السعودية.. هيئة «حقوق الإنسان»: خشية العقاب خفضت قضايا العنف الأسري
الوسط - المحرر الدولي
عزت هيئة حقوق الإنسان في السعودية قلة انتشار قضايا العنف في السعودية إلى ثلاثة عوامل، تتمثل في الوعي والإدراك المتزايد لدى المواطنين، والأنظمة التي تم إصدارها، وآخرها خشية الناس من العقاب واكتشاف أمرهم، وفق ما نقلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية اليوم الثلثاء (9 فبراير / شباط 2016).
وقال إبراهيم الشدي المتحدث الرسمي في "هيئة حقوق الإنسان"، وهي جهة شكلت بأمر ملكي، "إن نظام العنف الأسري الجديد أسهم في رفع نسبة إدراك المواطن بخطورة ممارسة العنف، وذلك من خلال التفكير فيما يترتب عليه بعد ممارسة العنف من النظام الجديد". وبيّن أن "العوامل الثلاثة أسهمت في خفض قضايا العنف الأسري، خاصة بعد أن ازدادت نسبة إدراك المواطنين للعواقب وانتشار التعليم ووسائل التواصل الاجتماعي، كذلك عدم رغبة الناس في إظهار حالات الإيذاء التي تحدث بسبب معاقبة الشخص عليها".
وكانت وزارة العدل قد بدأت في عام 2014، تطبيق إجراءات التعامل مع العنف الأسري من خلال استرشاد قضاة المحاكم بنظام الحماية من الإيذاء الذي أقره مجلس الوزراء. وأشارت الوزارة إلى أن هذا البرنامج يأتي ليعزز مهارات القضاة عند نظر قضايا العنف الأسري في مجلس القضاء، إلى جانب تعرّفهم على الإجراءات وآخر المستجدات في مجال العنف الأسري. وأفادت الوزارة بأن تدريب القضاة على التعامل مع قضايا العنف الأسري يعد خطوة مهمة لتهيئة القضاة للتعامل مع قضايا العنف وازدياد وعي المجتمع بحقوقهم، ولجوء المتضررين من العنف الأسري إلى القضاء لإنصافهم، موضحة أن قضايا العنف التي وردت إلى المحاكم بلغت 13 قضية عنف ضد الأطفال، و12 قضية عنف ضد المرأة، و152 قضية عنف أسري خلال العام الماضي.
وبحسب إحصائية سابقة لوزارة العدل فقد بلغت قضايا العنف الأسري التي تلقتها محاكم الأحوال الشخصية في مختلف مناطق المملكة منذ بداية العام الجاري 172 قضية، منها الضرب والاغتصاب والإهانات ومنع الحقوق والإهمال، وما إلى ذلك. وأوضح التقرير الإحصائي أن المنطقة الشرقية على رأس القائمة في عدد قضايا العنف الأسري بـ 38 قضية، تلتها منطقة جازان بـ 35 قضية، ثم منطقة عسير بـ 20 قضية، فمنطقة مكة المكرمة بواقع 20 قضية، ثم منطقة المدينة المنورة بـ 18 قضية عنف أسري، ومنطقة القصيم بـ 13 قضية.
يذكر أن وزارة الشئون الاجتماعية قد شكلت 17 لجنة للحماية الاجتماعية في مختلف مناطق المملكة الرئيسة والمحافظات، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، إضافة إلى إنشاء مركز تلقي البلاغات ضد العنف والإيذاء الذي يستقبل بلاغات العنف الأسري على الرقم المجاني 1919، على مدار 24 ساعة بكادر نسائي بالكامل، الذي يضمن التدخل السريع في حالات الإيذاء، والتنسيق الفوري مع الجهات ذات العلاقة "الحكومية والأهلية" لخدمة ضحايا العنف الأسري في المجتمع السعودي.