"دراسات" يقدم دراسة حول الحوارات الاستراتيجية بدول التعاون
المنامة - مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة
أعد مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة دراسة بعنوان "الحوارات الاستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي أداة لتعظيم الدور الإقليمي والدولي" ضمن ملف القضايا الإقليمية، المخصص بالحوارات الاستراتيجية، الذي يستهدف قراءة في أهمية الحوارات الاستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي من خلال دراسة قدمها الوكيل السابق لوزارة الخارجية بمملكة البحرين للشئون الإقليمية ومجلس التعاون، محلّل الشئون الإقليمية ومجلس التعاون، السفير حمد أحمد عبدالعزيز العامر، وقد نشرت الدراسة ضمن العدد الثاني المجلد الثاني (2015) من دورية "دراسات".
حيث استعرض السفير حمد العامر سريعاً علاقة الانسحاب البريطاني من شرق السويس وتصفية جميع القواعد البريطانية العسكرية بإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية في (مايو 1981)؛ لسدّ الفراغ السياسي والأمني البريطاني والوقوف أمام الأطماع الإيرانية في التوسع والسيطرة على المنطقة. كما تناول دور الولايات المتحدة الأميركية في سدّ فراغ الانسحاب البريطاني من الخليج العربي لحماية المصالح البترولية والاستراتيجية والاستثمارات الغربية، وحماية الدول الجديدة حديثة الاستقلال من التسلل الشيوعي إلى الخليج العربي الذي كان قابعاً في اليمن، وتغيُّر قواعد العلاقات واللعبة السياسية في المنطقة بسبب قيام الثورة الخمينية في إيران عام (1979م)؛ وتغلغل اليد الإيرانية في عدد من الملفات والأوراق السياسية المهمّة، وتأثيراتها السلبية على دول المنطقة التي من أبرزها قيام عدد من الحروب في منطقة الخليج العربي في الفترة (1980م – 2003).
كما تطرَّق لسياسة دول مجلس التعاون من أجل تعزيز علاقاتها الخارجية من خلال البدء في الحوارات الاستراتيجية مع الدول والمجموعات الاقتصادية الكبرى، باعتبارها آلية مهمّة تساعد في تعزيز مكانتها الدولية والإقليمية، كما سلَّط الضوء على المبادئ التي تقوم عليها الشراكة الاستراتيجية مع الدول والمجموعات الاقتصادية الكبرى كاحترام السيادة والاستقلال الوطني لجميع الدول، وحرمة الحدود والسلامة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وتناول السفير حمد العامر في دراسته المجالات محل اهتمام الشراكة الخليجية مع الدول والمجموعات الاقتصادية الكبرى كالتنسيق والتشاور السياسي والدبلوماسي تجاه القضايا الدولية والإقليمية، وتقوية التعاون الأمني والدفاعي، وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وتعميق التعاون في مجال البحوث العلمية والاستراتيجية بين الجامعات ومراكز الأبحاث، والعلاقات البرلمانية والشبابية، وعلاقات منظمات المجتمع المدني المختلفة. إضافة الى تناول النتائج الإيجابية للحوارات الاستراتيجية على المستوى السياسي والاقتصادي، ومساهتمها في تعزيز العلاقات في الإطار الجماعي على مختلف المستويات، ومساعدتها على تبادل الخبرات بين المختصين في دول مجلس التعاون ونظرائهم في الدول الأخرى، وتعريفها بمجلس التعاون وتقدير دوره وأهدافه وإنجازاته على المستويات الدولية والإقليمية، وتحقيقه لرؤية مشتركة للتنمية الاقتصادية تدعم البيئة الأمنية المستقرة للنشاط التجاري والصناعي، وانعكاس ذلك على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، واتخاذ مواقف متطابقة حول القضايا السياسية في المحيط الجغرافي المشترك، والمساهمة في إيجاد حلول لها بما يخدم المصالح العُليا.
وفي ختام الدراسة أكَّد أنّ الحوارات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول الصديقة والمجموعات الاقتصادية الكبرى في العالم خطوة بنَّاءة في سبيل توثيق الروابط الاقتصادية والاستراتيجية، وخَلق رؤية جديدة تتسم بالفاعلية والرغبة في استكشاف آفاق أوسع لفرص الاستثمارات، وفتح أسواق واعدة جديدة للمنتجات الخليجية، وشدَّد على أهمية المحافظة على جوهر تلك الحوارات والحرص على استمراريتها.
يذكر أن دورية "دراسات" دوريّة نصف سنويّة متخصّصة تصدر عن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، تعنى بنشر الدراسات والتحليلات السياسية والدولية والاقتصادية والأمنية والطاقة والفضاء الرقمي، ذات الاهتمام بالقضايا الاستراتيجية بمفهومها الشامل، والتي تركّز على الشأنين الخليجي والعربي "باللغتين العربية والإنجليزية".