دراسة ترجح تسبب الإنسان في ارتفاع منسوب مياه البحار
برلين - دويتشه فيله
أكدت دراسة عالمية أن ارتفاع منسوب مياه البحار وصل إلى متسوى لم يسبق له مثيل منذ ثلاثة آلاف سنة. ورجح فريق من الباحثين من أكثر من دولة أن يكون التأثير البشري وراء هذا التزايد غير المسبوق.
منذ ثلاثة آلاف العام، لم يشهد منسوب مياه البحار ارتفاعا كذلك الذي وصلت إليه مياه البحار مؤخرا. وخلص الباحثون إلى هذه النتيجة بعد تحليل بيانات أخذت من أكثر من منطقة من مناطق العالم واستخدام هذه البيانات في إعادة محاكاة تطور منسوب البحر على مستوى العالم.
هذه النتيجة التي توصل إليها الباحثون بقيادة روبرت كوب من جامعة روتجرس بمدينة بيسكيتاوي بولاية نيوجيرسي الأميركية، نشرت في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم .
وتوقع الباحثون من خلال هذه المحاكاة أن يرتفع منسوب بحار العالم بحلول عام 2100 بواقع 52 إلى 131 سنتمترا أخرى، وحصل الباحثون من خلال بيانات أخذت من نحو عشرين من مناطق العالم على استنتاجات بشأن المناسيب السابقة للبحار "فبيانات مكان بمفرده لا يمكن أن تعكس منسوب البحار على مستوى العالم" حسبما جاء عن كوب المشرف على الدراسة في بيان عن الجامعة.
وضمن الباحثون دراستهم بيانات أخذت من مناطق شمال المحيط الأطلسي وجنوبه وجنوب المحيط الهادي وأستراليا والبحر المتوسط و خليج المكسيك. ورغم أن الدراسة لا تتضمن بيانات من أجزاء واسعة في آسيا وأفريقيا و جنوب أمريكا إلا أن الباحثين يعتقدون أن دراستهم أجريت على أرض علمية صلبة. وحسب الباحثين فإن تطور منسوب مياه البحار كان دائما في ارتفاع وانخفاض.
وحسب الدراسة فقد بدأ هذا المنسوب في الارتفاع منذ مولد المسيح واستمر في الارتفاع حتى عام 700 ميلادي بمعدل واحد مليمتر سنويا ثم ظل منسوب البحار مستقرا تماما على مدى 300 سنة ثم انخفض بواقع 0.2 مليمتر سنويا بسبب مرحلة باردة انخفضت فيها درجة حرارة البحار بواقع 0.2 درجة مئوية قبل أن يعاود المنسوب الصعود حتى عام 1600 بسرعة 0.3 مليمتر سنويا ثم دخل في مرحلة مشابهة حتى عام 1800، ثم بدأ منسوب سطح البحار في الارتفاع بشكل هائل خلال عصر التصنيع حيث ارتفع بواقع 0.4 مليمتر سنويا في الفترة بين عام 1860 و1900 ثم بمعدل 1.4 مليمتر سنويا في القرن العشرين.