(رسالة مواطن)... قرار الوالدين بالاكتفاء بطفل مدلل هل هو قرار صائب أم قرار سيدفع ثمنه الطفل لاحقاً؟
الوسط - محرر الشئون المحلية
[ الكثير من أبناء هذا الجيل الحذِر الحريص الراصد، وفيما يتعلق بالإنجاب، صاروا يكتفون بطفلين فقط، لاعتقادهم بأننا إذا أردنا تربية أولادنا التربية السليمة والصحيحة والحفاظ عليهم من آفات العصر وموبقاته، ونوفّر لهم التعليم المناسب ومتابعتهم يوماً بيوم في دراستهم ومذاكرتهم، فحينئذٍ علينا أن نكتفي بطفلين فنجنّد أنفسنا ونوظّف جلّ وقتنا لهما أملاً في توفير الرعاية والحماية المادية والمعنوية. وهي نظرة ورأي ربما لا يتفق معه الكثيرون... ما رأيكم أنتم؟
حسناً، فكّرنا بتلك الطريقة واكتفينا بطفلين، مستغربين رأي من أنكر علينا ذلك ورافضين نصائح آخرين كانوا مخلصين في نصيحتهم! لكن المشكلة تظهر (وهي قد ظهرت فعلاً) عندما يبدأ الولد والبنت في عمر السادسة أو السابعة بالبحث عن صديق ورفيق للعب واللهو، وخصوصاً عندما يكون الطفلان (من جنسين مختلفين) ولد وبنت وليس ولدين أو بنتين، هنا فإن لكلٍّ منهما اهتماماته ونوع ألعابه وطرقها وأماكنها، قد تقوم أنت مقام الأخت بأن تقضي بعض الوقت مع ابنتك (الوحيدة) تلعب معها وتسلّيها وتضاحكها، –إذا وجدت وقتاً لذلك - ولكنك بعد مدة ينتابك الملل والتعب فضلاً عن عدم قدرتك على إقناع طفلتك بأنك جاد في اللعب معها أو حتى مؤهّل لذلك!
وقد تحاول إشغالها بفيلم كارتوني او بهاتفك المحمول! ولكنك عندما تجد طفلتك تلعب وحيدة تحمل دميتها وتخرج ألعابها وتكلّم نفسها، تشعر بالغصة والمرارة والحزن وتكاد تبكي لوحدتها وحيرتها، وإذ ذاك تجد نفسك مرغماً على أن تتوسل لجيرانك أو أقاربك أن يبعثوا بطفلتهما لتلهو مع طفلتك أو العكس! ولكن ذلك قد لا يُتاح دائماً لأن ابنة جارك قد تكون آنذاك مع قريناتها تلهو وتضحك!
البعض يتهمنا نحن الأبوين، بأننا كنا أنانيين في تصرفنا ونظرتنا، حتى ولو كان قرار الإنجاب مسألة شخصية بحتة، إلا أنك تكتشف أنها لم تكن كذلك لأن أطرافاً سوف تتضرر من قرارك الخاطئ ذاك، سواءً كان بزيادة عدد الأطفال فوق الحد المعقول أو الاكتفاء بواحد يؤدي به إلى الوحدة والتعاسة!
أعود لأقول إنك لابدّ أن يعزّ عليك ويحزنك أن تجد طفلتك تتوسل قريناتها أن يبقين معها فترة أطول، أو تطلب منك أن تلعب معها فلا تجد وقتاً أو مزاجاً لذلك، وربما تتعزّى بأن قرارك بالاكتفاء بإنجابها يصبّ في مصلحتها حتى تكون محط اهتمامك ودلالك، ولكنك تكتشف أنك ربما... ربما تكون قد أخطأت في قرارك!
جابر علي