ست قصص تظهر أن الطاقة المتجددة تمثل ركيزة لمستقبل غير ضار بالمناخ
واشنطن - البنك الدولي
في عام 2015، شهد العالم زخما كبيرا على صعيد العمل المناخي، تكلل باتفاق تاريخي أُبرم في ديسمبر/ كانون الأول 2015 لتقليص الانبعاثات الكربونية واحتواء الاحترار العالمي. كما كان عاما لاستمرار التحول في قطاع الطاقة. فلأول مرة في التاريخ، تم تبني واحد من أهداف التنمية المستدامة يتعلق بالطاقة فقط، ويرمي إلى: ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة.
لتحويل هذا الهدف إلى حقيقة بالتزامن مع تخفيف الآثار المترتبة على تغير المناخ، يصعد المزيد من البلدان من جهودها وتمضي أكثر على درب الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية الأرضية ومصادر أخرى للطاقة المتجددة. وفي عام 2016، فإن هذه القصص من مختلف أنحاء العالم تقدم مذاقا للكيفية التي تقود بها المسيرة نحو مستقبل غير ضار بالمناخ.
المغرب
يمضي قدما نحو التحول إلى «قوة شمسية عظمى.» فعلى حافة الصحراء الغربية، يبني أكبر بلد مستورد للطاقة في الشرق الأوسط واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية المركزة في العالم. وعندما يعمل بكامل طاقته، سينتج مجمع نور-ورزازات من الطاقة ما يكفي لسد احتياجات أكثر من مليون مغربي وسيحد من اعتماد البلاد على الوقود الأحفوري بمقدار 2.5 مليون طن من النفط.
بنغلاديش
يزداد عدد المنازل التي تعمل بالطاقة الشمسية، مما يجعلها تشهد أسرع انتشارا للطاقة الشمسية في العالم. وهناك اليوم 3.5 مليون منزل - أو نحو 18 مليون بنغلاديشي يحصلون على الكهرباء بفضل أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية. وهذا يعني أنه بالإضافة إلى الانبعاثات الكربونية، ستساعد هذه الأنظمة الأطفال في المنازل، وستشعر النساء بالأمان أثناء السير ليلا، وستساعد الأسر على تلقي التحويلات بسهولة أكثر، وعلى تيسير حصول المزيد من الناس على فرص عمل.
الصين
تعكف على تحويل 800 مدرسة ابتدائية وإعدادية في بكين إلى «مدارس للشمس المشرقة.» بمجرد الانتهاء من المشروع، ستكون أسطح هذه المدارس قد تمت تغطيتها بنحو 100 ميغاواط من ألواح الخلايا الشمسية لتزويد الفصول بالكهرباء التي يحتاجها الطلاب والمدرسون، مما يفسح المجال أمام حصول المواطنين على سماء أكثر صفاء، وهواء أنقى، فضلا عن زيادة الوعي بالبيئة في عقول وقلوب الشباب. كما سيساعد ذلك على تعزيز جهود الصين في زيادة الطاقة المتجددة وتحقيق أهدافها المناخية الطموحة التي تضمنها مؤتمر الأمم المتحدة الحادي والعشرون حول تغير المناخ.
المكسيك
اتسعت جهودها في الترويج للإضاءة المنزلية الأكثر كفاءة في كافة أنحاء البلاد. وقد حققت البلاد إنجازا كبيرا على صعيد كفاءة استخدام الطاقة من خلال توزيع ما يقرب من 23 مليون لمبة موفرة للطاقة مجانا. والآن، هناك أكثر من 5.5 مليون أسرة مكسيكية تستخدم اللمبات الموفرة للطاقة. وهذا يساعد هذه الأسر على تخفيض قيمة فواتير استهلاك الكهرباء بنحو 18 في المائة، ويمنع انطلاق نحو 1.4 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا.
تنزانيا
تمتلك إمكانيات ضخمة في الطاقة الشمسية والرياح، وذلك وفقا لدراسة لتخطيط الطاقة تجرى في 12 بلدا. ووجدت الدراسة أن البلاد تمتلك موارد شمسية تعادل ما لدى أسبانيا، كما أن إمكانياتها من طاقة الرياح تفوق إمكانيات ولاية كاليفورنيا الأمريكية. ما الذي يعنيه ذلك للمحرومين من الحصول على الكهرباء في تنزانيا؟ تتمثل إحدى قصص النجاح المحتملة في مئات نقاط توزيع المياه في المناطق الريفية التي سيتم قريبا تشغيلها بالطاقة الشمسية، مما يجعلها في متناول يد المجتمعات الزراعية من أجل تشغيل واستمرار شبكات المياه في الريف.
تركيا
حققت في السنوات الأخيرة نموا كبيرا على صعيد الطاقة المتجددة. فمنذ عام 2001، كلفت الدولة القطاع الخاص بإنتاج 16 ألف ميغاواط من الطاقة الكهرومائية والرياح والطاقة الحرارية الأرضية ومصادر أخرى متجددة. واليوم، يستمر تدفق المزيد من الاستثمارات الخاصة على تركيا لتحفيز عملية تحديث قطاع الكهرباء لديها. وتساعد مشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة التي ينفذها القطاع الخاص بدعم من صندوق التكنولوجيا النظيفة وبتمويل من البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، ومؤسسة التمويل الدولية، والبنك الدولي، على تجنب ما يقرب من خمسة ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا.
وثمة نتائج مماثلة يتم تحقيقها في كل من الهند وكينيا ومنغوليا والعديد من البلدان الأخرى في العالم. والآن وقد أبرمت اتفاقية المناخ، حان الوقت كي تكثف البلدان من تحركها لجعل التنمية الاقتصادية لديها أكثر استدامة وأكثر مواءمة للمناخ.