السعودية: سحب أدوية قلب «قاتلة» بعد سنوات من التداول
الوسط - محرر المنوعات
لجأت مراكز طبية متخصصة في السعودية إلى سحب أنواع من الأدوية تبين أن لها تأثيرات مستقبلية سلبية، وبخاصة على مرضى القلب، إذ يتسبب أحدها في «عطل مفاجئ في عضلة القلب»، إذ تبين أن هذا الدواء، الذي حظر أخيراً، أحد أسباب ارتفاع وفيات أمراض القلب في منطقة الخليج العربي.
وأعلن المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي توفيق خوجه، خلال المؤتمر السنوي الـ27 لجمعية القلب السعودية، المنعقد أخيراً، أن نسبة الوفيات في دول الخليج العربي بسبب أمراض القلب، تراوح بين 40 إلى 55 في المئة، بحسب دراسة لمنظمة الصحة العالمية. وتتطلب هذه الزيادة إصدار مجموعة من القرارات المبنية على البراهين والدراسات المجتمعية في مجال صحة القلب، بحسب خوجه.
وذكر مختصون ومشرفون على جراحات قلب كبرى أن بعض أنواع الأدوية تم سحبها «بناء على توصيات طبية» إلا أنهم لفتوا إلى أن التحذير منها جاء «متأخراً»، بعد أن تسببت في ارتفاع معدل وفيات مرضى القلب. وقال استشاري أمراض القلب عبدالرؤوف الحمراني لصحيفة «الحياة»: «إن الإحصاءات التي صدرت في المؤتمر السنوي الـ27 لجمعية القلب السعودية، تشير إلى الارتفاع في أمراض القلب، ما ينجم منه حال من القلق».
ولفت الحمراني إلى أن من ضمن ما لم يقل خلال المؤتمر أن هناك أدوية موجودة في السوق الخليجي منذ أعوام، ولم تخضع إلى فحوصات مخبرية لمعرفة تأثيراتها المستقبلية، ومنها دواء «بروكولاين»، الذي تبين خطورته القاتلة، وأضراره التي تفوقت على الفوائد. وأضاف الاستشاري الحمراني: «هناك تحاليل تجرى حالياً لأدوية أخرى، بالتنسيق مع الهيئة العامة للغذاء والدواء، لمعرفة مدى فاعليتها، فهناك أدوية لا سيما لمرضى القلب، تمنح فائدة موقتة، ولكنها تتسبب في الوفاة مستقبلاً، لذا ظهرت جملة من التحذيرات والبدائل في استخدام الأدوية، التي من المفترض تغييرها بين الفترة والأخرى، بإشراف الطبيب المعالج». ونبه من خطورة أخرى رفعت من وفيات مرضى القلب، وعدم تخوف الأطباء من إعادة الجراحات الكبرى للقلب، ومنها القلب المفتوح، التي ترتفع نسبة الوفاة في المرة الثانية إلى 70 في المئة، علماً بأن المرة الأولى تكون نسبة الوفاة أقل بكثير.
بدوره، أوضح اختصاصي القلب في مركز البابطين لطب وجراحة القلب سابقاً مصطفى هشام أن عدداً من الأضرار تنتج من الأدوية التي يستمر المريض في أخذها، وتم توقيفها بشكل رسمي، لا سيما الأدوية المتعلقة بعضلة القلب والشريان التاجي. وقال لـ«الحياة»: «إن الأدوية التي تفوق أضرارها على فوائدها تتسبب في سريان دم خارج منطقة القلب إلى الشريان التاجي، ما يؤدي إلى عطل فيه مستقبلاً، فيصبح المريض معرضاً للخطر إلى حد الوفاة»، مشيراً إلى أن أدوية مرضى القلب تخضع إلى تحاليل مستمرة، لمعرفة مدى الفائدة الزمنية لها، تجنباً لتعرض المريض للوفاة المفاجئة.