سورية تودع أهم أعلام الفن التشكيلي نذير نبعه
الوسط- محرر منوعات
ودعت دمشق مساء أمس الفنان التشكيلي نذير نبعه، حيث يعد واحد من أهم أعلام الفن التشكيلي في سورية، وتعكس لوحاته لغة فنية فريدة مثقلة بعناصر المكان والطبيعة، علاوة على رموز التاريخ والحضارات القديمة، وذلك بحسب صحيفة "السفير" اللبنانية.
وقد انتمى نبعة، في ذروة صعود الكفاح المسلح الفلسطيني، إلى حركة "فتح"، وهو الذي صمم شعارها المعروف، فضلاً عن ملصقاتها في أواخر ستينيات القرن الماضي.
تتلمذ نذير نبعة على محمود جلال وناظم الجعفري من سورية، وعلى حسين بيكار وعبدالعزيز درويش وعبدالهادي الجزار وحامد ندى من مصر. وكانت أصابعه الطفولية بدأت ترسم على قطع القماش التي كانت والدته تطرزها لفتيات الجوار وتخيطها في الوقت نفسه. وفي ما بعد اتجه إلى رسم المكان الباهر ولا سيما مدينة دمشق، ثم استغرق في مقاربة الصوفية من زاوية البحث عن مكامن النفس البشرية المعاصرة في المدينة الحديثة.
وُلد نذير نبعة في ضاحية المزة في دمشق في 5 يونيو/ حزيران 1938، وبعد أن حاز الثانوية نال منحة لدراسة الفنون في القاهرة في عهد الوحدة المصرية ـ السورية.
وفي القاهرة تعرف إلى فتاة مصرية تدعى شلبية إبراهيم فتزوجا، وعادت معه إلى دمشق لتقيم فيها إلى جانبه حتى اليوم. وقد تابع دراسة التصوير الزيتي في باريس بين 1971 و1974 وشكل مع أسعد عرابي وخزيمة علواني وغياث الأخرس وغسان السباعي وعبد الحميد أرناؤوط، علاوة على رسام الأيقونات الياس الزيات، شوطاً مهماً في مسيرة الفن التشكيلي السوري المعاصر.
يذكر بأن نبعة قال في أحد اللقاءات معه بأن بغداد كانت المثير الأكبر له كي يرسمها بعد أن تعرضت للقصف الأميركي، وتمكن لاحقا من إنجاز مجموعة من اللوحات أطلق عليها عنواناً مشتركاً هو "المدن المحروقة" التي ما عادت تقتصر على بغداد وحدها، بل تبعتها مدن كثيرة. ثم رسم بالحبر الصيني مجموعة من اللوحات عن "داعش"، قبل أن يرحل في مدينته المزنرة بالحرائق والموت والنار.