أمير الكويت: القرار 2268 خطوة حقيقية لإيقاف القتال في سورية
الوسط - المحرر الدولي
أكد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ان قرار مجلس الأمن 2268 باعتماد البيان المشترك الأميركي ـ الروسي بوقف الأعمال العدائية في سورية يمثل خطوة حقيقية وبارقة أمل نحو إيقاف الاقتتال بين أبناء الشعب السوري الشقيق الذي مضى عليه سنوات عدة أزهقت على إثره أرواح مئات الآلاف من المواطنين السوريين، وفق ما نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية اليوم الأحد (28 فبراير/ شباط 2016).
وأمل سموه في برقيتيه الى الرئيسين الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين أن يسهم ذلك في التمهيد لحل سياسي للأزمة السورية ينهي الأوضاع المأساوية والمعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب السوري الشقيق داخل سورية وخارجها.
هذا، ومضى اليوم الأول من أول هدنة حقيقية يختبرها السوريون منذ خمس سنوات منذ اندلاع الحرب، بلا غارات ولا قذائف ولا صواريخ توزع الموت يمينا ويسارا، تطبيقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أقره مجلس الأمن بالإجماع. ولم يعكر صفو الهدنة بين النظام السوري وفصائل المعارضة سوى بعض الخروقات والاتهامات المتبادلة، غير أن تنظيم داعش المستثنى من الاتفاق واصل عملياته فتبنى عدة تفجيرات في السلمية بريف حماة وسيطر على مواقع في تل أبيض وسلوك بريف الرقة.
وباستثناء «بعض الخروقات» قياساً الى حجم المعارك التي كانت تدور على عشرات الجبهات، ساد الترقب للمدة التي سيستمر فيها صمود الهدنة الخارجة من رحم معاناة الملايين ومدى التزام كل من النظام السوري وداعميه الروس والإيرانيين وكذلك فصائل المعارضة ومن يقف خلفهم. وما إذا كانت ستصمد حتى موعد استئناف محادثات السلام التي أعلن عنها المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان ديمستورا في السابع من مارس المقبل.
هذا وأعلن رئيس اركان الجيش الروسي الجنرال سيرغي رودسكوي ان سلاح الجو الروسي أوقف عمليات القصف في سورية، بموجب اتفاق وقف اطلاق النار. وقال الجنرال رودسكوي لصحافيين إن «سلاح الجو الروسي اوقف بالكامل عمليات القصف في المنطقة الخضراء». وأعلن أن المقاتلات الروسية لن تقوم بأي طلعات فوق سورية التزاماً بالهدنة المعلنة ولتفادي أية «أخطاء» في الاهداف ودعما للهدنة، وذلك يوم أمس السبت فقط.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أشار إلى أن الطيران الروسي لم يقم منذ منتصف الليل قبل الماضي بأي طلعة في الاجواء السورية. ومع دخول الاتفاق حيز التنفيذ عند منتصف الليل قبل الماضي بالتوقيت المحلي لسورية، «عمّ الهدوء غالبية الأراضي السورية» التي تنتشر فيها قوات النظام والفصائل المعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشارت وكالة فرانس برس في تقرير لها من مناطق قريبة من أطراف العاصمة، إلى هدوء لم تشهده هذه المناطق منذ وقت طويل، وإلى غياب سحب الدخان التي كانت تتصاعد عادة من جوبر والغوطة الشرقية في ريف دمشق. وفي دمشق، قال عمار الراعي (22 عاماً)، وهو طالب جامعي في كلية الطب، «فوجئت بالهدوء الذي حصل»، مضيفاً «أحد أصدقائي في ألمانيا أرسل لي رسالة في الصباح يسألني مازحاً: هل انتهت الحرب، ومتى تنصحني بالعودة؟». وتابع: «ربما هي المرة الأولى التي نستيقظ فيها من دون أصوات قصف أو مدفعية، دمشق أجمل من دون حرب».
كما ذكر تقرير للوكالة الفرنسية من حلب التي كانت ساحة لأعنف المعارك، ان «هدوءًا كاملاً» ساد المدينة. أما عن الخروقات، فقد أفاد المرصد عن اشتباكات أخرى في مناطق غير مشمولة باتفاق وقف النار، في ريف حلب الجنوبي الشرقي بين تنظيم داعش وقوات النظام التي تسعى الى اعادة فتح طريق امداد رئيسية الى حلب. كما طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس مجلس الأمن بالتصرف تجاه «الخروقات» التي ارتكبها النظام. وأكد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أنس العبدة في تصريح نشر على الموقع الإلكتروني للائتلاف أن «الجيش السوري الحر وفصائل الثورة لاتزال ملتزمة بالهدنة». وأشار إلى أن النظام خرق هدنة وقف الأعمال العدائية بعد ساعات على بدء سريانها حيث قصفت قوات النظام وميليشياته 15 منطقة بالرشاشات الثقيلة والمدفعية والبراميل المتفجرة، وهي: دمشق وريفها ودرعا وحلب وحمص وحماة واللاذقية، حيث قصفت قوات النظام مدينة تلبيسة بحمص والتفاحية باللاذقية وداريا بريف دمشق واللطامنة بحماة واليادودة بدرعا وحي بني زيد بحلب وألقت طائراته ستة براميل متفجرة على أطراف قرية الناجية قرب اوتوستراد الدولي حلب ـ اللاذقية في الريف الغربي لمدينة جسر الشغور.
وقد أكد ديمستورا حدوث الخروقات وقال: «تلقينا تقارير حول وجود انتهاكات في الدقائق الأولى من اتفاق وقف الأعمال العدائية». وأعلن عن عقد لقاء مع مجموعة العمل السورية اليوم، لتقييم تطبيق الاتفاق. وكان قال سابقاً إن محادثات السلام السورية ستستأنف في السابع من مارس المقبل في حال صمود اتفاق وقف الأعمال القتالية، وأتاح هذا الوقف الفرصة لتسليم كميات أكبر من المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.