السعودية: أب يحرق ابنته بمادة الأسيد
الوسط – المحرر الدولي
دخلت أسماء البالغة 20 عاماً منتصف الشهر الماضي إلى مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة بعد تعرضها لحروق من الدرجتين الثانية والثالثة في الوجه والجسد، وذلك بعد وقوعها ضحية لعنف أسري مارسه ضدها والدها عندما سكب عليها مادة الأسيد الحارقة، وفق ما نقلت صحيفة "الوطن" الكويتية اليوم الأحد (24 يناير/ كانون الثاني 2016).
وعلمت "الوطن" أن الفتاة السعودية ترقد حاليا في المستشفى تحت حماية مشددة فرضت عليها لحمايتها، فيما أطلع فرع وزارة الشئون الاجتماعية الوزير على حالة الضحية، ووجه بدوره بتقديم كافة الخدمات العلاجية لها.
تكرار العنف
تقول مصادر "الوطن" إن العنف وقع على الفتاة أكثر من مرة ولفترة طويلة حتى بلغ الأمر إلى سكب مادة حارقة على جسدها. وتلقت الشرطة بلاغاً يفيد بقضية الفتاة، حيث باشرت الجهات الأمنية القضية ونقلت الفتاة إلى المستشفى بعد التحفظ على الأب. وتخضع الفتاة للعلاج بعد أن وضعت وحدة الحماية في وزارة الشؤون الاجتماعية بالمنطقة برنامجاً تأهيلياً يخضع الفتاة إلى تأهيل وإعادة إخراجها من مسألة العنف هي ووالدتها، فيما احتوى العلاج الطبي التي خضعت له حتى الآن مراهم للجلد، ولم تخضع لأي عمليات جراحية أو تجميلية، إضافة إلى توكيل محام للدفاع عنها في المحكمة العامة.
حروق دائمة
وحمل تقرير طبي أولي صادر من المستشفى أن "اعتداء بمادة كيميائية من أحد الأقارب نتج عنه حروق كيميائية من الدرجة الثانية العميقة والثالثة بالوجه من الناحية اليسرى، والرقبة وأعلى الصدر والطرفين العلويين، بنسبة 7% من مساحة الجسم بالإضافة إلى حروق كيمائية بالعينين، خاصة اليسرى، وتمت مناظرة الحالة من قبل أطباء العيون في مستشفى أحد ولا تزال تحت العلاج وتحديد مدى تأثر العين بمعرفة طبيب العيون". وفيما يخص الجراحة التجميلية قال التقرير "إن المريضة لا تزال تحت العلاج التحفظي مع احتمال احتياجها لتطعيم جلدي يتم تحديده مستقبلاً، حيث من الممكن أن تستغرق مدة الشفاء شهرين ما لم تحدث مضاعفات، وفي حال حدوثها فإن هذه المدة قابلة للزيادة حسب الحالة مع العلم أن آثار الحروق دائمة".
متابعة الوزارة
وزار مدير فرع وزارة الشئون الاجتماعية بالمدينة المنورة الفتاة برفقة فريق الحماية ومندوب الحماية في وزارة الصحة، واطلعوا على وضعها الصحي، كما نقلوا حالتها إلى وزير الشؤون الاجتماعية. وقال: "لقد حملني الوزير مسئولية الفتاة وجعلها أمانة في عنقي على أن نقوم ببحث حالتها ومساعدتها، خاصة إذا كانت محتاجة للعلاج داخل أو خارج المملكة، أو محتاجة إلى سكن مستقل حتى تنتهي قضيتها، خاصة أن معنفها هو والدها، كما وجهني بمعرفة حالة الأسرة المادية ومساعدتها". وأضاف: "سنجري دراسة حول هذه الأمور ونرفع بها إلى الوزير"، مشيرا إلى أن معاملتها عرضت على القضاء من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام، "فنحن حريصون على معرفة أسباب هذا العنف من قبل الأب ودراسة الوضع الاجتماعي للأسرة وعلاج مشكلاتها".