سلام: سنتّخذ الموقف الرسمي والمسئول وباسيل لم يشاورني أبداً بشأن موقفه في جدة
الوسط - المحرر السياسي
يعقد مجلس الوزراء اللبناني قبل ظهر اليوم جلسة استثنائية بناء لدعوة رئيسه تمام سلام للبحث في "الأمور الطارئة"، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (22 فبراير/ شباط 2016).
واستقبل سلام زواره في منزله كما جرت العادة كل أحد، وأجرى مجموعة من الاتصالات للتشاور مع عدد من القيادات. وقال في دردشة مع الصحافيين وأمام زواره: «لا يمكن أن نسكت وأن لا نتحرك أمام ضيم وزعل المملكة العربية السعودية وبالتالي علينا أن نؤكد تضامننا معها بداية في ما تواجهه مع العرب وبالنيابة عن العرب وهذا يجب أن لا يكون هناك لبس فيه».
وأكد سلام «أننا مع الإجماع العربي ولا يمكن أن نكون خارج هذا الإجماع حتى وإن في غفلة من الزمن أو لحظة ما اتخذ موقف باتجاه آخر وهذا لا يمكن أن يكون من سياستنا الثابتة المبنية، على الحرص على الأخوة العربية، والمملكة هي الأخ الأكبر للعرب جميعاً بل وللمسلمين». وأضاف: «نتطلع إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كأب ووالد وحاضن ليس فقط للعروبة بل في شكل خاص للبنانيين ولبنان. ومآثر وآثار المواقف والإجراءات السعودية تجاه لبنان على مدى السنين لم يكن فيها إلا كل الخير بكل الوسائل والظروف وفي يقيني أن المملكة ودول الخليج عموماً لم ولن تتخلّى عن لبنان واللبنانيين وهم يعرفون جيّداً ويميّزون جيداً بين من يحاول أن يعكّر صفو العلاقة وسموّها، وبين من يعمل ليلاً نهاراً على تأصيل هذه العلاقة وتعزيزها بدءاً من المواطن الفرد انتقالاً إلى القيادات والمسؤولين الذين يحرصون على المملكة ودول الخليج كما يحرصون على لبنان».
وأوضح سلام لزواره أنه دعا إلى جلسة لمجلس الوزراء صباح اليوم، «لاتخاذ الموقف المناسب الرسمي والمسؤول بما لا يفسح في المجال للشكّ في بوضوح موقف لبنان و»ننتظر إلى الغد (اليوم) ليتّضح هذا الأمر». وعندما سئل سلام عما سيكون عليه الموقف إذا اعترض «حزب الله» على التضامن مع المملكة، أجاب زوّاره بالقول: «ليتحمّل الجميع مسؤولياتهم. أنا كرئيس للحكومة وناطق باسمها وفي هذا الظرف الصّعب مسؤول مع حكومتي عن تحصين البلد وصيانة علاقاته مع إخوانه العرب».
وقيل لسلام من قبل زواره: «لكن الموقف السعودي يعترض على مصادرة «حزب الله» القرار اللبناني». فأجابهم: «عندما تمّت دعوتنا إلى المشاركة في التّحالف العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب اتّخذنا موقفاً فورياً وعلى مسؤوليَّتي الشخصية بالانضمام إلى هذه الدّعوة وتمّ انتقادي من بعضهم لكني لم أتنازل أو أتراجع».
وقيل له: «إن وزير الخارجية جبران باسيل قال إنه اتَّخذ موقف النأي بالنفس بالتشاور معك». فرد بالقول: «إن موضوع التشاور من قبل الوزير باسيل يتم استعماله كأنّه يتم على كل صغيرة وكبيرة. ولنكن واضحين في هذا الصّدد وفي الموقف الذي اتّخذ في اجتماع منظّمة التّعاون الإسلامي في جدّة لم يحصل تشاور معي لا من قريب أو بعيد وأُخذ الموقف بعيداً عنّي كلياً. أما في اجتماع الجامعة العربية فحصل تشاور واقعي في شأن مسألة ذكر «حزب الله» في البيان معي، لكن هذا لم يمنع تأييدنا القرار الصادر عن الجامعة (إدانة الاعتداء على سفارة السعودية وقنصليتها)». وتابع سلام: «بالتالي فإن الإشارة دائماً إلى حصول تغطية كاملة للموقف (الذي اتخذته الخارجية) لم يحصل أبداً، وعليه فإن الموقف كان على الدوام بالانسجام مع الإجماع العربي في شأن ما تعرّضت له المملكة من اعتداء سافر على سفارتها وقنصليتها وهذا موقفٌ لا يمكن أن يكون لدينا لبسٌ فيه».
وسئل: «إلى أي حد يمكن أن يذهب «حزب الله» في موقفه ضدّ المملكة؟»، فأجاب: «هذا أمرٌ يجب أن يُسأل عنه «حزب الله» لكن في هذه الأجواء نحن مستمرّون في اتّخاذ الخطوات التي توضح الأمور ونأمل بأن تتفهّمنا المملكة وأملنا كبير بصاحب القلب الكبير الملك سلمان بن عبد العزيز الذي لم يترك يوماً أو مناسبة إلاّ واحتضن لبنان. ونناشد هذا الإنسان الكبير والأب الكبير للجميع أن يعيد النّظر بموقف المملكة ويساهم معنا في تحصين لبنان».
ونقل زوار سلام عنه قوله حول الخطوات التي يمكن اتّخاذها لمعالجة الموقف «سندرس مستلزمات إعادة الثّقة مع المملكة ودول الخليج وسنتواصل مع هذه الدّول لتأتي الخطوات متلازمة مع هذا التّواصل». وأشار إلى «حصول تواصل مع المسؤولين السعوديين» لكنّه تحدّث عن أن «المعلومات تأتينا بالتّداول عن الزّعل والضّيم الذي تشعر به المملكة والعلاقة الوثيقة والتاريخية معها مرّت بكثير من الظّروف، وإخواننا في المملكة كانوا بكل الحالات يحضنون لبنان ونحن نعوّل على ذلك».
وعن تأثير هذه الأزمة وغيرها من الأزمات في مصير الحكومة، ذكّر سلام بـ «أننا قلنا منذ زمن إن تداعيات الشغور الرئاسي تتراكم سلبياً وتظهر تدريجياً وبمحطات وأشكال مختلفة ولا يمكن أن يُدار البلد في ظل هذه الأجواء المتوترة والنّزاع والاختلاف بين القوى السياسية». وعن كيفية تأمين المساعدات التي يحتاجها الجيش، قال: «المساعدة السعودية مبنية أساساً على حاجات الجيش في مواجهة الإرهاب وحفظ أمن البلد ونأمل بأن تمر هذه الغيمة العابرة ويحصل عليها».