البحرية الإيرانية «تُنذر» مدمّرة أميركية خلال مناورات في بحر عُمان
الوسط – المحرر الدولي
أعلنت البحرية الإيرانية أنها أنذرت سفينة حربية أميركية بوجوب مغادرة خليج عُمان حيث بدأ الجيش الإيراني مناورات أمس ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" أمس الخميس (29 يناير / كانون الثاني 2016).
يأتي ذلك بعد احتجاز «الحرس الثوري» الإيراني 10 بحارة أميركيين في 12 الشهر الجاري، اثر دخولهم خطأً المياه الإقليمية الإيرانية، ثم أطلقهم سريعاً، في ما اعتُبر محاولة لحماية الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست.
وبدأت البحرية الإيرانية مناورات «ضخمة» تستمر حتى الاثنين المقبل، في مضيق هرمز وبحر عُمان وشمال المحيط الهندي. وقال قائد البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري إن «البحرية أنذرت مدمرة أميركية ووحدة جوية كانت ترافقها، بعدما اقتربتا من منطقة المناورات».
وأضاف: «كنا نتوقّع أن تقترب السفينة الحربية الأميركية من منطقة المناورات، لجمع معلومات عن العمليات القتالية. يبدو أن أعداءنا لا يصدّقون قدراتنا الدفاعية، ولذلك يحاولون معرفة تكتيكاتنا وأهدافنا». وتابع أن المدمرة أُنذرت «لكي تمتنع عن دخول منطقة المناورات، وتحافظ على مسافة تحميها من منطقة إطلاق صواريخ وطوربيدات»، مشيراً إلى أن «السفينة الأميركية ووحدتها الجوية ابتعدتا من منطقة المناورات، عملاً بالقوانين الدولية المتعلقة بالمناورات العسكرية».
في غضون ذلك، عاد إلى منزله في الولايات المتحدة القسّ الأميركي سعيد عبديني، بعدما أُطلق في تبادل سجناء بين طهران وواشنطن، اثر احتجازه نحو اربع سنين في إيران.
وكان عبديني قال لشبكة «فوكس نيوز» إن محققين ضربوه بعنف في سجن ايفين في طهران، «إذ أرادوا أن أكتب شيئاً لم أفعله»، وتابع: «كان ذلك في قاعة محكمة، وأغلق قاض الباب وبدأ المحققون بضربي، وأصبت بنزيف في المعدة». وزاد: «أسوأ شيء شهدته (كان) عندما اقتادوا بعض السنّة لإعدامهم، معظمهم كانوا سنّة وبعضهم كانوا سجناء سياسيين. يمكنني القول إن معظمهم أُعدموا بسبب معتقداتهم».
في روما، اشتعل سجال سياسي صاخب بعدما أقدم مسؤولون حكوميون على تغطية لوحات وتماثيل فيها مشاهد عري، في متحف «كابيتوليني» حيث شهد الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس الوزراء ماتيو رينزي توقيع عقود بين البلدين قيمتها 17 بليون يورو.
وضحك روحاني لدى سؤال أمس عن الأمر، مشيراً إلى انه لم يطلب من مضيفيه الإيطاليين تغطية التماثيل واللوحات العارية، خلال لقائه رئيس الوزراء ماتيو رينزي في متحف «كابيتوليني». وأضاف أثناء مؤتمر صحافي: «لم يجر أي اتصال (مسبق) في هذا الصدد» بين السلطات الإيطالية والإيرانية، مستدركاً: «أعلم ان الإيطاليين مضيافون جداً، ويحاولون جهدهم لإراحة ضيوفهم، وأشكر لهم ذلك».
وكانت صحيفة «كوريري ديلا سيرا» نقلت عن مصادر في الوفد الإيراني إن التماثيل واللوحات غُطيت بعد تفتيش مسبق. لكن وزير الثقافة الإيطالي داريو فرنشيسكيني الذي سُئل عن الأمر أثناء مرافقته روحاني خلال زيارته الـ «كولوسيوم» امس، اعتبر أن تغطية التماثيل واللوحات أمر «غير مفهوم»، لافتاً إلى أن ذلك حدث «بمبادرة من موظفين، ولم يكن لدي او لدى رئيس الحكومة علم بالخطوة».
في المقابل، اعتبرت أوساط ثقافية وسياسية ذلك «تنازلاً لمنطق الملالي» و»إهانة لرموزنا الثقافية». وشدد النائب اليميني لوكا على أن «احترام الثقافات الأخرى لا يعني إنكار ثقافتنا»، وزاد: «هذا ليس احتراماً، إنه إلغاء للاختلافات ونوع من الرضوخ».
رئيس حزب «رابطة الشمال» اليميني ماتيو سالفيني اعتبر ما حدث «جنونياً»، فيما دعا جيانلوكا بيكيولا من حزب «اليسار والحرية والبيئة» رينزي إلى تفسير «قرار مشين يُعتبر إهانة للفن والثقافة، باعتبارهما قيماً سامية». وكان واضحاً أن أهم ما ميّز زيارة روحاني هو أفقها الاقتصادي الذي دفع وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني إلى القول إن «ما تسعى إليه روما هو بناء شراكة استراتيجية مع طهران». ويوحي ذلك بأن ملف حقوق الإنسان وحرية التعبير في ايران استُبعِد من المحادثات، وساد منطق «مصلحة الدولة».
إلى ذلك، اعلن وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون أن بلاده سترفع العقوبات التي فرضتها على طهران، لكي تتمكن شركة «بومباردييه» لصنع الطائرات من التعامل مع شركة الطيران الإيرانية. وسأل: «إذا كانت شركة آرباص قادرة على بيع طائراتها لإيران، فلماذا لا تفعل ذلك بومباردييه»؟