العاهل يستقبل كبار أفراد العائلة المالكة بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لـ "الميثاق"
المنامة - بنا
استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير، اليوم الأحد (14 فبراير/ شباط 2016)، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، كبار أفراد العائلة المالكة وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لميثاق العمل الوطني، حيث رفعوا إلى جلالته أسمى آيات التهاني والتبريك بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، مشيدين بما حققته مملكة البحرين من انجازات حضارية وتنموية في كافة المجالات وما تحظى به من مكانة متميزة على المستويات الإقليمية والعربية والدولية في ظل قيادة جلالة الملك المفدى وبفضل نهجه الحكيم.
كما ثمنوا عاليا بكل التقدير والاعتزاز الجهود الكبيرة لجلالة الملك المفدى وخطواته الرائدة من اجل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية الطيبة بين مملكة البحرين وسائر الدول الشقيقة والصديقة وترسيخ مواقف المملكة المشرفة في مختلف المحافل وتعزيز مكانتها ودورها في المحيط العربي والدولي، سائلين الباري عز وجل في هذه الذكرى الغالية أن يحفظ جلالة العاهل المفدى ويرعاه ويسدد خطاه ويحقق لمملكة البحرين وشعبها الكريم في عهد جلالته الزاهر ما تصبو إليه من عزة وتقدم ورقي وازدهار.
وبدأ الاحتفال بتلاوة آية من الذكر الحكيم، وشاركت العرضة البحرينية في الحفل حيث تم تقديم شيلة عرضة من الحان وأداء الفنان نزار عبدالله مع العرضة البحرينية.
وبمناسبة هذه الذكرى الوطنية المجيدة لميثاق العمل الوطني قال جلالته:
إننا في هذا اليوم؛ ونحن نحتفل بالذكرى الخامسة عشرة لإقرار ما تضمنه ميثاق العمل الوطني؛ نستذكر مع شعبنا الكريم وقفته الوطنية الصادقة والمعبرة عن إرادته وتوافقه على ثوابت العمل الوطني، والتي أردناها ان تكون بداية لمرحلة جديدة من مسيرة العمل الوطني والنهضة الشاملة وفق رؤية تعتمد النهج الديمقراطي خياراً لتعزيز المشاركة الشعبية في مجالات العمل العام، مما مكننا بحمد الله من فتح آفاق المستقبل وبناء الحاضر.
لقد شكّل الميثاق محطة مضيئة وبارزة في تاريخنا المعاصر لمواصلة العطاء والبناء على نهج الآباء والأجداد؛ الذين قدموا التضحيات من أجل سيادة هذا الوطن وعزته.
وأضاف جلالته أن احتفالنا بذكرى الميثاق هو احتفال بنجاح مسيرتنا الوطنية التي أسهم فيها أبناء شعبنا العزيز، والتي جاءت بفضل وعي أهل البحرين وحضارتهم والذي شكل الأساس للإنجازات الوطنية التي نفتخر بها. مؤكدا جلالته ان ميثاق العمل الوطني جاء بإعادة الحقوق السياسية للمرأة واتى بنظام المجلسين واستكمل المؤسسات الدستورية والقانونية ورسخ الثوابت الوطنية التي توافق عليها شعب البحرين.
كما نود أن نوجه شكرنا لمؤسساتنا الوطنية وما قدمته من عطاء مستمر، مشيدين بالدور الوطني الفاعل للسلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، بفضل التعاون والتنسيق في توجيه القرارات والسياسات لما فيه خدمة الوطن والمواطن ورقيه، والتي دعمت بجهودها مسيرة الإصلاح الوطني الذي أردناه لمملكة البحرين وبفضلها وصلت المملكة إلى مستوى متقدم، ونالت التقدير من دول العالم المحبة للسلام والساعية إلى احترام كرامة الإنسان وحريته.
وقد سعينا لتمكين المرأة من أخذ دورها في مجالات العمل الوطني، بعد أن وصلت إلى مستوى متقدم من امتلاك المعرفة والقدرة على أداء ما عليها من واجبات ومسئوليات حققت بفضل الله نجاحات هي مصدر الفخر والاعتزاز.
كما أضاف جلالة الملك أننا في هذه المناسبة نشيد بدور رجال قواتنا المسلحة البواسل ووقوفهم صفاً واحداً مع إخوانهم ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة حمايةً لأوطاننا وأمتنا العربية ولدعم الشرعية في الجمهورية اليمنية الشقيقة انطلاقا من قرارات الأمم المتحدة، كما نشيد بالتضحيات الكبيرة التي قدمها رجال الأمن العام والحرس الوطني وجهودهم المتواصلة في حفظ الأمن والنظام العام والاستقرار الداخلي، مستذكرين تضحيات شهدائنا الأبرار الذين قدموا دماءهم الزكية دفاعا عن دينهم ووطنهم على مر العهود.
