العالم يحتفل بالفالنتاين وسعوديون يقابلونه بالتندر
الوسط – المحرر الدولي
في وقت شاع فيه اللون الأحمر ومجسمات القلوب وأضيئت فيه الشموع في عدد كبير من بلدان العالم أمس احتفالا بما يعرف بـ"الفالنتاين" أو يوم الحب، استقبلت شريحة واسعة من السعوديين هذه المناسبة أمس بالسخرية والتندر عبر مواقع التواصل، وذلك من خلال صور ومقاطع كشفت واقع هذا اليوم لديهم، كما نقلت صحيفة "الوطن" السعودية اليوم الإثنين (15 فبراير/ شباط 2016).
استذكر بعض المعلقين على هاشتاقات يوم الحب ما يحدث كل عام في هذا التوقيت بالضبط، من فرض ضوابط للحدّ من تداول الأشياء المرتبطة بهذا اليوم مثل الورود الحمراء، إذ تداولوا قراراً سابقاً يتضمن منع إحدى الجهات للأشخاص من ارتداء الشماغ الأحمر. وانتقلوا من الوقائع الطريفة إلى الأشخاص ومواقفهم الطريفة، إذ وقعت أعينهم على محاضرة عمرها عامان للشيخ محمد الربيحان بعنوان "الحب عذاب"، وجّه من خلالها رسالة لفئة الشباب، الذين يستخدمون الحب في إضاعة أنفسهم، ناصحاً إياهم باستبدال ذلك بالشكل السليم، ومن خلال حب الأبوين، وحب الرسول عليه الصلاة والسلام، واختتمه بضرورة حب الشيخين ماهر المعيقلي والسديس.
رد الشيخ محمد الربيحان في اتصال هاتفي مع "الوطن" على الانتقادات التي انتشرت في "تويتر" على مقطع الفيديو الذي يحوي محاضرة قدّمها قبل نحو عامين بعنوان "الحب عذاب" ضمن شريط "لهو الحديث"، والذي يدعو فيها إلى ترك الحب الذي يعذب صاحبه، والالتفات إلى الحب الذي لا يكون بشكل سلبي، مؤكّداً حسن نيته فيما قاله.
وذكر الربيحان أن هناك بعض الشباب يستغلون مثل هذه المناسبات في الاحتفال بالحب الذي هو في الأساس غير سوي، ويأتي بممارسات خاطئة فيما بينهم، الأمر الذي يصل إلى تعذيبهم للطرف الآخر. وأوضح أن مقصده كان في الاتجاه إلى حب الشيء السليم الذي لا يجلب للحبيب أو للمحب أي متاعب أو يكون من خلال علاقة غير صحيحة.
طفا على السطح منذ بداية يوم أمس العديد من الهاشتاقات كان أبرزها "ما علاقة الدباديب بالحب" و"يوم الحب" و"ماذا ستفعل بالفالنتاين". وتزاحمت التغريدات ما بين مؤيد ومعارض، إذ طالب الطرف الأول بالتواصل مع الذين نحبهم لتجديد العلاقة والمحبة المتبادلة، وتقديم الهدايا من باب الذكريات. أما الطرف الآخر فقد انهال بالتذكير وإعادة الفتاوى الدينية، التي تحرم الاحتفال بهذا اليوم. وطرف آخر استغل الفرصة في السخرية من الطرفين السابقين، في طرح النكات عليهم.
وتضمن هاشتاق "ما علاقة الدباديب بالحب" أكثر من 25 ألف تغريدة خلال اليومين الماضيين، فيما احتوى هاشتاق "يوم الحب" على 21 ألف تغريدة، تنوّعت ما بين مقاطع فيديو، وصور، وروابط لأخبار سابقة قامت فيها العديد من الجهات بالتصدي للاحتفال بهذا اليوم، ومن ضمنها ما تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إبلاغ محال الزينة وبيع الورود بعدم التعامل مع الأشخاص الذين يرغبون الشراء والاحتفال، أيضا منع المسيرات، أو الخلوات غير الشرعية في الأماكن العامة أو الخاصة.
فيما اختفت باقات الورود الحمراء من واجهات محلات الورود والهدايا أمس في الرياض، عقب تنبيه وتحذير أعضاء هيئة الأمر بالمعروف لأصحاب المحلات من عاقبة بيع الورد الأحمر، فيما يعرف بـ"يوم الحب"، ظهر باعة بطرق جديدة للالتفاف حول تحذيرات الهيئة، واستغلاله لتحقيق مكاسب مضاعفة، حيث اختلفت أساليب البيع بحسب المكان ونوعية الزبائن.
ومن خلال جولة ميدانية قامت بها "الوطن" ارتفعت أسعار الورود الطبيعية الحمراء في بعض أحياء العاصمة التي يعتبر سكانها من ذوي الدخل المحدود والمتوسط، وبيعت الوردة الواحدة بـ10 ريالات، وذلك في حيي الريان والنسيم، مع شرط دفع عربون وترك العنوان ورقم للتواصل ويقوم الباعة بتوصيل الباقات إلى المنازل. أما الدببة الحمراء فتجاوزت أسعار البعض منها قيمة 1000 ريال بعد أن كانت تباع بقيم تتراوح بين 100 و500 ريال.
يكشف مدير محل لبيع الهدايا والورود لـ"الوطن" عن ارتفاع في أسعار الباقات بعد قرار منعها، وقال إن الكثير من الزبائن من الجنسين يفضلون الحجز منذ وقت مبكر ويدفعون القيمة، بل إن البعض منهم حجز باقات ورد "الجوري" قبل شهر من اليوم. وأضاف: "هناك زبائن طلبوا باقات ورود حمراء بأشكال وتصاميم فنية مختلفة، لإهدائها، وتجاوز سعر بعض الباقات 10 آلاف ريال، فيما تراوحت أسعار الباقات ذات التصاميم الموحدة بين 500 و3 آلاف ريال". وأشار إلى أنهم يقدمون خدمات مميزة للزبائن من خلال تجهيز طلباتهم منذ وقت مبكر وتسليمها إليهم حسب العناوين المدرجة لدى المحل.