الكرملين يعتبر اتهامات واشنطن لبوتين بالفساد "إهانة لمئة مليون روسي"
الوسط – المحرر الدولي
طالب الكرملين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ «توضيح» حول اتهامات «رسمية» بالفساد موجّهة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبراً الحملة عليه «إهانة لمئة مليون روسي» هدفها التدخل في انتخابات الرئاسة المرتقبة في موسكو بعد سنتين. تزامن ذلك مع إطلاق وسائل الإعلام في روسيا «حرباً مضادة» على واشنطن، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم السبت (30 يناير/ كانون الثاني 2016).
ودخل التلاسن الروسي- الأميركي مرحلة تُعتبر سابقة، بعدما اتخذت الحملات الموجهة من واشنطن ضد بوتين صفة "رسمية"، وفق وصف الكرملين. ويشير بذلك إلى تبنّي البيت الأبيض تقويم آدم سوزبين، مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب والجرائم المالية، في شأن "فساد" الرئيس الروسي، واتهمه بجمع ثروة طائلة تبلغ نحو 40 بليون دولار، من خلال علاقته مع المافيا، وتحكّمه بالشركات الروسية العملاقة، وتوزيعه أموالاً على مقرّبين منه لضمان ولائهم.
الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست، لفت إلى أن تصريح سوزبين «يعكس إلى حد بعيد رأي الإدارة»، لكنه تجنّب توضيح هل ستفرض واشنطن عقوبات على بوتين، معتبراً أن الأمر «من اختصاص وزارة الخزانة». وأعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف أعرب لنظيره الأميركي جون كيري عن «استنكاره اتهامات مختلقة» ضد بوتين، مشدداً على أن «واشنطن تتحمل كلياً مسئولية تصعيد متعمّد للتوتر في العلاقات» مع موسكو.
الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اعتبر تصريحات إرنست «اتهامات رسمية». وأضاف أن بوتين «اطلع على التصريحات المهينة والمشينة للبيت الأبيض، ويعتبرها غير مقبولة وليست ملائمة لأن تصدر عن مسئولين بهذا المستوى». ورأى أن «الإهانة الأميركية تشمل تلقائياً مئة مليون روسي على الأقل يؤيدون الرئيس في شكل كامل»، وأضاف: «لو صدرت مني إهانة في حق رئيس الولايات المتحدة، لطُردت من عملي. ننتظر توضيحات من الإدارة الأميركية حول هذه التصريحات».
ورأى أن اتهام بوتين بالفساد يشكّل جزءاً من الحملة لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، واعتبرها «دخولاً أميركياً مبكراً على خط انتخابات الرئاسة الروسية» المرتقبة عام 2018، لافتاً إلى أن «هدفها التأثير في مسار التحضير لها، على رغم أن بوتين لم يعلن بعد هل سيترشح لخوضها».
ونبّه بيسكوف إلى «جمع (معلومات) سلبية ضد رئيس دولتنا، يمكن استخدامها للضغط والتأثير في مسار حملاتنا الانتخابية المقبلة»، وأضاف: «مؤكدٌ أن شركاءنا -أو حري القول الآن شركاءنا المزعومين- لا يحبذون النهج المتماسك التي تلتزم به روسيا في شأن الملفين الأوكراني والسوري، وفي شكل عام سياسة روسيا على الساحة الدولية. ومؤسف أن يتحوّل الزملاء الأميركيون إلى توجيه إهانات شخصية».
وأثارت الاتهامات الأميركية حملة واسعة في روسيا ضد الولايات المتحدة، شملت الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية المختلفة، بلغت درجة اعتبار نواب في مجلس الدوما أن واشنطن «تشنّ عدواناً مباشراً على روسيا»، معتبرين أن «أوباما قرر تغيير تكتيكه بعدما شعر بأن سياسته السابقة ضد روسيا خاسرة، ولجأ إلى محاولة تشويه صورة زعيمها». كما أطلقت وسائل الإعلام الروسية حملة قوية ضد واشنطن، وأفردت تغطية واسعة لرد موسكو ولتكذيب الاتهامات التي تطاول بوتين.