إغلاق مؤقت للحدود بين ليبيا وتونس إثر اشتباكات
الوسط – المحرر السياسي
أغلقت تونس المعبر الحدودي الفاصل بينها وبين جارتها الجنوبية ليبيا لساعات قليلة بعد تبادلٍ للنار بين مجموعة ليبية مسلحة وعاملين في المعبر من الجانب الليبي، فيما أعلنت وزارة الداخلية خفضاً جديداً في عدد ساعات حظر التجول بعد أسبوع على إعلانه، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأحد (31 يناير/ كانون الثاني 2016).
وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان أمس، إن «معبر راس الجدير الحدودي أُعيد فتحه بعد إغلاقه إثر تبادل لإطلاق النار بين مجموعة ليبية مسلحة وعاملين على المعبر الحدودي من الجانب الليبي على بُعد 300 متر من الحدود». وحصل تبادل النار صباح أمس، بين مجموعة مسلحة تسمي نفسها كتيبة «طارق الغايب» وعناصر المعبر الحدودي على الجانب الليبي، واستمر حوالى 10 دقائق.
من جهة أخرى، قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في حوار مع قناة "العربية"، إن «ليبيا في وضع تغيب فيه الدولة وتسيطر عليها الجماعات والميليشيات المتصارعة، وذلك له تأثير كبير على الأمن والاستقرار في تونس». وحذر السبسي غداة زيارة خليجية له شملت الكويت والبحرين، من أن «الخطر الإرهابي استهدف ولا يزال يستهدف تونس»، مشيراً إلى تحديات أمنية كبيرة تواجه بلاده، وخاصة تلك القادمة من ليبيا «التي تستوطن فيها داعش، وهي لم يعد يفصلها عن تونس سوى 70 كيلومتراً».
في غضون ذلك، أعلنت الداخلية التونسية مساء أول من أمس، أنها خفضت مجدداً ساعتين من مدة حظر التجول الليلي الذي فرضته قبل أسبوع في البلاد على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية الواسعة المطالبة بتشغيل العاطلين والتنمية في المحافظات الفقيرة. وجاء في بيان الوزارة أنه «تبعاً لتحسن الأوضاع الأمنية، تقرّر بدايةً من اليوم 29 يناير/ كانون الثاني 2016 مزيد من تقليص فترة حظر التجول لتصبح من منتصف الليل إلى الساعة الخامسة صباحاً»، مشددةً على أن «كل مخالفة لهذا القرار تعرض مرتكبها للملاحقة القانونية، فيما عدا الحالات الصحية المستعجلة وأصحاب العمل الليلي».
وكانت الداخلية التونسية فرضت حظر التجول الأسبوع الماضي لمواجهة عمليات نهب وسرقة في محافظات عدة، واتهمت السلطات «عناصر إجرامية ومنحرفين» باستغلال الاحتجاجات والتظاهرات المطلبية لممارسة العنف والتخريب. ووجه السبسي اتهامات لـ «قوى يسارية متطرفة» سعت لاستغلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها تونس، مؤكداً أنه «سيعلن قريباً في خطاب موجه للتونسيين عن الأطراف التي يتهمها بالتورط في توظيف الاحتجاجات الأخيرة».
ويواجه السبسي انتقادات واسعة في تونس على خلفية هذه الاتهامات وسط رفض الرأي العام التونسي لتداول الشأن الداخلي في الخارج. وكان السبسي صرّح أيضاً لوسائل إعلام بحرينية منذ يومين أن «الإسلام السياسي يتحمل مسئولية تردي الأوضاع الأمنية والاجتماعية في تونس».