إذا لم ينفع الإطراء فتعلم كيف تنتقد سلوك شريك حياتك
دويتشه فيله
هل يزعجك زوجك ببعض التصرفات؟ اختيار طريقة النقد الخاطئة لن يؤدي إلا لتدهور الموقف بشكل أكبر. وهل تفشل كل كلمات المدح التي توجهها لزوجتك في الوصول إليها؟ للنقد والمدح فنون يجب تعلمها حتى تصل الرسالة دون تجريح أو مبالغة.
________________________________________________________
قضاء الزوج لساعات طويلة أمام مباريات كرة القدم أو انشغاله الدائم بالهاتف المحمول وعدم اهتمامه بالاستماع أحيانا لما تقول زوجته...كلها أمور تثير غضب حواء بشدة. وإذا سارعت الزوجة بتوجيه النقد بكلمات حادة للزوج على هذه التصرفات، فهذا كفيل بإضعاف العلاقة بينهما على المدى الطويل.
ورغم صعوبة الأمر، إلا أن التأني والصبر هو أفضل طريق للتعامل مع هذه المواقف. وتلعب طريقة صياغة جمل النقد في هذه الحالة دورا مهما كما تقول الكاتبة والمعالجة النفسية ساندرا كونراد في تصريحات نقلتها مجلة "بريغيته" الألمانية. وتنصح الخبيرة بالبعد عن أي صيغة تبدأ بعبارة "أعتقد أنك مهمل..أو غير مهتم بي". وتقع الكثيرات في خطأ التعميم عند توجيه النقد باستخدام مفردات مثل "دائما" أو "أبدا" كأن تقول الزوجة لزوجها: "أنت لا تنصت أبدا لما أقول" أو "دائما ما تقضي وقتك مع أسرتك وتتجاهلني".
ويفضل التركيز على شعورك تجاه ما يفعله زوجك بمعنى التعبير عن شعورك بالغضب أو الإحباط من تصرف معين والتركيز على ذكر هذا التصرف. ويفضل الابتعاد تماما عن انتقاد الشخص والتركيز على نقد التصرف نفسه مع تجنب أي جملة من شأنها التقليل من شأن شريك الحياة أو احتقاره.
وفي الكثير من الأحيان يؤدي اختلاف العادات الحياتية لغضب أحد الطرفين من الآخر، فالرجل الذي لا يهتم بوضع ملابسه المتسخة في السلة المخصصة لذلك، يتسبب ربما دون قصد في غضب شديد لزوجته. وهنا ينصح الخبراء وفقا لموقع "اكسبرتو" الألماني، باختيار طريقة مناسبة للفت انتباهه. وهنا يجب تجنب عبارات مثل "أنت مهمل للغاية وتتجاهل دائما القواعد المتفق عليها"، واختيار طريقة أخرى كـ "سبق واتفقنا أن تضع ملابسك المتسخة في السلة، لكنك لم تفعل ذلك طيلة الأسبوع الماضي". ولا مانع من التعبير عن ضيقك من هذا التصرف مدموجا برغبتك في أن يتم الأمر بشكل أفضل بعد ذلك. وتتميز هذه الطريقة في النقد أنها غير جارحة لكبرياء الطرف الآخر، لاسيما أن تم الحفاظ على نبرة هادئة أثناء الحوار.
أما عند ملاحظة أن الطرف الآخر بدأ في الهجوم بشكل جعل الحوار يشتعل فيفضل انهاء المناقشة على الفور وتأجيلها لوقت يهدأ فيه الطرفان.
المدح والثناء
لا تقتصر الصعوبة على توجيه النقد فحسب، فالثناء ليس أسهل على الإطلاق. وأحيانا يحاول أحد الطرفين الثناء على شكل أو تصرف معين من شريك الحياة، لكن الكلمات الطيبة لا تصل للطرف الآخر. وخلص الخبراء إلى وجود ثلاثة أسباب لهذا الأمر وهي، اختيار الكلمات الخاطئة للثناء أو الظرف أو الوقت غير المناسبين للتعبير عن المدح.
وقد تطير كلمات المدح في الهواء عندما يكون الطرف الآخر في حالة انشغال أو تحت ضغط عصبي معين، لذا من الذكاء تأجيل المدح حتى يصبح الوقت أكثر ملائمة.
وعلى عكس النقد الذي يحتاج لكلمات كثيرة وحرص في اختيار الألفاظ المناسبة، يفضل أن يكون المدح بجمل قصيرة كـ"أديت هذا الأمر على أفضل وجه" أو "شكلك اليوم غاية في الروعة".والأهم أن تكون صادقة ومن القلب.