الاتحاد الأوروبي يطالب السودان بإنهاء كل نزاعاته المسلّحة
الوسط – المحرر الدولي
طالب الاتحاد الأوروبي الخرطوم أمس، بإنهاء النزاعات في إقليم دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأبدى قلقه حيال الانتهاكات المترتبة عنها، فيما قُتل 7 أشخاص وأصيب 32 آخرون إثر هجوم مسلّحين في جنوب السودان، على قاعدة تابعة للأمم المتحدة في مدينة ملكال، عاصمة ولاية أعالي النيل تؤوي 47500 من المدنيين ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (19 فبراير / شباط 2016).
وناقشت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسات الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني، مع وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، أهمية حل القضايا الداخلية، وإنهاء النزاعات وإجراء حوار وطني شامل وجامع في البلاد. وعُقد اللقاء في أعقاب دعوة من وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي لنظيرها السوداني لزيارة بروكسل، حيث أجرى غندور مشاورات مع قيادات الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، تعتبر الأهم منذ سنوات.
وقال بيان للاتحاد الأوروبي: «لا تزال الصراعات في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، والانتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، متكررة، ذلك كله مصدر قلق بالنسبة الى الاتحاد الأوروبي».
ووفق البيان، فإن غندور وموغيريني اتفقا على تعزيز العلاقات السودانية - الأوروبية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وأكدا أن زيارة وزير الخارجية «خطوة أولى لتحديد العلاقات والتعاون بين الطرفين في المستقبل حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل السلام الداخلي، الأمن الإقليمي، الهجرة، ومكافحة الإرهاب».
وناقش غندور مع مسؤول الهجرة والشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي أفرا موبولوس، ضرورة تبنّي خطة عمل «فاليتا» التي اعتمدت في نهاية العام الماضي في قمة الهجرة.
وأفاد البيان بأن السودان أعرب عن استعداده لمواجهة الهجرة غير الشرعية، لا سيما في مجال مكافحة الإتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، والتعاون على عودتهم وإعادة قبولهم وزيادة قدرة السودان على استضافة اللاجئين والحدّ من حركتهم إلى أوروبا.
من جهة أخرى، أعلن متمردو «الحركة الشعبية – الشمال»، أن الجيش السوداني نفّذ غارات جوية على مناطق عدة في جنوب كردفان، أدت الى سقوط قتيل و7 جرحى، بينهم أطفال وتلامذة مدارس.
وقال الناطق باسم المتمردين، أرنو نقو تلو لودي، في بيان، إن الجيش السوداني واصل الاعتداء على قرى ومناطق فى جبال النوبة، بإلقاء 46 قنبلة عبر غارات جوية، متبوعة بهجمات برية على المدنيين.
وأضاف لودي أن مناطق وقرى فى جنوب كردفان «تعرضت لاعتداءات متكررة بطائرة أنتنوف، ما أحدث خسائر في الأرواح ورعباً وسط المدنيين العزل».
وأفاد بأن الاعتداءات على قرى سبات وتوجر ولمبري في مقاطعة دلامى، كانت بإسقاط 34 قنبلة، ما أدى الى جرح 3 أشخاص بينهم تلميذتان، تم إسقاط 12 قنبلة في منطقة اللبو بمقاطعة أم دورين أدت الى مقتل مواطن وإصابة 4، بينهم طفل رضيع.
وقُتل 7 أشخاص وأصيب 32 آخرون إثر هجوم مسلّحين في جنوب السودان، على قاعدة تابعة للأمم المتحدة تؤوي مدنيين، وبدأ الهجوم ليل أول من أمس واستمر حتى صباح أمس.
وأطلق المهاجمون النار من بنادق الكلاشنيكوف والرشاشات، ما أثار الذعر وسط المدنيين، واختبأ الأطفال والنساء خلف الخيام البائسة التي تؤويهم.
ويقيم أكثر من 47500 شخص داخل قاعدة ملكال، وهم جزء من 200 ألف مدني لجأوا إلى ثماني قواعد للأمم المتحدة في بلد يشهد حرباً أهلية مستمرة منذ 2013.
وتقع قاعدة ملكال في منطقة تسيطر عليها حكومة جوبا، عند تخوم المناطق التابعة للمتمردين. وندّد زعيم حزب «الحركة الشعبية للتغيير الديموقراطي» المعارض، لام أكول المتحدر من ملكال، بالهجوم ووصفه بأنه «وحشي وجبان على مدنيين أبرياء وعزل».