دراسة دكتوراه: أسلوب الشرح والتلقين لا يفضي إلى تعلم حقيقي ويؤثر سلبياً على أداء التلاميذ
الوسط - محرر الشئون المحلية
أظهرت دراسة دكتوراه بشأن "أثر التكامل بين دورة التعلّم والتعلّم الإلكتروني في التحصيل والاتّجاهات نحو العلوم لتلاميذ الصفّ الأوَّل الإعداديّ بمملكة البحرَين" أن إستراتيجيّات التعلّم الإلكتروني والتعلّم بدورة التعلّم والتعلّم بالتكامل التي يتبعها المعلم في تدريسه للتلاميذ تنعكس إيجاباً على مستوى أداء التلاميذ في الاختبار التحصيلي، مقارنة باعتماد التعليم التقليدي، إذ أن أسلوب الشرح والتلقين الذي يعتمده المعلّم لا يفضي إلى تعلّم حقيقي ويؤّثر سلبيًّا في مستوى أداء التلاميذ. وأضافت إن مستوى التحصيل الدراسي للتلاميذ يرتفع باعتماد المعلّم إستراتيجيّة التعلّم بالتكامل مقارنة باستراتيجيات التعلّم الأخرى.
وخلصت نتائج الدراسة إلى أن إستراتيجيّات التعلّم الإلكتروني، ودورة التعلّم، والتعلّم بالتكامل لهم الأثر الإيجابي في اتجاهات التلاميذ نحو العلوم، بينما لم تجد أثرًا في التعلّم التقليدي في اتجاهات التلاميذ.
وبينت الدراسة التي قام بها الباحث جعفر محمّد عليّ أيّوب أهمية إستراتيجيّات التعلّم البنائي وإستراتيجيّات التعلّم المعتمد على تكنولوجيا التعليم في رفع التحصيل الدّراسي وتنمية اتجاهات التلاميذ نحو العلوم، والتحقق من أهمية البرنامج المقترح والإستراتيجيّة التي تكامل بين دورة التعلّم البنائية الخماسية والتعلّم الإلكتروني وأثرها في رفع التحصيل الدّراسي للتلاميذ وتنمية اتجاهاتهم نحو مادة العلوم.
كما تناولت الدراسة أثر التكامل بين دورة التعلّم والتعلّم الإلكتروني في التحصيل والاتّجاهات نحو العلوم لتلاميذ الصفّ الأوَّل الإعداديّ بمملكة البحرَين، وهو موضوع بالغ الأهميّة، ورغم أهميّته، فإنّه لم يطرح في الدراسات التي تناولت إستراتيجيّات التدريس اقليميًّا ومحليًّا، في حدود اطلاعنا وعلمنا، ولم تتناوله أقلام الاختصاصيّين بالبحث العميق، وهذا ما دفعني إلى اختيار هذا الموضوع.
وتكمن أهميّة الموضوع في المشاركة العلميّة الجديّة بالبحث عن طرائق جديدة لتعلّم العلوم تتماشى مع متطلبات العصر، واستثمار تكنولوجيا التعليم لخدمة التربية والتعليم في البحرين.
وأضافت أن تكنولوجيا تسهم في بناء معرفي يربط عناصر العملية التعليمية من مناهج وطرائق وتقويم وإدارة تدريس ومصادر بشرية ومادية ببعضها، ويجعل التعليم أكثر مرونة وتشويقا وإفادة.....وتجذب التلاميذ نحو العمليّة التعليميّة، وتنمّي قدراتهم المعرفيّة، مبينة أنها رؤية فلسفية طموحة نحو عمليّة التعليم والتعلّم، ومحاولة عملية ليست نظرية مجرّدة؛ لتجسّد فكرة التعلّم البنائي الإلكتروني في الواقع الميداني، وتفتح آفاق نحو استراتيجيات تعلّم معاصرة تواكب التطور العالمي في تكنولوجيا التعليم.
واستنادا إلى هذه الخلفيّة التي يحظى بها الموضوع، جاءت الأطروحة لتتابع العلاقة التفاعليّة بين التعلّم البنائي الالكتروني من جهة، وإيصال المفاهيم العلميّة إلى التلاميذ من جهة أخرى.وبالتالي موقع هذه الطرائق ودورها في التعليم عامة وتعليم العلوم خاصة.
