئة من التوقعات في نوفمبر 2015، حيث أن التأثيرات الايجابية لانخفاض أسعار السلع، تخفّف من التأثيرات السلبية للروابط التجارية بالأسواق الناشئة؛ ومن الآثار السلبية المترتبة على المستهلك والثقة في قطاع الأعمال، بسبب اضطراب أسواق الأسهم.
وعلى خلاف ما حدث من ركود في الاقتصاد العالمي، عامي 2000 و2008، فإن بيئة الأعمال الحالية تبدو أقرب لما كانت عليه عامي 1987 و1998، حين كانت مشاكل الثقة بقطاعات معينة من الاقتصاد العالمي، شديدة جداً، ولكن بقية القطاعات الأخرى بالاقتصاد العالمي واجهت فقط تباطؤاً بسيطاً في الأنشطة الاقتصادية.
ورغم ذلك، فإن الجانب السلبي للنمو الاقتصادي العالمي، قد ازداد تأثيره نتيجة لجولةٍ ثانيةٍ من انهيار أسعار السلع، ونتيجة أيضاً لتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، فيما استمر تباطؤ الأسواق الناشئة واضطراب الأسواق المالية في تأثيره على الاقتصاد الحقيقي.
الأبعد من ذلك، فيما تذهب إليه "موديز"، هو أن ذلك يحدث في بيئة مقيدة بفعل السياسات النقدية التي تتبعها الدول المتقدمة، وهو ما قد يستتبع حدوث تباطؤ اقتصادي أكبر، مع إجراءات إضافية لإعادة التصنيفات الائتمانية للمزيد من اقتصادات الدول والشركات.
وتتوقع "موديز" أن تبقى أسعار النفط والغاز قريبة من مستواها الحالي لسنوات قادمة، حيث يجري امتصاص الكميات الإضافية التي يتم ضخمها في السوق، بينما تُرجع السبب الرئيسي لانخفاض أسعار النفط إلى عامل "الصدمة"، الذي يعود إلى التطورات التكنولوجية، ومعدل الاستثمار في قطاع النفط، إلى جانب العوامل الجيوسياسية.