وهذا اليوم هو انطلاقه جديدة نحو المزيد من التطوير والإصلاح بعد أن استقر التوافق على ثوابتنا الوطنية وخياراتنا الديمقراطية، وإننا بحمد الله سنكون مع شعبنا لتحقيق مشروعنا الوطني وفق خطوات طموحة لتلبية تطلعاتنا في الحياة الآمنة والتقدم والازدهار، مؤكدين على أهمية الالتفاف الوطني في هذه المرحلة بين الجميع. سائلين المولى عز وجل أن يحفظ البحرين وأهلها، ويقوي من وحدة صفوف أبنائها ويديم علينا نعمة الأمان والمحبة والسلام، وأن يوفق الجميع لما فيه خير الوطن وصالح المواطن.
ثم تفضل جلالة الملك فقام بزيارة إلى صرح ميثاق العمل الوطني، حيث كان في استقبال جلالته وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي وكبار المسئولين في الوزارة ورؤساء الجامعات وعدد كبير من الطلبة وأعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية بالمؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة والجامعات.
وبدأ الحفل بعزف السلام الملكي، ثم قصيدة وقع بقلبك للطلاب سيد ناصر القصاب كلمات الشاعر عقيل جعفر من المعهد الديني الجعفري ومعزوفة موسيقية أداء فرقة الأوركسترا السيمفونية الطلابية وأوبريت غنائي أداء مجموعة من الطالبات، وأوبريت غنائي وطني بعنوان ميثاق حمد كلمات علي الشرقاوي والحان جاسم محمد بن حربان، أداء الفنان محمد الكعبي والفنان محمد عبد الرحيم والفنان جابر تركي، بمشاركة عدد من طلبة مدارس مملكة البحرين الحكومية والخاصة الذين تغنوا بالمعاني الوطنية وبالفخر والاعتزاز بمملكة البحرين وبقيادتها الحكيمة وبذكرى الميثاق الوطني ومعانيها العزيزة في وجدان كل مواطن وفي، إلى جانب قيام فرقة الأوركسترا الطلابية بوزارة التربية والتعليم بتقديم عدد من المقطوعات الموسيقية البحرينية والعالمية.
وأعرب جلالة الملك عن سعادته بمشاركة الطلبة هذا الاحتفال بذكرى ميثاق العمل الوطني الذي جسد تلاحم شعب البحرين الوفي مع قيادته كما جسد أيضاً وحدة الصف الوطني الذي عبر عنها التصويت التاريخي على ميثاق العمل الوطني بنسبة 98.4% والذي كان حدثاً تاريخياً نعتز به جميعاً، وأعرب عن شكره وتقديره لوزير التربية والتعليم ومنتسبي الوزارة والجامعات بكافة مستوياتها لما أبدوه في هذا الاحتفال من شعور صادق تجاه وطنهم العزيز مؤكدين من خلال هذا الاحتفال اعتزازهم بميثاقهم الوطني الذي كان وسيبقى رمزاً لوحدة شعبنا العزيز.
كما أعرب جلالة الملك عن شكره وتقديره للطلبة والطالبات والهيئة التعليمية على هذا الاستقبال متمنيا لهم جلالته استمرار التوفيق والنجاح.
ومن جانبه، عبر وزير التربية والتعليم باسمه وباسم جميع منتسبي الوزارة عن خالص الشكر والتقدير والامتنان لجلالة الملك، على هذه اللفتة الكريمة التي تفضل بها جلالته، بمشاركة أبنائه الطلبة فرحتهم واحتفالهم بالميثاق الوطني، تأكيداً من جلالته يحفظه الله على ما يوليه للأجيال الشابة من أبناء البحرين من كريم العناية والرعاية باعتبارهم أجيال المستقبل، وحصن الوطن الحصين.
وأضاف الوزير: لقد جاء هذا الاحتفال الذي تشرفنا فيه بهذه اللفتة الملكية السامية كتعبير عن اعتزاز وزارة التربية والتعليم ومنتسبيها بهذه الذكرى الوطنية العزيزة، بما جاء به هذا الميثاق من قيم ومعان كبيرة، وما جسده من ثوابت جامعة لأبناء البحرين، وما غرسه في عقول ونفوس الأجيال الجديدة من قيم الولاء للوطن والوفاء القيادة، والتمسك بالثوابت الوطنية الجامعة، مؤكداً أن وزارة التربية والتعليم قد عملت ومازالت على تفعيل القيم التي جاء بها الميثاق الوطني، وجسدتها في المناهج الدراسية والأنشطة التربوية، والعديد من الانجازات النوعية التي نفخر بها ونعتز اليوم، كتطوير البنية التشريعية للتعليم وتطوير كادر المعلمين والتحول إلى التعلم الالكتروني من خلال مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل، وتطوير المناهج الدراسية واستحداث المناهج الرقمية وتنفيذ العديد من البرامج والمشروعات ضمن مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب التي أسهمت في الارتقاء بجودة التعليم ومخرجاته على كافة الأصعدة، سائلاً الله تعالى لبلدنا العزيز المزيد من الرقي والازدهار في ظل القيادة.
