89 ألف مهاجر سعودي في أميركا
الوسط – المحرر الدولي
فيما كان أحد الأهداف الرئيسة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي تنمية الموارد البشرية في قطاعات الدولة الحكومية والخاصة على حد سواء، وبناء كوادر مؤهلة لرفع مستوى الاحترافية المهنية في الوطن، يعزف بعض من المبتعثين عن الرجوع إلى أرض الوطن، ويفضلون الإقامة في الخارج لأسباب مختلفة، وفق ما نقلت صحيفة "الوطن" السعودية اليوم الإثنين (29 فبراير / شباط 2016).
المركز الرابع
احتلت المملكة المرتبة الرابعة في ابتعاث أبنائها إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث أوضح موقع "ستاتيستا" المتخصص في إحصاءات الهجرة، أن "الصين تصدرت قائمة أكثر الدول ابتعاثاً لطلابها إلى الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 31%، تلتها الهند بنسبة 12%، ثم كوريا الجنوبية بنسبة 8%، وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الرابعة بنسبة 6%".
89 ألف مهاجر سعودي
أوضحت إحصاءات مؤسسة سياسة الهجرة الأميركية في واشنطن أن "عدد المهاجرين السعوديين في أميركا بلغ عام 2013 أكثر من 89 ألفا، حيث حلت السعودية في المركز الخامس بين دول الشرق الأوسط".
وأضافت الإحصاءات أن "العرب يتركزون بنسبة 94% في خمس ولايات كبرى وهي: كاليفورنيا، وميتشجان، ونيويورك، وإلينوي، وواشنطن العاصمة، بينما يتوزع 6% المتبقية على باقي الولايات الأميركية".
أسباب الهجرة
تشير التقارير إلى أن الوضع الاجتماعي للشخص من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى عدم العودة إلى الوطن.
تقول الباحثة بانا حسناتو في دراستها حول "هجرة العقول" أو ما يعرف بـ"نزيف الأدمغة"، إن "أكثر من 85% من المهاجرين كانوا من المتزوجين، وخاصة الذين لديهم أطفال، ذلك لأن الزوجة الأجنبية غالباً ما تحث الزوج العربي على البقاء في الخارج".
وقال التاجر السعودي "ح.خ" الذي هاجر إلى أميركا منذ 40 عاماً إن "السبب وراء هجرتي هو زواجي من أميركية ثم إنجابنا طفلين، وهو ما جعل الرجوع إلى الوطن لن يكون قريباً.
وذكر رجل الأعمال "ع.ي" "قدمت إلى أميركا قبل 27 عاماً لدراسة الهندسة فتزوجت من أميركية، وأنجبت لي طفلة". وأوضح أن "فكرة الهجرة إلى أميركا لم تكن في بالي نهائياً، ولكن اتضحت لي الصورة عندما كبرت ابنتي، ورفضت فكرة ترك أميركا لوجود اختلاف كبير في العادات والتقاليد والبيئة السعودية عن بلدها".
وأضاف أنه يعرف عدداً كبيراً من السعوديين الذين قرروا البقاء في أميركا للسبب نفسه، يقول "إن الزوجة الأميركية وإن حاولت جاهدة التأقلم على الحياة في السعودية، ففي النهاية ستجد ثغرة وصدمة حضارية عظيمة، والتي ستكون كفيلة بأن تجعلها غير مستقرة"، مشيراً إلى أن بقاء الرجل في أميركا تضحية كبيرة جداً يقدّمها لزوجته وأبنائه.
وأشار رجل الأعمال السعودي إلى أن بقاءه هو وغيره من السعوديين خارج الوطن لا يعني عدم اعتزازهم بوطنهم، ولكنهم يقومون بمقارنة الوضع الاقتصادي، وسوق العمل الأميركي، فيجدون أن الفرص في الخارج أكثر.