سعودية تدفع لـ"مشعوذ أفريقي" نصف مليون ريال لإبطال عمل سحري
الوسط - محرر منوعات
اعترف أحد السجناء في عنبر "السحر والشعوذة" في إصلاحية سجون مكة المكرمة، وهو من جنسية إفريقية، باحتياله على سيدة سعودية دفعت له 500 ألف ريال، بعد أن أوهمها بأنها مسحورة، وبأنه قادر على إبطال السحر، وفق ما قالت صحيفة الوطن السعودية اليوم الأربعاء (20 يناير / كانون الثاني 2016).
في الوقت الذي تتصدى فيه وزارة الداخلية لأعمال السحر والشعوذة بالحملات التوعوية والتحذيرية، لا زال البعض يعتقد أن في التعامل مع السحرة والمشعوذين حل لمشكلاته الاجتماعية والحياتية، ومن هؤلاء مواطنة دفعت 500 ألف ريال إلى مشعوذ اتصل بها من خارج المملكة بعد أن أوهمها أنها مسحورة وأنه قادر على إبطال السحر.
لقاء مع موقوف
"الوطن" التقت بأحد سجناء عنبر "السحر والشعوذة" بإصلاحية سجون مكة المكرمة "م.ج" وهو من جنسية إفريقية، أنكر في بداية الأمر علاقته بالسحر والشعوذة، مشيرا إلى أن "العقل لا يقبل وقوع الضرر أو النفع أو مضاعفة الأموال عن طريق الاتصالات الهاتفية".
وعلى مدى ساعتين والنصف نجحت "الوطن" في استنطاق الموقوف "م.ج" والبالغ من العمر 59 عاما، الذي بدت عليه سمات الثقة بالنفس والثبات، والعقلانية في الحوار، وبدأ في سرد تفاصيل القضية التي قادته إلى السجن.
اتصال هاتفي
قال السجين "بدأت أحداث القضية باتصالي هاتفيا من دولة إفريقية بسيدة سعودية، وأخبرتها بأنها مسحورة من أحد معارفها، وادعيت قدرتي على معرفة نوع السحر، ومن قام به، وأخبرتها أن عليها دفع مبلغ من المال لتسخير الجان لمعرفة ذلك، فاقتنعت السيدة، ودفعت لي أربعة آلاف ريال، ثم 19500 ريال قامت بإيصالها لأحد المعاونين لي في مدينة جدة، وواصلت استنزاف السيدة حتى بلغ مجموع المبالغ التي قامت بتحويلها لي خلال ثلاثة أشهر نصف مليون ريال، وذلك بواسطة حوالات بنكية لحسابي في بلدي، وقمت بدوري بإرسال رسائل SMS لها تتضمن تمائم وتعاويذ يتخللها طلاسم وأرقام ترددها صباحا ومساء موهما إياها بأنها رقية شرعية قادرة على إبطال السحر الذي تعاني منه".
تهديد بالقتل
أضاف المشعوذ "بعد ذلك ذهبت إلى السيدة في منزلها، وأحضرت لها مادة زيتية كعلاج ورقية، وظللت على اتصال بها، ثم طلبت منها 100 ألف ريال، إلا أنها بدأت في تجاهل اتصالاتي المتكررة، فزعمت أن ملك الجان طلب هذا المبلغ لتحويله إلى 100 مليون دولار أميركي لتعويضها عن النصف مليون ريال التي دفعتها، وهددتها في حال رفضت الدفع بأنها ستعرض حياة أبنائها للقتل".
وأشار المشعوذ إلى أن "السيدة خافت من تعرض أبنائها للأذى، فأبلغت مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة، فقام أفراد منه بإعداد كمين لي، عند حضوري إلى منزلها لأخذ مبلغ الـ 100 ألف ريال نقدا، حيث تم القبض علي ووجدوا بحوزتي ورقة مكتوب فيها أسماء رجال، وأسماء أمهاتهم، إضافة إلى أكثر من 100 ألف دولار في حقيبة كنت أحملها في سيارتي.
تحذير من الاتصالات المجهولة
أكد مدير العلاقات والإعلام في إدارة السجون بالعاصمة المقدسة النقيب عبدالغني إمام أن "حالات السحر والشعوذة لا تعد ظاهرة اجتماعية، ولكن قلة من أفراد المجتمع تنطلي عليهم حيل الدجالين والمشعوذين"، مشيرا إلى أن سجناء السحر والشعوذة يخضعون لتصنيف، حيث يوزعون على عدة قضايا كالنصب، والاحتيال، والسحر، والشعوذة.
وحذر المواطنين والمقيمين من الانصياع للمكالمات أو الرسائل المجهولة المصدر، التي ترد من خارج المملكة، مطالبا بعدم الالتفات إليها حتى لا يعرضون أنفسهم للابتزاز المالي أو الشخصي.