العدد 4922 بتاريخ 27-02-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


«الدواعش» أصغر من «القاعديين» عمراً

الوسط – المحرر السياسي

عزا أستاذ اجتماعيات العلوم والمعرفة في جامعة الملك سعود عبدالسلام الوايل ميل بعض المراهقين إلى خطاب «داعش»، إلى أن الأفراد في بواكير شبابهم يكونون أكثر تعلقاً في الأفكار «الطوباوية» المثالية غير الواقعية، وأشد ميلاً لها ممن يكبرونهم، لافتاً إلى أن هذا ملاحظ على إتباع مختلف الخطابات «الطوباية»، التي تعني مكاناً متخيلاً لا وجود له على أرض الواقع، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأحد (28 فبراير/ شباط 2016).

وأشار الوايل إلى أن الدافع وراء هذا «خليط من البحث عن هوية ذاتية صارخة ومدوية من جهة، وتوق بريء لتحقيق القيم الكبرى، مثل العدالة والنصر، بحسب ما تعلّموه وآمنوا به من أنساق قيمية واعتقادية». وقال لـ«الحياة»: «إن معدل أعمار من التحقوا بـ«داعش»، أقل من نظرائهم ممن التحقوا بـ«القاعدة». وبعض التقديرات تذهب إلى فارق أربع سنوات في المتوسط بين أعمار الملتحقين بالتنظيمين»، لافتاً إلى أن هذا «ملمح مهم بين بأن الإرهاب «الداعشي» غير «القاعدي»، ويختلف عنه، وله خصائص مختلفة، ما يعني الحاجة إلى مقاربات مختلفة أيضاً». وأوضح: «لا تختلف الظاهرة «الداعشية» عن «القاعدية» في الخطاب، فلهما خطاب واحد، يطلق عليه «السلفية الجهادية». لكنهما يختلفان في طبيعة آليات صنع الأتباع، وحقائق تخلّقهما على الأرض واقعاً وتنظيماً، لافتاً إلى أن في جوهر الاختلاف يكمن «العصر الرقمي».

وأضاف: «داعش» نتاج أكثر إتماماً ونضجاً للعصر الرقمي من «القاعدة». ومن خصائص العصر الرقمي دخول وسائل التواصل فاعلاً قوياً في تكوين المعتقدات والاتجاهات، وبالتالي السلوكيات»، موضحاً أن «داعش» فاعل جبّار في هذه الخصيصة الخطرة، لأنها تنفرد بالشباب في الغرف المغلقة. وقد لا تكون هي «الصانع» للمعتقدات والاتجاهات. ولكنها تقدم لهم إمكان تفعيل «رؤية العالم» عبر «أكشن» محدد، وعبر فعل متحقق في الواقع.

ولفت الأكاديمي السعودي إلى أن مقولات «العزّة» والمجد التاريخيين محققان في عالم «داعش»، فهناك الخليفة، والولاة، ودواوين الجند، والخراج، وعالمان لا ثالث لهما: عالم الكفر والردة، وعالم الإسلام والإيمان. وأشار إلى أن «داعش» يجذب الصغار، أكثر ما فعل «القاعدة» بسبب ثالوث «رؤية العالم»، أي المنظور الجهادي المودع في الأرواح والمهج، وإمكانات العصر الرقمي، وواقع الصراع الطائفي العنيف في المنطقة».



أضف تعليق