تفاصيل اللحظات الرهيبة من الهجوم على المدرسة السعودية... المالكي الذي نجا بأعجوبة من الرصاص: تصرّفت كـ«ميت» حتى سمعت صوت الشرطة!
الوسط – المحرر الدولي
في مشهد مهيب لم يسبق أن شهدته محافظة الداير بني مالك (شرق مدينة جازان)، شيعت جموع غفيرة من المواطنين عصر أمس (السبت) جثامين خمسة من المعلمين، راحوا ضحية الحادثة الأليمة، التي تعرّض لها مكتب التعليم في المحافظة ظهر الخميس الماضي، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأحد (14 فبراير/ شباط 2016).
وتفاصيل الحادثة، بحسب زملاء الضحايا الذين تحدثوا إلى «الحياة» عن أحداث تلك اللحظات المرعبة بقولهم: «كنا في الدور الثالث للمبنى، وفجأةً سمعنا إطلاق نار كثيف، وبادرنا لحظتها بفتح النوافذ من جميع الجهات، لكننا لم تشاهد شيئاً، وقمنا بفتح باب المكتب لاستطلاع الأمر، وحينما تأكدنا أن الصوت صادر من الدور الثاني قام أحدنا بالنزول من الدرج، فشاهده القاتل فأطلق الرصاص عليه، وشاهدناه وقت سقوطه على الدرج مقتولاً، فعدنا بسرعة إلى المكتب، وأغلقنا الباب الذي لم يكن له مفتاح، وقمنا بتسنيده لاحتمال صعود القاتل إلينا، وكنا نتشهد، وكان أحد زملائنا صعد إلى السطح وأغلق بابه، وكان يراقب القاتل حتى خروجه من المبنى وركوبه سيارة بيضاء اللون، وحينها جاء إلينا ليخبرنا بأنه غادر المبنى، وعند نزولنا لمعاينة ما حدث وجدنا شخصاً مصاباً وآخر مقتولاً في الدور الأول، وعند نزولنا إلى الدور الأرضي برفقة أحد المصابين شاهدنا أحد المعلمين مصاباً، والبقية متوفين، وأبلغنا المستشفى بإصابة الشخص».
ويروي المصاب، الذي يدعى جابر المالكي لـ«الحياة» المشهد قائلاً: «دخل علي القاتل، وحين شاهدته أطلق رصاصتين فأخطأني، وهرولت نحوه للقبض عليه، لكنه أطلق رصاصة علي أصابتني في الكتف فأسقطتني أرضاً من قوتها، ثم أردفها بطلقة أخرى إلى القلب من الخلف».
في حين قال أحد المعلمين الناجين من الحادثة جبران المالكي إنه لم يصدّق نجاته من هذه الحادثة، التي وقعت حين كان موجوداً مع زملائه الذين قتلوا في لحظة غدر أليم، موضحاً وهو يروي قصته لـ«الحياة» أنه يعمل في الاتصالات الإدارية في مكتب التعليم، وحين انتهى من إجراءات بعض الخطابات الرسمية قام بتسليمها لمدير الشؤون الإدارية والمالية بالمكتب الذي يقع في الدور الأول، وبقي جالساً في المكتب لمناقشة بعض الأمور المتعلقة بالإدارة، وفجأةً شاهدنا الرصاص ينهمر علينا كالمطر، ومن الذهول لم أستطع التحقق من شخصية مطلق النار، لكن رأيت الدماء تسيل بغزارة من زملائي بجانبي، وكان الرصاص عن يميني ويساري ومن فوق رأسي، فتظاهرت بالموت واستلقيت على الأريكة، وبعد أن أطلق النار على الموجودين صعد إلى الدور الثاني، فوجد حارس الأمن، الذي جاء قبل عملية إطلاق النار بدقائق ليتسلم المفاتيح من مدير المكتب لإغلاق البوابات، لأنه مسئول الحراسات في ذلك اليوم، وكانت أسرته في السيارة تنتظره لإيصالهم إلى المنزل ثم يعود لإكمال حراسة المبنى، إلا أن القاتل حينما صعد ووجده قام بإطلاق النار عليه فقتله.
وأضاف: «كنت أسمع الرصاص بكثافة، وكان الإطلاق في غاية السرعة، وكنت أحسبه هجوماً مسلحاً من مجموعة كبيرة، إلا أن الشخص بعد أن مشط المكاتب وجد بعضها مغلقاً، وأثناء نزوله سمع أحد القتلى يصيح من شدة الألم، فقال له: ألا تزال على قيد الحياة؟! وقام بإطلاق ثلاث رصاصات عليه فأرداه قتيلاً، في عملية لم تستغرق أكثر من خمس دقائق، ولكنني رأيتها كأنها يوم كامل»، مشيداً بدور رجال الأمن، الذين حضروا إلى الموقع بسرعة متناهية، وأضاف: أثناء دخولهم كنت أيضاً مغمضاً عيني ولم أفتحهما حتى سمعت صوت أجهزتهم، فأيقنت أنني في أمان، وكنت قبلها أنتظر أية طلقة من الجاني، وبفضل الله لم يشك في عملية التمثيل ولم أصدق أنني نجوت.
وشارك في تشييع الضحايا أمس وزير التعليم أحمد العيسى، إلى جانب عدد من المسئولين، منهم مدير شرطة منطقة جازان اللواء ناصر الدويسي، ومحافظ الداير بني مالك محمد الشمراني، ومدير مركز دعم الحد الجنوبي أحمد قرّان، ومديرو التعليم في عدد من المناطق. يذكر أنه تم حتى الآن تشييع ستة من القتلى، في حين ماتزال جثة في المستشفى، تنتظر أن يتم دفنها اليوم الأحد، بعد انتهاء إجراءاتها وتسلمها.