هذا التوجه في اعتماد التعلّم البنائي الالكتروني، يفرض المزيد من التحوّلات في إطار المدرسة وبيئتها الداخليّة وفي علاقتها مع محيطها ومع التطور العالمي في هذا المجال. إضافة لما يفرضه التعلّم البنائي الالكتروني من الحاجة إلى إيجاد إستراتيجيّات تعليمية وتطويرها باستمرار لتكون المدرسة، بكل مكوّناتها، قادرة على أن تواكب التطوّرات في مناهج العلوم وطرائق تدريسها.
وتوقعت الباحث أن تفيد دراسته المسئولين عن تخطيط مناهج العلوم وطرائق التدريس في وزارة التربية والتعليم، كما تفتح أمام المعلّمين آفاقا من خلال تقديم نموذج تعلّم بنائي إلكتروني، وتزوّد المتعلمين بالوسائط والتقنيات الحديثة التي تساعدهم للحصول على المعرفة العلميّة.
وتساءل الباحث " كيف نعلم العلوم؟ وكيف نجذب المتعلمين إليها؟ كيف نثير حماستهم لتعلمها وفهمها والانشداد إليها ؟" مشيراً إلى أن النقاش تصاعد في بلادنا العربية عامة حول هذه القضايا وغيرها.
وأوضح "من هنا كانت الحاجة إلى استراتيجيّات بنائيّة الكترونيّة حديثة لتعليم العلوم وتعلمها؟ فما هي هذه الاستراتيجيّات؟ وما هي أهميّة اعتمادها في التدريس؟ وما الصعوبات التي تواجهها؟ وهل يمكن تكريس البنائيّة في بلادنا كمدخل للتربية والتعليم؟ وكيف؟ وبما تتعارض هذه الاستراتيجيات مع الأنماط التقليدية في التعليم؟".
وتساءل الباحث "ضمن هذا الفضاء الإشكالي، كيف تم إنجاز البحث؟"، مشيراً إلى أنه لانجاز البحث ومتابعة البنائية فقد اعتمد على مراجع أساسيّة لأصحاب التيّارات البنائيّة ورجع إلى مقالاتهم ودراساتهم وكتبهم المباشرة، مثل: كتب بياجيه "علم النفس وفن التربية" و"سيكولوجيا الذكاء" و " اللّغة والفكر عند الطفل"، وبحث كاربلس " Science Teaching And The Development Of Reasoning "، وأشهر كتب بايبي " Learning Science And The Science Of Learning " و " Teaching Secondary School Science"، بالإضافة إلى الدّراسات السابقة العربيّة منها والأجنبيّة في التعلّم الإلكتروني والتعلّم البنائي، والوثائق التي تتّصل اتصالًا مباشرًا بمشاريع تطوير التدريس في وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين.
أما ما تم اعتماده تطبيقيا– ميدانيا، فان الباحث اعتمد على استعمال أداتين بحثيتين لنقيس المتغيّرات التي تعكسها فرْضيّات الدّراسة: الأوّلى، اختبار التحصيل الدّراسي، لقياس مدى تحصيل تلاميذ الصف الأوّل الإعدادي في مادة العلوم، والثانية: استبانة الاتجاهات نحو العلوم لدراسة أثر طريقة التدريس في اتجاهات التلاميذ نحو مادة العلوم.
إضافة لما سبق، أعدّ الباحث برنامج تعليمي إلكتروني يقدّم بالسبورة التفاعليّة، ودليل للمعلّم، وكتيّب لأنشطة التلميذ التعليميّة، لتطبيق الإستراتيجيّات المقترحة، من تعلّم إلكتروني وتعلّم بدورة التعلّم الخماسيّة، وتعلّم بالتكامل.
وبالنسبة إلى منهج الدّراسة فقد اعتمد الباحث التصميم شبه التجريبي.والعينيّة في هذه الدّراسة تقوم على أربع مجموعات، وهي: التعلّم الإلكتروني، والتعلّم باعتماد دورة التعلّم الخماسيّة، والتعلّم بالتكامل، والطريقة التقليديّة.