مخاوف أميركية من "تجسس" روسيا على أجوائها
الوسط – المحرر السياسي
بعد تقديم موسكو طلبا بتحليق الطائرات الروسية لمراقبة الأجواء الأميركية هذا الأسبوع، تخشى أجهزة الأمن والاستخبارات الأميركية من أن موسكو تسعى بذلك لجمع معلومات استخبارية حول المرافق العسكرية الحساسة داخل الولايات المتحدة الأميركية ، وذلك وفق ما نقل موقع شبكة "سكاي نيوز" العربية اليوم الجمعة (26 فبراير / شباط 2016).
ويعتقد مسؤولون في المخابرات الأميركية أن الروس يرغبون في استغلال اتفاقية الأجواء المفتوحة باستخدام الكاميرات عالية الدقة خلال طلعات المراقبة الجوبة بهدف ملء الثغرات في منظومتهم الاستخبارية عن المنشآت العسكرية الأميركية.
ويتهم المسؤولون موسكو بمحاولة اتباع سياسة "العين الجوالة" بهدف الحصول على معلومات عن مواقع منصات الصواريخ، والمطارات العسكرية والملاجئ بموجب معاهدة الأجواء المفتوحة في الولايات المتحدة الأميركية.
من جهته، حذر رئيس القيادة الاستراتيجية الأميركية، سيسيل هيني من أن معاهدة الأجواء المفتوحة أصبحت عنصرا "حاسما" في منظومة قدرات الاستخبارات الروسية الموجهة ضد الولايات المتحدة الأميركية."
وقال هيني: "بالإضافة إلى التحليق فوق منشآت عسكرية، يمكن للطيران الروسي أن يقوم برحلات استطلاعية فوق منشآت وزارة الدفاع والأمن الوطني أو فوق مرافق البنية التحتية الحيوية الوطنية وجمع معلومات عنها."
في غضون ذلك ، قال مسؤولون أميركيون إن موسكو تقوم برفع وتيرة القيود المفروضة على طائرات الاستطلاع الأميركية للتحليق فوق بعض المناطق داخل الأجواء الروسية.
وأكد المسؤولون أن روسيا "تفرض قيودا على الارتفاعات التي تحلق فيها طائرات المراقبة الأميركية في الشيشان، وبعض المناطق في العاصمة موسكو، وعلى طول الحدود الروسية مع جورجيا وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا."
وأشاروا إلى أن موسكو فرضت أيضا قيودا على الطيران فوق كالينينغراد في عام 2014، والتي أضحت محور نشاط عسكري روسي في عام 2015، مما أثار القلق في الدول المجاورة مثل ليتوانيا وبولندا.
ومن شأن هذه المعاهدة أن تضع الإدارة الأميركية في موقف يضطرها لاتخاذ قرار فيما إذا تسمح لروسيا باستخدام أجهزة الاستطلاع عالية الدقة، في الوقت الذي تفرض روسيا قيودا على الدول الأخرى ومنها الولايات المتحدة في مراقبة أجوائها خلافا لبنود معاهدة الأجواء المفتوحة.
وبموجب المعاهدة سيسمح لروسيا بإرسال طائرات مراقبة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، إذ تتيح اتفاقية الأجواء المفتوحة لـ34 دولة إجراء رحلات مراقبة غير مسلحة داخل أجواء تلك الدول.
وتتطلب المعاهدة 120 يوما لموافقة الطرف الآخر على المراقبة منذ تقديم الإخطار رسميا بذلك، لذلك لا يمكن أن تبدأ طلعات المراقبة الجوية الروسية حتى نهاية مايو القادم.
إلا أن وزارة الدفاع الروسية،من ناحية أخرى، أعلنت في 3 فبراير أن تركيا ارتكبت سابقة خطيرة بمنع مراقبين روس من تنفيذ طلعة فوق أراضيها في إطار اتفاقية "السماء المفتوحة" الدولية، بحسب وكالة تاس الروسية
وذكر مسؤول عسكري روسي أن الطلعة المخطط لها كانت مهمتها مراقبة المناطق المتاخمة لحدود سوريا والمطارات التي تتمركز فيها طائرات الناتو. لكن بعد وصول بعثة روسيا إلى تركيا وإعلان مسار الطلعة المخطط لها رفض العسكريون الأتراك السماح بتنفيذها، مشيرين إلى توجيهات من وزارة الخارجية التركية.
وقالت روسيا إنها تحتفظ لنفسها بحق الرد بشكل مناسب لعدم امتثال تركيا لأحكام اتفاقية الأجواء المفتوحة"، مشيرة أن موسكو "تعول على رد فعل الدول الأخرى الأعضاء في الاتفاقية، بما في ذلك أن تقيم موضوعيا تصرفات أنقرة".