راعية أغنام برتبة أستاذة في تونس
الوسط- محرر المنوعات
أثارت قصة التونسية زينة الكعبي من محافظة زغوان التي تبعد عن العاصمة التونسية 60 كيلومتراً، التعاطف والغضب في مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، بسبب أن الفتاة تعمل الآن راعية للأغنام في أحد الأرياف التونسية وهي حاصلة على درجة الأستاذية في الرياضيات منذ عشر سنوات، لكن البطالة وظروفها الأسرية دفعاها إلى العمل الذي لا يتماشى ومؤهلاتها العلمية، لكنها تعتز به كما قالت، لأنه يقيها ويلات السؤال والحاجة، وتساعد بما تحصله من مال على المساهمة في إعالة أسرتها.
تعاطف التونسيين مع زينة بدا من خلال عدد من التدوينات التي عبرت لها عن احترامها، إذ اعتبرت واحدةً من حرائر تونس، التي اختارت أن تكسب قوتها بكل شرف حتى وإن كان العمل الذي تقوم به الآن لا يعبّر حقيقةً عن السنوات التي قضتها في مقاعد الدراسة والتي تتجاوز 17 سنةً تحصيلاً علمياً من المدرسة إلى الجامعة.
فى المقابل، صبّ الكثير من التونسيين جام غضبهم على السياسيين وعلى الحكومة التي عجزت عن توفير عمل يليق بزينة الكعبي، فقد كتب مواطن تعليقاً عن قصة زينة: "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس... مسكينة لو قدّمت رشوةً مثلما يفعل الكثيرون لكانت الآن أستاذة رياضيات أولى فوق الرتبة. حرّة من حرائر تونس".
وكتب آخر: "لو هناك نخوة في تونس وجب إعطاء هذه المواطنة حقها في التدريس والاعتذار لها، خاصة أننا بحاجة إلى أساتذة الرياضيات". كما كتب الكثيرون محمّلين المسئولية لوزارة التربية في الحكومة التونسية "إنها ضحية من ضحايا الظلم والظالمين وعلى رأسهم وزارة التربية في عهد المخلوعين وأصحاب المناصب القيادية الفاسدين".
يذكر أن تونس تعاني من أزمة خانقة في مستوى البطالة، خاصة بطالة أصحاب الشهادات العليا والذين يصل عددهم وفقاً للإحصائيات الرسمية إلى أكثر من 900 ألف عاطل جلّهم من المناطق الداخلية التونسية، وهو ما يتسبب في حالات احتقان اجتماعي شهدت آخرها محافظة القصرين بالوسط الغربي التونسي، والتي أدت إلى تصادم بين رجال الأمن والمحتجين دفعت الحكومة التونسية إلى إعلان حظر التجول في هذه المحافظة، وحسب تقرير نشرته صحيفة "الأنباء" الكويتية نقلا عن "العربي الجديد".