السعودية.. «الهيئة» تعاقب أعضاءها في قضية «النخيل مول» والفتاة لـ«الحياة»: يدي مكسورة وحقي ما يزال مهدوراً
الوسط – المحرر الدولي
أقرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بتورط أعضائها في مخالفة الأنظمة والتعليمات في مباشرتهم حادثة «فتاة النخيل مول» الشهيرة، التي اعتدى خلالها عدد من أفراد الهيئة على فتاة جامعية بالضرب والتعنيف على مرأى الناس، مؤكدة أنها عاقبت الأعضاء الذين باشروا الواقعة، فيما أكدت الفتاتان لـ«الحياة» أنهما بصدد رفع شكوى إلى إمارة منطقة الرياض ضد أعضاء الهيئة لإنصافهما، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الخميس (11 فبراير/ شباط 2016).
وقال المتحدث باسم فرع الهيئة في الرياض محمد السبر في بيان صحافي أمس: «فرقة الهيئة التي باشرت الواقعة لم تلتزم بالأنظمة والتعليمات المتعلقة بآلية الضبط والاستيقاف، ما ترتب عليه تصعيد الموقف، واتخذت الرئاسة العامة عقوبات في حق منسوبيها المشاركين في الواقعة». ولم يحدد المتحدث نوع العقوبات التي قررتها مثل ما كانت تصدره الهيئة في أحداث ماضية، لكنه قال: «إن العقوبات جاءت وفق ما تقتضيه الأنظمة والتعليمات».
وعلى رغم إقرار المتحدث بخطأ أعضاء الهيئة الذين باشروا الواقعة، إلا أنه دافع عن منسوبيها، قائلاً: «الهيئة لا تقبل التجاوز على منسوبيها، وأنها ستتخذ الإجراءات المناسبة في حال حدوث ذلك»، مؤكداً التزامها التعليمات الشرعية والأنظمة المرعية في جميع إجراءاتها. وأشار المتحدث إلى أنها لا تقبل بأي حال من الأحوال المساس بحقوق المتهم الذي كفلها له الشرع والنظام.
وقالت إحدى الفتاتين المعنفتين لـ«الحياة» أمس، إنهما "بصدد رفع شكوى لإمارة الرياض لأجل رفع الظلم عنهما، ورد الاعتبار، لقاء كرامتهما التي أهينت في الشارع وعلى مرأى من الناس»، مؤكدة أن «بيان الهيئة لم يأت بجديد، فأعضاؤها مدانون بارتكاب مخالفات جسيمة بشهادة المقاطع المصورة وبشهادة الجمهور، وبشهادة الهيئة نفسها». وأضافت «إن ما حصل لها ولصديقتها المعنفة، أثّر بشكل كبير على حياتهن ونفسياتهن التي أصبحت بشكل سيئ للغاية»، ولكنها قالت: «نحمد الله أننا لم نقع في أيديهم، وتمكنا من الفرار».
وتابعت الفتاة: «عرضي أهم من كل شيء، وكنت أحاول أن أستر نفسي وحرصت على ألا ينكشف ستري من خلال تمسكي بحجابي وعباءتي، على رغم أن عضو الهيئة بتصرفاته، كان سيدفعني إلى النقيض». وبينت أنها تعرضت لكسر في اليد، ورضوض في جسمها بعد سحلها من عضو الهيئة على الأسفلت، مطالبة الجهات المعنية بالوصول إلى مصور المقطع والقبض عليه. وزادت الفتاة في حديثها: «إلى الآن لم أر أننا حصلنا على حقنا، فما حصل لي من قذف وضرب وإهانة وتصوير أكبر بكثير من مجرد إدانة، وخصوصاً أنني لو كنت غير ملتزمة لتركت حجابي وهم يجرونه مني، ولكني ظللت أحاول التشبث به».
وكانت «الحياة» واصلت متابعتها للحادثة منذ بدايتها وعلى مدى ثلاثة أيام، واستندت في ذلك على روايات شهود العيان، وحُراس الأمن الذي باشروا الحادثة، إضافة إلى شهادة الفتاة المعنفة وجميعهم أكدوا صحة ما أعلنته الهيئة أمس.