العدد 4918 بتاريخ 23-02-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


(رسالة مواطن)... معلم يمنح الطالب فرصة للحرية والإبداع أم التلقين والحفظ

أيّ مجتمع يستطيع النهوض دون تعليم صحيح؟ إن التعليم في عصرنا الحالي يعتبر جواز سفر للمستقبل، ولكننا للأسف نجد أن الدول الشيوعية تجعل منه منطوياً على النظام الأيدولوجي والسياسي، أما الدول الرأسمالية فتجعله خادماً للمصالح الاقتصادية، وبعض الدول الأخرى توجهه وفق مصالحها الصناعية. إذًا أين هو الجانب الروحي الفكري للمتعلم أم أن التعليم مجرد تشرُّب وتلقي؟ وهل جُهز التعليم وفق وصفة الحضارة التي تتغنى بها الشعوب دون التفاتٍ للجانب الروحي؟

إن التعليم في صورته الأشمل -أو يجب أن يكون عليها- هو نتاج حضاري وثقافي وليس نتاجًا لتنافس مدمر بين الدول والحضارات تستخدمه الدول لأغراضها السياسية الخاصة، وبذلك لاشك أن يحمل محتوىً ثقافيًا.

فلو جئنا نقيّم المحتوى الثقافي للتعليم في وطننا البحرين، فنستطيع القول: إن المدرسة مكون أساسي من مكونات الثقافة، فبعض المعلمين أسلوبهم ينمي التفكير النقدي والذي يُشعر الطالب بالحرية الروحية والفكرية ويغذي الفكر لديهم من جوانب عديدة تحببهم في المدرسة، وبعضهم على العكس تمامًا، يقدمون تلقينات وحلولاً أخلاقية وعلمية جاهزة متبعين أسلوب التلقين، وهؤلاء يعتبرون من وجهة نظر الثقافة لا معلمون، لأنهم لا يخلقون أشخاصًا أحرارًا بل أتباعًا، ربما قد يدعمون الحضارة في ذلك ولكنهم وبلا شك يحطون من شأن الثقافة، وهذا مالا نريده في مدارسنا، بل نريد ما يعزز التفكير الروحي والحرية الثقافية لدى أبنائنا.  

(Man Mass) أو الإنسان الجمهور، هو مصطلح أدبي أنشأه الفيلسوف الإسباني (جوزي أورتيجا)، ويعني أن يتحول الجمهور إلى وحدات مجهولة الهوية لا وجه لها، أو أن يتحول إلى مجموعة ممن فقدوا شخصياتهم وتقلصوا إلى مجرد كتلة غير مميزة المعالم. باختصار، نستطيع القول أن "الإنسان الجمهور" هو النتاج النهائي لحضارة بدون ثقافة.

ومن المؤسف أن يكون أبناؤنا مُكرهين على الذهاب إلى المدرسة ويتأففون كل صباح، ويستيقظون بوجوه متجهمة، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على انعدام أسلوب الترغيب في المدارس، وعدم الالتفات لضرورة تبني تغذية الجانب النقدي الحر والجانب الروحي لديهم، ليصبحوا متلقين سلبيين لكل شيء، فلماذا لا يتم تدارك هذا الأمر قبل أن تولد لدينا أجيال لا تُفكر؟

جميلٌ أن يتعلم أبناؤنا الأسس العلمية والأخلاقية الجاهزة في المدارس، ولكن الأجمل أن يتعلموا كيفية التفكير بطريقة تسمح لهم بالوصول إلى الحقائق العلمية والمعلومات الأخرى رغبةً منهم في الوصول لا إكراهاً منهم، لتكون طريقاً خضراء تساهم في توسيع مداركهم وتنمية جوانبهم الفكرية والروحية معاً.