يذكر أن الوزارة كانت قد نظمت احتفالا كبيرا في صرح الميثاق الوطني استمر من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء، شاركت فيه المدارس الحكومية والخاصة وطلبة جامعة البحرين والجامعات الخاصة ومعهد البحرين للتدريب، ومركز رعاية الطلبة الموهوبين، حيث بلغ عدد الطلبة حوالي ستة ألاف طالب وطالبة، وتضمن الاحتفال عددا كبيرا من الفعاليات الوطنية، الفعاليات ساهمت في إعدادها إدارات الخدمات والتربية الرياضية والكشفية والمرشدات وإدارة التربية الخاصة والإدارات التعليمية المختلفة ومركز رعاية الطلبة الموهوبين، من خلال تنظيم معرض شامل للانجازات التعليمية والتربوية التي تحققت في ظل ميثاق العمل الوطني بفضل الدعم والرعاية التي تحظى بها التربية والتعليم في ظل القيادة الحكيمة، إضافة إلى تنظيم معرض للعادات والتقاليد البحرينية الشعبية، وسوق عكاظ للمسابقات الشعرية بين الطالبة الذين تغنوا بالوطن بذكرى الميثاق.
وفيما يلي قصيدة "وقع بقلبك" والتي ألقيت بمناسبة زيارة عاهل البلاد الى صرح الميثاق الوطني، للطلاب ناصر القصاب كلمات الشاعر عقيل جعفر:
هطلتْ على البحرينِ أمواجُ العُلا
فغدتْ على عَلَمِ الملاحمِ مَشعلا
في كُلِّ بحرٍ من بلاديَ لَوحةٌ
كتبوا بها إمّا أُوالٌ أوْ فلا
الفجرُ فيها قد أقامَ بلادَهُ
والنورُ حصحصَ والظلامُ قد انجلى؟!
مرجَ الإلهُ بفضلِهِ وجلالِهِ
بحرينَ يلتقيانِ فوقَ ربى الفلا
فأصخْ ستسمعْ للهديرِ قصيدةً
وانظرْ ستشهدْ في الضّفافِ تأمُّلا
واعلمْ بأنَّ بها مَليكًا، صرحُهُ..
.. بضيائهِ وبناظريهِ تَكلَّلا
حينَ اعتلى العرشَ المطرَّزُ بالنَّقا
عرشُ الحضارةِ فوقَ قامتِهِ اعتلى
فهِلالُ ثَغْرِكَ يا مليكَ قلوبِنا
للعيدِ أضحى والرخاءِ مَنازِلا
قالو لكلِّ زمانَ كانتْ دولةٌ
وأقولُ إنَّ لكَ الزمانَ تَدوَّلا
هاذي المواثيقُ العريقةُ هاكَها
مِن معهدِ الإخلاصِ تنْبعُ بِالوَلا
فإليكَ ها قد طِرتُ بسمِ الجعفري
وبعثتُ أغنيتي مجازًا مُرسَلا
تروي أساطيرَ النِّضالِ سُطورُها
لِتعيدَ أمجادَ الحضاراتِ الأُلى
لتقيم كونَّا في سماه و سُؤددًا
عالٍ عليهِ سِتارُها لن يُسدَلا
عهدٌ به الإصلاحُ شيّدَ موطِنًا
وتلا من المجدِ الميسّرِ ما تلا
فمَنِ اعتدى وعلى جحيمِ قِلاعِها
وطأتْ يداهْ، بنارِ غيرتِها اصطلى
ومَن ارتجى بالطّيبِ حبةَ خردلٍ
مِنها، إليهِ الجُودُ همَّ قوافِلا
فبِوصفِ بعضِكَ كلُّ شمليَ حائرٌ
فسلِ الفرزدقَ موطني والأخطلا
فكأن بحرين البطولات الصفا
تنساب والمروى تفجر جدولا
بحرانْ بالبحرينِ ضِمْنَ قصيدةٍ
بالمدِّ والجزرِ الأصيلِ تَساجَلا
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
نبضاتُ قلبيَ قد غدت مُسْتَفْعِلا
حتّى حروفُ النّفيِ لو سُئِلَتْ أتتْ
لاءاتُها امتثلتْ تصيحُ بلى بلى
والرّيحُ حافيةً تهبُّ بأرضِها
لو مرَّها الوادي المقدسُ أجفلا
ولَراحَ يخلعُ سفْحَهُ متهجّدًا
ويطوفُ حافٍ، ما سعى متنعّلا
يا أيُّها التأريخُ بيْنَ ضِفافِها
طُفْ ثمَّ وجِّهْ شطْرَ وجهِكَ للصَلا
وأحفر على صدر الزمان حروفها
بحرين وارسم بالفؤاد تغزلا
وَقِّعْ بقلْبِكَ، فوْقَ أسْطرِ عهدِهِ:
بعْدَ الجمالِ غدًا سنحيا الأجْمَلا