العدد 4883 بتاريخ 19-01-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


«داعش» يستوحي حملاته الدعائية من أفلام «هوليوود»

الوسط - المحرر الدولي

عندما وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما مُقاتلي تنظيم (داعش) بأنهم «قتلة مبدعون في استخدام منصات التواصل الاجتماعي»، كان هذا بمثابة اعتراف منه بمهارة المنتمين إلى التنظيم الإرهابي في استغلال هذه الوسائل لنشر أيديولوجية التنظيم المتطرفة ،حسبما أفادت صحيفة الحياة اليوم الأربعاء (20 يناير / كانون الثاني 2016)

 وعلى رغم صعوبة إحصاء عدد الحسابات الموالية لـ«داعش» على موقع «تويتر»، لأن الموقع يحظر هذه الحسابات بشكل دوري، إلا أن تقريراً سابقاً لـ«معهد بروكينغز» قدّر عددها بـ46 ألف حساب.

وذكر تقرير «بروكينغز» أن ما يزيد عن 15 في المئة من الحملات التي يشنها التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي مستوحاة من مواد ترفيهية مُعاصرة مثل أفلام «هوليوود» وألعاب فيديو غربية.

وأضاف التقرير أن التنظيم المتطرف يستعين بــ«صور ثقافية مُعاصرة» من أجل تمرير رسائل دعائية تروّج لـ«مشروع سياسي مبني على قيم معادية للحداثة». وأوضح التقرير أن التنظيم استعان بصور من أفلام هوليوود مثل «ذا ماتركس» (The Matrix)، و«أميركان سنايبر» (American Sniper)، و«في فور فينديتا» (V for Vendetta) وفي المقاطع المصورة التي تُظهر عمليات إعدام، تبلغ نسبة الصور التي يستعين بها التنظيم والمستوحاة من مصادر حديثة 40 في المئة.

وكانت ألعاب الفيديو «كول أوف ديوتي» (Call of Duty) و «غراند ثفت أوتو»   (Grand Theft Auto) و«مورتال كومبات» (Mortal Kombat) من بين مصادر الإلهام التي استعان بها «داعش».

وأشار الباحث في معهد «بروكينغز» خافيير ليساكا، إلى أن التنظيم المتطرف أطلق 845 حملة دعائية بين كانون الثاني (يناير) و16 أيلول (سبتمر) من العام الماضي، موضحاً أن التنظيم أنشأ «نوعاً جديداً من الإرهاب» يعمل على «ترويج الإرهاب اجتماعياً»، بمعنى أن «داعش» يُحاول جعل الأعمال المتطرفة «شعبية، مرغوبة، وقابلة للتقليد».

وذكر ليساكا أنه، علاوة على الاستعانة بصور «حديثة» لترويج الرسالة المتطرفة، يعمل التنظيم بمبدأ «التقسيم» (segmentation)، إذ إن 29 جهة مختلفة تقوم بإنتاج المواد السمعية والبصرية للتنظيم، وتُخصص هذا الإنتاج طبقاً لطبيعة المواقع التي يريد التنظيم الوصول إليها برسالته. ومن مراكز الإنتاج الـ29، ثلاثة تنتج مواد لجمهور عالمي، وهي «الفرقان» و«الحياة» و«الاتسام»، بينما تنتج المراكز الـ26 الأخرى مواد دعائية «مفصّلة» طبقاً للطبيعة الثقافية للمواقع التي يسيطر عليها التنظيم، مثل مواقع في سورية والعراق ومصر وليبيا واليمن وأفريقيا الغربية، وأفغانستان.

ولا يكتفي أعضاء «داعش» بنشر دعايتهم عبر «تويتر» و«فايسبوك»، إنما يبثّون أخبار التنظيم ودعايته عبر شبكة كبيرة من حسابات «تويتر»، عبر تطبيق اسمه «فجر البشائر». وذكرت مجلة «أتلانتك» الأميركية أنه ما أن يشترك حساب «تويتر» في التطبيق، فإنه «يُسيطر» على الحساب ويُغرّد من خلاله تغريدات يُقررها عنصر من «داعش»، ما يعني أن التنظيم يسيطر فعلياً على شبكة من حسابات الموالين له.

واستخدم التنظيم المتطرف في حزيران (يونيو) الماضي تطبيق «فجر البشائر» لإذاعة العبارة «قادمون يا بغداد»، وكان هذا بينما تقدّم التنظيم الإرهابي في تجاه مدينة الموصل العراقية، في إشارة إلى نيته غزو بغداد مستقبلاً.

 وأوضحت «أتلانتك» أن استراتيجية أخرى يستخدمها «داعش» على «تويتر» هي حملات الهاشتاغ المُنظّمة، إذ تُرسل تغريدات عبر «مئات أو حتى آلاف» الحسابات بشكل متكرر في أوقات معينة من اليوم، ما يؤدي إلى صعود هذه الأوسمة (هاشتاغات) إلى قوائم الأكثر انتشاراً، فضلاً عن أن هذا التكتيك يخدع حساب @ActiveHashtags (هاشتاغات نشطة) وهو حساب باللغة العربية، ويجعله يُعيد تغريد التغريدات المحتوية على هاشتاغات «داعش»، ما يؤدي إلى حصول التغريدات «الداعشية» على نحو 72 إعادة تغريد في المتوسط.

من جانبه ، أفاد تقرير في مجلة «وايرد» المختصة في أخبار التكنولوجيا، أن الحكومة الأميركية حالياً تُحارب خطاب «داعش» الإلكتروني باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي «كأداة علاقات عامة»، تقوم من خلالها بتفنيد حجج المننتمين إلى التنظيم وإنشاء خطاب مواز لما يبثونه.

لكن التقرير يذكر أن هذا التكتيك لا ينجح مع المنتمين بالفعل إلى «داعش»، الذين يرفضون هذا باعتباره «بروباغاندا غربية»، إلا أن التقرير يؤكد فعالية تكتيك آخر وهو سرقة الهاشتاغات. وأشارت «وايرد» إلى هاشتاغات قام مستخدمو «تويتر» بالإغداق عليها برسائل غير تلك التي قُصدت بها، مثلما غرّد مستخدمو «تويتر» ساخرين من هاشتاغ «اقتراحك لتطوير الإعلام الجهادي» الذي نشره تنظيم «القاعدة»، وقاموا بطمس التغريدات الخاصة بـ«القاعدة»!



أضف تعليق