سوسن يوسف



أضف تعليق



التعليقات 14
زائر 1 | 11:09 م انا ابي اعرف ليش الوزارة تصر على ان يحفظ الطلبة القصائد حفظ القراءان انا معاهم بس قصايد ليش ومنهج الاجتماعيات طويل ويمكن في المستقبل ما يستفيد من هذا المنهج كله الا 2 او ثلاثة كل سنة. رد على تعليق
زائر 2 | 11:32 م للاسف مناهج تعتمد على الحفظ لا على التفكير والابداع والبحث العلمي فكل شئ جاهز وما على الطالب سوى الحفظ وتقديم الاختبارات والامتحانات وفي نهاية السنه يتبخر كل ماحفظه طول العام لانه فقط اراد النجاح دون تحصيل علمي مميز وهادف رد على تعليق
زائر 4 | نعم 11:53 م الحفظ وليس الا
خاصه اطفال الابتدائي
حفظ قصائد وغيره
زائر 3 | 11:33 م مساكين اولادنه ما عندهم وقت يتنفسون يوميا واجبات واختبارات وفوقهم يطلبون منهم انشطةالرحمة يا معلمين ومعلمات ي عليكم
حتى الاجازة الاسبوعية ما يتهنون فيها
ما اقول الا سلم لي على الابداع رد على تعليق
زائر 5 | 12:09 ص المشكلة في ضغط الدوام على الطلاب و المدرسين
احسن حل هو تخفيض ساعات التمدرس و دوام مرن لتسهيل الطالب للقيام بانشطة رياضية و ترفيهية و سط الاسبوع
الاهم هو تحسين جودة الطالب بالكيف ليس بالكم الهائل من الواجبات و لكم في التجربة الفلندية احسن دليل رد على تعليق
زائر 6 | 12:11 ص ... من كم يوم بدءت أبنتي الدراسة الجامعية لله الحمد ولكن تقول كلما تحدث طالب أو طالبه أستاذهم المصري يسكتهم ويقول ليه ششش والمصيبة العوده أنهم يدرسون أعلام . فمن أين يبدع وينطلق حوار وحرية التعبير . رد على تعليق
زائر 7 | حراااااام 12:16 ص كرهتون اولادنا الدراسة عندي بنت في صف الاول كل يوم واجبات من غير في كل اسبوع اختبار والله تكره تدرس وتروح المدرسة
اتقول بتي متى تخلص المدرسة ونفتك
اتقو الله في اولادنا رد على تعليق
زائر 9 | 1:59 ص أوافق زائر 7 الرأي. كلما تذكرت سنين الدراسة تنابني الكآبة والحزن. كنت من المتفوقين ولكن مع مرور السنين الدراسية كرهت الدراسة الحكومية الإلزامية ونزل مستواي الدراسي ولم أكمل دراستي الجامعية. مدارسنا تخرج ببغاوات وروبوتات ولا تخرج علماء إلا من قدر أن يقلل من ضررها على شخصيته وعقله. لن أسمح لأولادي بأن يتضرروا من المدرسة مثل ما تضررت.
زائر 8 | كيس الاسمنت 1:48 ص موكفاية اولادنا كل يوم يحملون الشنطة كأنها كيس اسمنت حتى ظهورهم تؤلمهم بعض اختبارات ووظايف وانشطة حدث ولاحرج من غير الطلبات اللي ماتنهتهي
اولادنا رايحين يدرسون لو رايحين التجنيد
وهالدوام اللي مااليه معنى ويش فيه الدوام الاولي العايلة متجمعه على الغذى
مو الحين هالداوم كل واحد من العايلة مايدري عن الثاني رد على تعليق
زائر 10 | 2:48 ص مناهج المدارس الحكومية للأسف تعتمد على الكم وليس الكيف، وعلى الحفظ ليس العملي ، إلى جانب الدوام الذي ما إليه منفعة بس التعب وكره الطالب للمدرسة والتعلم ، والكتب وطلبات ما تنتهي ، هذا عذاب مو دراسة ، حتى تكريم للمتفوقين في مدارس ما حصلوا ، كم تمنيت أن أحضر تكريم بنتي بعد تعب الامنتحانات ، مساكين مجرد في الطابور وأخذ ورقة a4 كتكريم، كيف بينتجون ويعطيهم حماس لدراسة ما ادري رد على تعليق
زائر 11 | 3:44 ص التعليم الحديث غير ما يدرس في مدارسنا. التعليم الحديث يعطي للمعلم دور المشرف علي دراسات الطالب دون إجباره علي اخذ اتجاه لا يرغب به. الكتاب الذي وضع العام الماضي للتدريس غير صالح اليوم. تطور وسرعة تغييره كبيرة و المعلم هو اول من يجب ان يتبع ذلك ليقدر علي الإشراف علي دراسة الطلبة. اليوم في البلدان المتطورة يذهب الطلاب بآي باد و دفتر و قلم الي المدرسة. يبحثون في هذا الجهاز و يحفظون فيه كل شيئ. اذا وصلك هذا الواقع تصورو و خمنوا مقدار التأخر المستقبلي للجيل القادم عن الدول المتقدمة. رد على تعليق
زائر 12 | 5:04 ص سؤال يسدح نفسه هل الوزارة تقرأ ما يكتب عن تجاوزاتها ونقدها أم لا ؟ رجعوا الدوام الاول للمدراس حتى لا تتفكك الاسر زيادة مابقى شيء بعد . والله . رد على تعليق
زائر 13 | 6:16 ص على الرغم من عدم تفهم التربية لتعليم الصحيح في التدريس اللي هو مجرد حفظ وتلقين ويتخرج الطالب لا يعرف شي .. ولكن من هذا الصرح أشكر الاستاذة نهى سيد جلال التي لم تبخل بكل تطور وتحضر في التدريس وكل أسلوب جديد تقوم بتعليمه لأبنائنا عمليا .. كلمة شكر قليلة في حقها ، أتمنى لها دوام التوفيق والنجاح أن شاء الله رد على تعليق
زائر 14 | 11:40 ص الطلبة محتاجين إلى أن يقنعوا إلى الدرجة التي تجعلهم يقبلوا على طلب العلم والتعلم حتى بدون شهادة أو مقابل وبدون إجبار. وهذا يبدأ في المراحل المبكرة في حياتهم بجعل العلم والتعلم من ميولهم واهتمامتهم وأولياتهم. بعدها يأتي توظيف التعلم في احتياجات الحياة كالعمل ولكن مع مراعاة وسائل التعليم وتأثيراتها. رد على تعليق