ترحيب فلسطيني ورفض إسرائيلي بنوايا فرنسا الاعتراف بـ «الدولة»
الوسط – المحرر الدولي
رفضت اسرائيل تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في شأن الاعتراف بدولة فلسطينية في حال فشل مؤتمر دولي حول النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني، معتبرة ان هذه التصريحات ستشجع الفلسطينيين على عدم المشاركة في حل ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأحد (31 يناير/ كانون الثاني 2016).
وكان وزير الخارجية الفرنسي أعلن في خطابه السنوي أمام السفراء المعتمدين في فرنسا مساء الجمعة، أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية إذا تعثرت المفاوضات التي سيدعو إليها في مؤتمر دولي بهدف إنشاء دولتين مستقلتين، وقال «لا يمكن أن نسمح بانهيار حل الدولتين. هذه مسئوليتنا كعضو في مجلس الأمن وكقوة ساعية للسلام».
ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس عن مسئول اسرائيلي طالباً عدم كشف هويته، أن «وزير الخارجية الفرنسي قال مسبقاً إنه إذا انتهت مبادرته إلى طريق مسدود فإن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية». وأضاف إن «هذا التصريح سيدفع الفلسطينيين إلى الوصول إلى طريق مسدود. لا يمكن إجراء مفاوضات أو التوصل إلى سلام بهذه الطريقة».
في المقابل رحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بتصريحات فابيوس واعتبر أنها «تأتي في الوقت المناسب، فنحن نؤمن بضرورة نجاح الحرب على الإرهاب، لكن لا يمكن أن نضمن ذلك من دون توازن، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وكان فابيوس قال خلال اللقاء السنوي للديبلوماسيين أن فرنسا ستبدأ الإعداد «خلال أسابيع لمؤتمر دولي يجمع الأطراف والشركاء الأساسيين، الأميركيين والأوروبيين والعرب، بهدف حماية حل الدولتين وإنجاحه». وأبدى فابيوس أسفه «لاستمرار الاستيطان (الإسرائيلي)»، وقال «حان الوقت الآن للتقدم نحو حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهذه المرة في شكل نهائي مع اعتبار أمن اسرائيل ضرورة مطلقة، وفرنسا لن تتراجع عن ذلك. فالشعب الإسرائيلي له الحق بأن يعيش بأمن وسلام، وينبغي أن نفعل كل شيء لضمان هذا الحق. ولكن ليس هنالك سلام من دون عدل. والوضع الحالي بالنسبة للفلسطينيين غير عادل بالأساس لأنهم لا يملكون دولة».
وأضاف فابيوس: «إن فرنسا لن تتراجع على رغم العوائق والصعوبات» مشيراً إلى «استمرار الاستيطان لسوء الحظ، فيما اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه يشجع الإرهابيين لأنه ذكّر بلا شرعية الاستيطان وطالب بوقفه». وأكد الوزير الفرنسي أن بلاده "لن تتراجع عن حق اسرائيل بالأمن ولا تحقيق العدل للفلسطينيين. منذ أشهر باشرت فرنسا تحركاًً بهذا التوجه، ولم نتوقف عن المطالبة بتغيير النهج للخروج من المواجهة الثنائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين». وأشار إلى خطابه «أمام الجمعية الوطنية في نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٤ بأن الحل النهائي لهذا الصراع لا يمكن تأمينه إلا بدولتين مستقلتين، وأنه إذا بقيَ المأزق على هذا الصعيد فستعترف فرنسا بالدولة الفلسطينية». وأضاف أن «هذا الاعتراف ليس هدية أو تقديم معروف بل هو حق».
وتابع فابيوس «يجب ألا نتخلى عن حل الدولتين. هذه مسئوليتنا ومسئولية مجلس الأمن. فرنسا ستتخذ اجراءات في الأسابيع المقبلة للتحضير لمؤتمر دولي يجمع حول الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) أبرز شركائهما، الأميركيين والأوروبيين والعرب خصوصاً، بهدف حماية حل الدولتين وإنجاحه. وإذا تعثر الحل التفاوضي سنبقى أوفياء لما قلته في ٢٠١٤ أمام الجمعية الوطنية بأن علينا تحمل المسئولية والاعتراف بالدولة الفلسطينية».