(رسالة مواطن )... هل حفظ القرآن كافٍ لدحر الفتنة بين المسلمين أم يجب تدبُر سوره؟
بدأت ألاحظ في الآونة الأخيرة تركيزاً كبيراً من قبل البعض على نشر ثقافة حفظ القرآن الكريم بين المسلمين، وذلك بإقامة المسابقات والفعاليات لإنجاح هذا الهدف، لكن هل هذه هي الغاية من تنزيل القرآن الكريم على نبينا محمد (ص)؟
لا شك أنَّ بذل الجهود من أجل تحفيظ المسلمين كتاب الله هو أمر جيد، لكن بوجهة نظري المتواضعة أرى أن نركز جهودنا على تدبر آيات القرآن وفهمها، أولى من بذل الجهود في عملية حفظ وتحفيظ القرآن، فالله عزّ وجل، تكفل بحفظ القرآن بدليل قوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" (الحجر، 9)، فلا توجد حاجة ماسة لتركيز جهودنا على حفظ القرآن، بل يجب علينا تدبر آياته.
تركنا جوهر القرآن واتجهنا إلى القشر، وهذا عامل من عوامل تأخر الأمة الإسلامية عن ركب التطور، لكي أدعم وجهة نظري سأضرب مثالاً واقعيّاً يبرهن على صحة وجهة نظري، أعتقد أن غالبية المسلمين إن لم يكن جميع المسلمين يحفظون الآية الكريمة "والفتنة أشدُّ من القتل" (البقرة، 191) لكن إن نظرنا إلى واقعنا فسنجد أن أمتنا أكثر أمة تتواجد وتتكاثر بها الفتن من دون منافس، والسبب أننا تركنا اللب واتجهنا الى القشر، فالمعذرة يا كتاب الله.
عمار العود