موسكو تشكو تركيا إلى مجلس الأمن وتكشف عمليات تجنيدها للأجانب
الوسط – المحرر السياسي
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أنها ستدعو إلى اجتماع لمجلس الأمن تمهيداً لطرح مشروع قرار دولي يضع حداً لـ «خرق السيادة السورية»، بعدما طرحت تركيا احتمال قيامها بعملية عسكرية برية في سوريا، في وقت ترأس مسؤولون أميركيون وروس اجتماعاً لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» لبحث «وقف العمليات العدائية»،.
ونقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله إن المعارضة السورية المعتدلة يجب أن تحصل على صواريخ أرض-جو للدفاع عن نفسها ضد الضربات الجوية، معتبراً أن هذه الصواريخ ستمكّنها «من تحييد طائرات النظام وطائرات الهليكوبتر التابعة له»، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم السبت (20 فبراير/ شباط 2016).
وفي موسكو، قالت الخارجية الروسية إنها تنوي دعوة مجلس الأمن إلى اجتماع لتقديم مشروع قرار «يدعو إلى وضع حد لكل الأعمال التي تخرق سيادة الأراضي السورية وتهدد وحدتها». وكان مسؤول تركي قال الثلثاء: «نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين»، موضحاً «أن تركيا لن تقوم بعملية عسكرية من جانب واحد». وواصلت المدفعية التركية، قصف مناطق يسيطر عليها الأكراد في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس عن احتمال التدخل التركي في سورية «عندها، سيكون هناك خطر نشوب حرب».
وفي نيويورك، دعا السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين المجلس إلى جلسة طارئة للبحث في «التصعيد على الحدود التركية السورية وإعلان تركيا خططاً لإرسال جنود إلى سورية». وقال في رسالة إلى المجلس، قبل بدء جلسة المشاورات مساء الجمعة، إن لدى روسيا «تقارير عن أن ممثلين لتنظيم داعش أنشأوا بمساعدة الاستخبارات التركية شبكة واسعة في أنطاليا لتجنيد الأفراد الذين يأتون إلى تركيا من دول الاتحاد السوفياتي السابق للمشاركة في النزاع في سورية، مع إمكان نقلهم (مجدداً) إلى روسيا». وأعطى تشوركين أسماء أعضاء «فريق التجنيد» وبينهم «القرغيزي عبدالله، والتتاري إلنار والروسي إلياس»، مشيراً إلى أن قائد هذا الفريق هو «رسلان راستياموفتيش خيبولوف، الروسي الجنسية، الذي يقيم في أنطاليا في تركيا بموجب تصريح إقامة دائمة مع أسرته». وأضاف أن فريق التجنيد ينشط بين «السجناء الأجانب في تركيا، ويدعوهم إلى اعتناق الإسلام مقابل الإفراج عنهم ودعمهم مالياً».
وقال تشوركين إن لدى روسيا معلومات عن انتقال ألف عنصر في تنظيم «داعش» من تركيا إلى سورية عبر معبر غازي عنتاب، كما اتهم «السيد هـ فيدان، رئيس منظمة الاستخبارات الوطنية التركية، بتنسيق نقل وحدة كبيرة من تنظيم داعش من ليبيا إلى سورية عبر معبر برساي» في مارس/ آذار 2014. كما اتهم السفير الروسي الاستخبارات التركية «اعتباراً من أواخر العام 2015، بفتح ممر جوي لنقل مقاتلي داعش من سورية عبر تركيا إلى اليمن باستخدام النقل الجوي العسكري التركي، أو بحراً عبر ميناء عدن». وشمل الاتهام الروسي منظمات إنسانية متمركزة في تركيا بأنها تساهم في نقل الأسلحة «إلى الجماعات الإرهابية في سوريا» ومن بين هذه التنظيمات - وفق الرسالة الروسية - «هيئة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية، ومؤسسة إمكان دار، ومؤسسة الإغاثة الإنسانية الدولية». وأضاف أن الأسلحة تصل إلى تركيا «عبر ميناء اسكندرون وتنقل عبر معبر أونجو بينار إلى حلب وإدلب».
وقبل اجتماع مجلس الأمن أجرى مسؤولون روس وأميركيون مشاورات في جنيف تناولت وقف إطلاق النار في سورية، بحسب ما قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية. وكان مقرراً أن ينضم الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا إلى اجتماع ممثلي «المجموعة الدولية لدعم سورية»، وهو قال في مقابلة مع صحيفة «سفينسكا داغبلاديت» السويدية: «لا يمكنني واقعياً الدعوة إلى محادثات جديدة (بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة) في جنيف في 25 شباط (فبراير)، لكننا ننوي القيام بذلك قريباً».
وفيما نقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله أن «مشاورات مكثفة» تجري بين الروس والأميركيين منذ الخميس لبحث «وقف إطلاق النار» و «محاربة عدونا المشترك أي الإرهابيين في جبهة النصرة وتنظيم داعش»، ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إشارته إلى «تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين أن لا بديل عن التسوية السياسية لحل هذه القضية» وضرورة «إلحاق الهزيمة بالإرهاب».
وفي تطور ميداني لافت، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات سورية الديمقراطية» التي يهيمن عليها الأكراد، سيطرت على مدينة الشدادي معقل تنظيم «داعش» في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، بعد هجوم عنيف بدأ فجر 17 فبراير/ شباط الجاري تحت غطاء جوي وفرته طائرات التحالف الدولي.