بالصور... حشود باكستانيين في تشييع "ممتاز قادري" المعدوم شنقاً
روالبندي - أ ف ب
احتشد عشرات الالاف من أنصار اسلامي اعدم شنقا لاغتياله سياسياً اصلاحياً، لمناسبة تشييعه اليوم الثلثاء (1 مارس/ آذار 2016) في اسلام اباد حيث انتشرت الشرطة في المواقع الحساسة تخوفا من حصول اضطرابات.
وانتشر الاف من عناصر الشرطة عند مفترقات الطرق الرئيسية والمواقع الحساسة في العاصمة الباكستانية ومدينة روالبندي المجاورة خاصة على طول المسار المقرر ان يسلكه الموكب الجنائزي للإسلامي ممتاز قادري الذي أعدم شنقا، على ما ذكر مسؤولون.
وكان اسلاميون اعتبروا ممتاز قادري "بطلا" بعد ان قتل في 2011 سلمان تيسير حاكم ولاية البنجاب بسبب تأييد الاخير تعديل قانون يجرم التجديف.
ويدافع المحافظون بشراسة عن هذا القانون الذي يعاقب التجديف بالاعدام، وهو موضوع حساس للغاية في باكستان الجمهورية الاسلامية التي تضم مئتي مليون نسمة.
وتجمع حوالي خمسين ألف شخص في حديقة لياقت باغ في روالبندي حيث اقيمت صلاة الميت على ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وهتف بعض المتظاهرين "قادري دمك سيطلق الثورة" او "عقاب المجدف هو ضرب العنق"، فيما وجه اخرون انتقادات شديدة الى الحكومة. وكان البعض منهم مسلحا بعصي.
وجاء باكستانيون من اماكن بعيدة مثل كراتشي او لاهور للمشاركة في التشييع.
ولفت الخبير امير رنا الى ان قرار السلطات اعدام قادري يسجل "لحظة حساسة في التاريخ السياسي لباكستان". وقال "انهم لا يتركون المجال للتطرف في باكستان" مشيرا الى خطر جعل قادري شهيدا بنظر المحافظين.
واعتبر خادم حسين المشارك في الجنازة "ان وزير العدل ورئيس هيئة الاركان والرئيس لا بد انهم يتخوفون من اليوم الذي سيصبح فيه كل فرد ممتاز قادري".
وقال مناصر اخر يدعى محمد غياث انه قدم من مانسيهرا بشمال غرب البلاد للمشاركة في التشييع وهو مقتنع بان مشاركته ستسمح له بالذهاب الى الجنة.
وقد استمرت معظم وسائل الاعلام باقتصار تغطيتها على التظاهرات كما فعلت بالامس.
وأمس الاثنين فور انتشار خبر الاعدام فجرا نزل الاف المتظاهرين الى الشارع في سائر انحاء البلاد للتعبير عن تأييدهم لقادري، من دون ان يتخلل التظاهرات اي اعمال عنف.
المدارس مغلقة
قال مسؤول في شرطة العاصمة الثلاثاء لوكالة فرانس برس "وضعنا رجالا عند مفترقات الطرق الرئيسية القريبة من المسار المقرر ان يسلكه الموكب الجنائزي وحول المباني الحساسة"، موضحا ان نحو ثلاثة الاف شرطي انتشروا في الشارع.
كما انتشر عدد مماثل على الاقل من قوات الامن في روالبندي بحسب مسؤول اخر.
وقال مسؤول من الامم المتحدة ان طاقم المنظمة الدولية أرسل الى المنزل تخوفا من وقوع حوادث.
وبقيت المدارس والجامعات مقفلة الثلاثاء بعد اختصار يوم الدراسة أمس.
وكان قادري الذي كان مكلفا حماية سلمان تيسير اعترف بانه امطره ب 28 رصاصة في وسط اسلام اباد.
واغتيال حاكم البنجاب أرعب الطبقة السياسية المحلية الشديدة التأثر اصلا باي جدل حول دين الدولة.
وينص القانون على معاقبة التجديف بالإعدام، وغالبا ما تؤدي مجرد ادعاءات الى تعرض اشخاص فقراء يتحدرون من الاقليات الى الضرب حتى الموت من قبل الجمهور او ان يكون هدفا لمتعصبين.
ويشير المنتقدون الى ان هذا القانون غالبا ما استغل لتسوية خلافات شخصية عبر بث اتهامات كاذبة.
ولياقة باغ مكان مشبع بدلالات رمزية. ففي هذا المكان اغتيل رئيس وزراء لياقت علي خان في 1951 ثم اغتيلت بنازير بوتو التي خلفته في 2007.