الصين تعد المنطقة بـ 55 بليون دولار
الوسط – المحرر الاقتصادي
على رغم تباطؤ اقتصاد بلاده، أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ من القاهرة أمس عزم بكين تقديم قروض واستثمارات في دول الشرق الأوسط، بنحو 55 بليون دولار، بعد توقيعه اتفاقات تعاون مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمشاريع وقروض بلغت 15 بليون دولار ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" يوم الجمعة (22 يناير / كانون الثاني 2016).
لكن جينبينغ شدد على أن بلاده «لا تسعى إلى ملء فراغ ولا تنصّب الوكلاء ولا تبني مجال نفوذ» في المنطقة.
واعتبر جينبينغ في كلمة أمام مندوبي الدول الأعضاء في الجامعة العربية أمس أن «الأمل موجود في المنطقة (الشرق الأوسط) وهذا يتطلب جهداً من كل الدول لتحقيق التنمية. المفتاح لفك المعضلة يكمن في تسريع عجلة التنمية، لأن كل التوترات في الشرق ترتبط بالتنمية، والتنمية قضية حياة وكرامة للشعوب، وهي سباق مع الزمان».
وأشار إلى أن الصين قررت «تخصيص قروض لدفع العملية الصناعية في الشرق الاوسط بقيمة 15 بليون دولار تستخدم في مشاريع في مجالات الطاقة والبنية التحتية، وتقديم قروض تجارية قيمتها 10 بلايين دولار لدول الشرق الاوسط، بغية دعم التعاون في مجال الطاقة، إضافة إلى تقديم قروض تفضيلية بقيمة 10 بلايين دولار». وأعلن إنشاء «صندوقين مع الإمارات وقطر للاستثمارات المشتركة تبلغ قيمتها الإجمالية 20 بليون دولار».
وعقد الرئيسان المصري والصيني قمة هي الأولى في القاهرة منذ 12 عاماً، خلصت إلى التوقيع على 21 اتفاقاً ومذكرة تعاون بقيمة 15 بليون دولار، باتت القاهرة بمقتضاها «محوراً مهماً» في مبادرتي جينبينغ «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و «طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين»، إضافة إلى «اتفاق تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية» على المستوى السياسي.
وكان الرئيسان المصري والصيني شهدا في أعقاب محادثاتهما توقيع 21 اتفاقاً ومذكرة تفاهم في مجالات عدة، أبرزها البرنامج التنفيذي لاتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة في السنوات الخمس المقبلة، ومذكرة تفاهم حول مبادرتي الحزام والطريق، واتفاق عقود مشروطة لتنفيذ المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية المصرية الجديدة، ومذكرة تفاهم بمنحة تنموية، واتفاق تمويل بقيمة بليون دولار للبنك المركزي المصري، واتفاق تمويل بقيمة 700 مليون دولار بين البنك الأهلي والبنك الصيني للتنمية، واتفاق للتعاون في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، واتفاقات عدة تخص البنية التحتية خصوصاً في مجال الكهرباء.
وأزاح الرئيسان الستار عن مجسم للمرحلة الثانية من المنطقة الصينية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي قال الرئيس الصيني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري إنها ستجذب نحو 100 شركة باستثمارات نحو بليوني ونصف البليون دولار. ودعا جينبينغ السيسي إلى حضور قمة دول العشرين المنتظر عقدها في الصين في أيلول (سبتمبر) المقبل.
وأشار جينبينغ إلى أن بلاده «مستعدة لتحقيق الالتقاء بين استراتيجية التنمية الخاصة بمبادرة الحزام والطريق ومشروع تنمية المحور الاقتصادي لقناة السويس في مصر»، موضحاً أن «الجانبين توصلا إلى اتفاق على التعاون في 15 مشروعاً تشمل مجالات عدة في الكهرباء والمواصلات والبنية التحتية من المتوقع أن تبلغ استثماراتها الإجمالية 15 بليون دولار. هذه المشاريع ستضفي قوة جديدة على التنمية الاقتصادية في مصر. حققنا توافقاً مهماً واسع النطاق ويمكن القول إن الزيارة حققت نتائج مثمرة وتكللت بالنجاح التام».