المدني لـ «الوسط»: البلاستيك غذاء أسماك يأكلها الإنسان... والبيئة ليست أولوية لدى كل الدول
الوسط - علي الموسوي
حذر الخبير البيئي، إسماعيل المدني، من استمرار تدهور البيئة البحرية، وتراكم المواد البلاستيكية على سطح وفي أعماق البحر، وهي التي تتحول إلى أجزاء بلاستيكية صغيرة «مايكروبلاستيك»، وتتغذى عليها الحيوانات البحرية، والأسماك، وبالتالي يأكلها الإنسان.
المدني، وفي تصريح لـ «الوسط» بمناسبة يوم البيئة الوطني الذي صادف أمس الخميس (4 فبراير/ شباط 2016)، أوضح أن آخر الإحصاءات والدراسات الميدانية التي أجريت في بحار العالم، وجدت أن هناك زيادة ملحوظة ومشهودة في كميات البلاستيك الموجودة في البحر، سواءً على سطح البحر أو قاع البحر.
وذكر أن قيعان البحار فيها كميات كبيرة من البلاستيك، ومع مرور الوقت تصبح جزءاً من السلسلة الغذائية للأسماك، ومن ثم تصل إلى الإنسان، مبيناً أن ما نسبته 40 في المئة من الأسماك التي تباع في الأسواق تحتوي على قطع بلاستيكية تسمى «مايكروبلاستيك»، وهو ما يضع احتمالية أن يأكل الإنسان أسماكاً مسمومة بالبلاستيك».
وبسؤاله عن الحلول، قال: «نحن في الحل نحاول التعرف على المصدر، ومنع التلوث من الوصول إلى البحار، واتباع مقولة: الوقاية خير من العلاج»، مشيراً إلى أن البلاستيك يُصنّع، ولذلك يسعون إلى صنع مواد بلاستيكية يمكن أن تتحلل، باستخدام ثاني أكسيد الكربون والماء، إلى جانب العمل على تصنيع مواد بلاستيكية قابلة للتدوير وإعادة التصنيع، وبالتالي لا ترمى كمخلفات.
وشدد المدني على ضرورة وعي المواطن بهذه المخاطر، وعدم رمي المخلفات والمواد البلاستيكية في البحرين، معيداً بذاكرته إلى 10 أعوام ماضية، حيث أجرى دراسة ميدانية مع جمعية الغواصين البحرينية، تبيّن من خلالها وجود مخلفات بلاستيكية جاثمة في قاعة البحر في البحرين، وهي مازالت موجودة.
وخلص المدني إلى أن «كل الدول في العالم لا تدرج البيئة ضمن أولوياتها، إلا إذا كان الوضع الاقتصادي مزدهراً، فيمكن الاهتمام في البحرين، ولكن بسبب الوضع الاقتصادي في العالم أصبحت البيئة في أسفل سلم الأولويات لدى الدول، وما إذا تحسنت الظروف الاقتصادية فسيعود الاهتمام بالبيئة.
وأكد أن الدول المهتمة بالجانب البيئي هي التي تعيش ظروفاً مادية ممتازة، تمكنها من الاهتمام بالبيئة، ووضعها ضمن أولوياتها.
وفي مدونته الخاصة، نشر المدني يوم الثلثاء الماضي، مقالاً بدأه بتساؤل: «هل سيأتي علينا اليوم الذي إذا رَمَينا فيه السِنَّارة، أو الخيط، أو الشباك لصيد الأسماك في البحر، فإننا سنصطاد كوباً من البلاستيك، أو ملعقة بلاستيكية، أو أكياساً بلاستيكية بدلاً من الأسماك؟».
وأضاف تساؤلاً آخر «وهل سيأتي علينا زمان إذا وضعنا فيه القراقير في البحر أو الحظرة فكل ما سنحصل عليه ونصطاده هو خليط من المواد البلاستيكية الاستهلاكية التي كُنا نستعملها يوماً ما في السنوات الماضية في منازلنا أو مكاتبنا؟».
وأجاب على ذلك بقوله: «نعم، فهذا اليوم آتٍ قريباً، وهذا الزمان سنَشهدُه جميعاً، فإذا تعمقنا في واقعنا الحالي غير المبَّشر بخير، واسترشدنا بالدراسات الميدانية والأبحاث العلمية حول مشكلة وحجم المخلفات البلاستيكية في البيئات البحرية خاصة، فسنتأكد بأن هذا اليوم قادمٌ لا محالة، ولا مفر منه إذا استمر الحال على ما هو عليه الآن».