بطولة قطر: الريان من الدرجة الثانية إلى اللقب... استثناء وليس قاعدة
الدوحة - أ ف ب
لم يكن أشد المتفائلين من جماهير نادي الريان يتوقع قبل بداية الموسم الحالي أن ينجح فريقه بالتتويج بلقب الدوري القطري قبل انتهاء البطولة بخمس مراحل.
وكان الريان، قبل فوزه على الوكرة بخماسية في الجولة الماضية بحاجة إلى نقطة لتأكيد تتويجه باللقب، لكنه رفع رصيده إلى 60 نقطة في الصدارة، جمعها من 20 فوزا ولم يخسر سوى مرة واحدة كانت السد في مرحلة الذهاب. ويبدو أن الفريق مرشح لتحقيق العديد من الارقام القياسية مع انتهاء البطولة سواء على مستوى عدد الانتصارات أو عدد النقاط والأهداف.
ويمتلك الفريق الملقب بـ"الرهيب" قاعدة جماهيرية هي الأكبر في قطر بحسب التقديرات، حيث كانت على الموعد مع الفرح وجابت شوارع العاصمة القطرية الدوحة مسيرات احتفالية للجماهير التي انتظرت 21 عاما من اجل استعادة الدرع.
ومما لا شك فيه أن مؤشرات النجاح عند الريان قد بدأت ملامحها تظهر منذ الصيف الماضي، وتحديدا عند الإعلان عن تولي المدرب الاوروغوياني الخبير خورخي فوساتي للمسئولية إذ كوّن "توليفة" بدأت الموسم بقوة، وحققت الانتصارات المتتالية التي كان من شأنها أن ترفع المعنويات وتضع الفريق في الصدارة منذ البداية.
استثناء وليس قاعدة!
ولعل اللافت في مشوار الريان، كان تحلي فوساتي بالهدوء وتحرير نفسه من الضغوط منذ البداية حين كان يُسأل عن إمكانية إحراز فريقه الريان للقب الدوري هذا الموسم.
وقال فوساتي في مقابلة سابقة مع "فرانس برس" إن نجاح أي فريق صاعد من الدرجة الثانية بإحراز لقب الدوري في الموسم التالي، هو استثناء وليس القاعدة!
وبرر فوساتي، قوله حينها بالتأكيد أن ثمة ظروفا يجب أن يعيشها أي فريق يسعى لإحراز اللقب طارحا السؤال التالي: "مع من كان يتنافس الريان الموسم الماضي، ومع من يتنافس هذا الموسم؟".
لكن فوساتي رأى في نفس الوقت أن لكل قاعدة استثناء وان ما طرحه سابقا لا يعني أن "الرهيب" سيكون بعيدا عن المنافسة على اللقب. بل يجيب :"كل شيء ممكن ووارد".
وكان المدرب الاوروغوياني قد حقق انجازا مماثلا عندما كان حارسا العام 1985،" كنت حارسا لفريق روزاريو سنترال الارجنتيني، وساهمت بصعوده إلى دوري الدرجة الأولى وقتذاك".
وقال: "في الموسم التالي (1986-1987) نجحنا بتحقيق لقب الدوري الأرجنتيني وحدث ما لم يتوقعه الجميع".
ويرى فوساتي أن الفوز ببطولة الدوري يعود إلى مؤازرة الجماهير التي ساندته منذ المباراة الأولى وتواجدت في كل مباراة للشد من أزر اللاعبين وكانت اللاعب الرقم واحد.
ويقول: "اعتقد أن جماهير الريان هي صاحبة الفرحة الكبرى وان اللاعبين استحقوا بطولة الدوري بجدارة وقدموا مباريات رائعة منذ بداية الدوري".
نادي الرؤساء...!
نادي الريان ليس مجرد نادٍ رياضي ثقافي اجتماعي تم إنشاؤه من أجل فتح الباب أمام أبناء منطقة الريان، بل تمكن منذ تأسيسه العام 1967 من الدخول بقوة إلى عرش البطولات والألقاب، إذ توج بلقب الدوري القطري سبع مرات من قبل كان آخرها قبل 21 عاماً في موسم (1994-1995) فضلاً عن العديد من الألقاب المحلية المهمة منها كأس أمير قطر 6 مرات كان آخرها العام 2013... كما قدم النادي منذ تأسيسه العديد من الشخصيات التي تبوأت مناصب رفيعة في المنظومة الكروية "محلياً" و"آسيوياً" أبرزها الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي محمد بن همام الذي تولى قيادة النادي في العديد من المحطات .. والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الرئيس الحالي للاتحاد القطري للعبة، الذي سبق له أن تدرج في الفئات السنية حتى الوصول إلى الفريق الأول قبل أن يتبوأ أيضا مناصب إدارية.