"الصحة" تؤكد عدم وجود البعوض الناقل لفيروس "الزيكا" في البحرين
ترأست مديرة إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة مريم الهاجري الاجتماع الطارئ الذي عقد بإدارة الصحة العامة صباح أمس الاحد (31 يناير/ كانون الثاني 2016)، لمتابعة أهم المستجدات حول فيروس "الزيكا"، واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية منه. ويأتي ذلك مع استمرار فيروس "زيكا" في الانتشار في الأميركتين وظهورها في 24 بلداً، حيث دعا المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط علاء الدين العلوان الحكومات إلى العمل معاًً للحفاظ على الإقليم وحمايته من هذا الفيروس.
وقالت مديرة إدارة الصحة العامة بأنه حرصاً من وزارة الصحة على متابعة المستجدات العالمية والاقليمية المتعلقة بالأمراض المعدية، فقد عقد اجتماع ضم الخبرات المختلفة بوزارة الصحة والجهات ذات العلاقة، وذلك لدراسة الوضع العالمي والاقليمي ووضع التوصيات اللازمة، وقد جاء ذلك على ضوء تسجيل حالات لفيروس "زيكا" بعدد من الدول في آسيا وأفريقيا وأميركا.
وأضافت مديرة الصحة العامة إلى أن مملكة البحرين لم تسجل أي حالة من حالات لفيروس "زيكا"، وقد أرجعت الهاجري ذلك لعدم وجود الناقل للفيروس وهو البعوض الزاعج، فهو الناقل لمرض حمى الضنك والحمى الصفراء، وهي أمراض متوطنة في عدد من الدول، إلا أن مملكة البحرين لم تسجل أياً من هذه الأمراض في العقود الماضية. كما أشارت إلى أن إدارة الصحة العامة تعنى بالترصد وتتأكد من أنواع البعوض الموجودة في البحرين، وقد اتضح من خلال الترصد أن هذه النوع غير موجود في البحرين، كما أكّدت على تعزيز الترصد الوبائي للأمراض المستجدة، وأن وزارة الصحة وبدعم من صناع القرار، تضع الخطط والاستراتيجيات لمجابهة أيٍّ منها.
وطمأنت وزارة الصحة الجمهور بأن خطر الإصابة بفيروس "الزيكا" يكاد يكون معدوماً لعدم وجود البعوض الناقل لهذا الفيروس بالبلاد، والبحرين على تواصل مستمر مع المعنيين بالمنظمات العالمية والاقليمية للوقوف على المستجدات وتطبيق التوصيات.
وبينت منظمة الصحة العالمية بأنه يعاني معظم المصابين بفيروس "زيكا" من حمى خفيفة وطفح جلدي والتهاب الملتحمة، ويعرف أيضاً بالعين القرنفلية، لمدة تصل إلى أسبوع. ولكن، لأول مرة، وبالتزامن مع اندلاع آخر انتشار للمرض، حدثت زيادة حادة غير طبيعية في ولادة أطفال ذوي رؤوس صغيرة الحجم ومتلازمات عصبية. ولم يثبت حتى الآن على وجه اليقين أن الفيروس يسبِّب تشوهات خلقية، ولكن الأدلة تشير بقوة أن هناك صلة، والتقصيات لاتزال جارية.
وحيث لا يوجد علاج أو لقاح متاح حالياً، فإن أفضل وسيلة من وسائل الوقاية هي الحماية من لدغات البعوض. ولحماية سكان إقليم شرق المتوسط، يحث جميع الدول على ما يلي:
- تعزيز المراقبة للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس زيكا، وخاصة بين المسافرين العائدين من الدول التي ينتشر فيها الفيروس حالياًً.
- توخِّي الحذر لمواجهة أي زيادة في عدد الأطفال الذين يولدون في الآونة الأخيرة مع تشوهات خلقية أو متلازمات عصبية، بدون سبب طبي واضح لها.
- تعزيز المراقبة في البلدان التي يوجد فيها بعوض الزاعجة المصرية، لاكتشاف تجمعات البعوض عالية الكثافة.
- توسيع نطاق أنشطة الحد من تجمعات البعوض، خاصة مواقع تكاثرها مثل المياه الراكدة، وذلك من خلال الرش في الأماكن المغلقة وإشراك المجتمعات المحلية.
- رفع مستوى الوعي لدى الناس الذين يعيشون في البلدان عالية المخاطر حيث تقع حالات حمى الضنك والشيكونغونيا والحمى الصفراء، والتأكيد على تدابير الحماية الشخصية لمنع لدغات البعوض، وخصوصاً خلال النهار وهو الوقت الذي تميل فيه هذه الأنواع من البعوض للدغ.
ويمكن للناس حماية أنفسهم وذويهم من خلال استخدام طوارد الحشرات، وارتداء الملابس التي تغطي أكبر قدر من الجسم، واستخدام الحواجز المادية مثل الشاشات، والأبواب المغلقة والنوافذ، وتفريغ أي حاويات بها مياه راكدة، لأنها غالباً ما تكون مواقع خصبة لتكاثر هذا البعوض.
وبموجب القانون الدولي، يجب على جميع البلدان أن تعمل معاً بإبلاغ منظمة الصحة العالمية عن أي حالة اشتباه بالمرض حتى يمكن اتخاذ الإجراءات اللازمة للمساعدة على منع انتشار الفيروس. وتعمل منظمة الصحة العالمية على مستوى العالم لدعم البلدان التي اكتشف فيها المرض، وللمساعدة في فهم أي علاقة محتملة بين الفيروس والعيوب الخلقية، وللحد من الانتشار العالمي للمرض، والمساعدة في الإسراع بتطوير لقاح أو علاج لمرض فيروس "زيكا". ولا توصي منظمة الصحة العالمية حالياً، بفرض أي قيود على السفر أو التجارة، ولكن سينظر في هذا القرار دورياً، حيث أن الوضع يختلف بين بلد وآخر، وتوصي المنظمة المسافرين أيضاً بالاطلاع على النصائح الصحية الوطنية ذات الصلة قبل السفر إلى أي بلد ظهر به الفيروس.