منتدى القطيف الثقافي يناقش سبل تعزيز التعايش
الوسط - المحرر الدولي
استضاف منتدى الثلثاء الثقافي بالقطيف شرق السعودية الشيخ شاكر احمد الناصر متحدثا حول اشكاليات التطرّف وسبل التعايش في ندوة حضرها مثقفون وإعلاميون للنقاش حول ظاهرة التطرّف وأسبابها وسبل تعزيز التعايش السلمي في المجتمع تحت عنوان "مواجهة التطرّف وتعزيز التعايش" وذلك مساء أمس الثلثاء 9 فبراير/ شباط 2016.
وقبل بدء الندوة وضمن الفعاليات الأسبوعية للمنتدى، تحدث الفنان قُصي العوامي الذي أقام معرضا فنيا عن تجربته الفنية في تنوع مسارات عمله كاستخدام الكولاج والمعاجين والخشب، وتنوع أساليبه ومنها توظيف الخط العربي في اللوحات التشكيلية واقتباس مقاطع من قصائد شعرية لشعراء عرب معروفين. وبين ان من بين أبرز أعماله الفنية تصوير متابعة انعكاسات الضوء في السماء اضافة الى اعمال تجريدية وواقعية وتوظيف اكثر من موروث ثقافي كالزخرفة والبناء والخط ولوحات رمزية مختلفة.
أدار الندوة رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى عيسى العيد الذي تحدث عن الوضع الطائفي المتردي في المنطقة والناتج من تغلغل التطرّف وآثاره المدمرة على المجتمعات المحلية. وأشار الى خطورة هذه الحالة على المدى البعيد، مؤكدا على ضرورة التصدي لهذه الحالة عبر تعزيز مفاهيم ونماذج التعايش السلمي والترويج له. وعرف ضيف الندوة الشيخ شاكر الناصر بأنه من مواليد بلدة الاوجام شرق السعودية، أنهى دراساته الدينية مبكرا وعمل في مجال التعليم، حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الانجليزية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة وله عدة دراسات وأبحاث في مواضيع دينية وتاريخية واجتماعية تميزت برؤية نقدية واتسمت بالجرأة في المعالجة.
ونشر وقع المنتى الالكتروني أبرز ما ورد في الندوة حيث اكد الشيخ شاكر الناصر بأن الاديان جاءت متوافقة مع بعضها وليست متناقضة، وأنها دعت الى احترام اتباع كل دين وليس حربهم او ازدرائهم والانتقاص منهم.
وبين النظرة الضيقة لتفسير النصوص الدينية وسحبها من إطارها الزماني والمكاني وتطبيقها على الآحاد من الناس هو ما يقود الى فهم احادي.
وان هناك عوامل عديدة تساهم في تفجر العلاقة وتوترها في المجتمعات المتدينة من بينها القراءة المنغلقة للتراث، واستغلال الدين كأحد أدوات الصراع السياسي والمصلحي، وغياب الضوابط العلمية وأجواء الحوار المنضبط، وضعف القيادات الدينية البارزة عن تحمل مسئولياتها، والاستغلال السيئ للفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، وغياب الوعي بالمصالح العليا المشتركة
إلى هذا أشار حسن الجميعان: أننا قررنا عدم التصالح مع واقعنا وعدم انسجامنا مع هذا الواقع وأصبحنا نعيش في بُطُون التاريخ، مؤكدا على أن العلماء والمرجعيات الدينية لم تقم بدورها المطلوب.
كما قالت هدى القصاب: هناك اشكالا حول آلية تفسير النص المقدس بما يتناسب مع الواقع حيث أنه ظل حبيس التاريخ والعقليات التقليدية التي بقيت متحجرة ومتصلبة، إضافة لكون الجدليات متركزة حول القضايا الجزئية التي تؤسس للاختلاف المتواصل.
وأكد عبد العزيز الحميدي على أهمية تربية الأبناء على الاحترام وتعليمهم مسببات الخلافات وطريقة التعامل معها بصورة مرنة وأخلاقية.
كما قال جعفر الشايب: أن الجميع شركاء في المشكل الطائفي بلا استثناء، فالتوتر القائم هو نتيجة للتراكمات وخطاب التحريض المشترك من كل الأطراف، كما أن السياسة تلعب دورا كبيرا في تأجيج الخلاف وتنمية التطرف والتحريض ضد الآخر، وأن المعالجة لا ينبغي أن تقتصر على الأخلاقيات والمناقبيات وإنما على وجود قانون واضح يعزز قيم المواطنة ويحمي أي طرف من الاعتداء على معتقداته وثوابته ويعاقب أي تحريض أو خطاب كراهية.