عروض مشروعات ثقافية وتبادل للخبرات والآراء خلال جلسات وورش مؤتمر "الاستثمار في الثقافة"
المنامة – هيئة الثقافة والآثار
مع انطلاقته في مملكة البحرين، ولأول مرة في الوطن العربي، استطاع مؤتمر "الاستثمار في الثقافة: التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية" أن يجمع أكثر من 300 شخصية من حول العالم للتباحث وتبادل الآثار والخبرات حول الاستثمار في الثقافة وذلك من خلال عدد من ورش العمل والجلسات.
الجلسة الحوارية الأولى في مؤتمر استثمر في الثقافة، جاءت بعنوان "ما دور الثقافة والصناعات الثقافية في تعزيز التنمية المستدامة؟" والتي شاركت فيها أريج الشكر من بنك البحرين للتنمية، و بيليز تيكيريل، عضو مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي وعضو مشروع أرامكو للثقافة، ونادية السباعي من المركز الثقافي العربي البريطاني، إضافة إلى ماحي بينبين، من مركز سيدي مومن الثقافي المغربي، فيما أدارت الجلسة الصحافية الأميركية لوسي كرونينغ.
وأكدت أريج الشكر أن بنك البحرين للتنمية يقدم دعمه لرواد الأعمال البحرينيين في مختلف المشاريع، والتي من بينها المشاريع الثقافية، مبينة أن ما يحاول بنك التنمية تقديمه هو تحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد البحريني عبر دعم هذه المشاريع.
أما بيليز تيكيريل فأكدت "ندعم المشروعات الثقافية الصغيرة، بما يتماشى مع الأهداف الوطنية للمملكة العربية السعودية، باعتبار الثقافة واحدة من مجالات التنمية والاستثمار".
بدورها قالت نادية السباعي إن المجلس الثقافي البريطاني لديه 7 مؤسسات تعمل في مجالات الأدب واللغة العربية وتعليمها في بريطانيا، مشيرة إلى أن ما يقوم به المركز هو تدريس الأدب ونشر وتسهيل حصول الناس على المعلومات الخاصة بالثقافة.
أما الجلسة الحوارية الثانية، فكانت بعنوان "كيف تنجح البنى التحتية والأحياء الثقافية المدروسة في بث الحياة في أواصر الثقافة محلياً ودولياً"، وشارك فيها كل من مايا الخليل مؤسسة "جاليري أثر" في المملكة العربية السعودية، وعمر القطان مدير متحف فلسطين، ونجير بلانكنبرغ عضو لجنة لورد الثقافية في كندا، وديفد كناوس، مالك متحف مراكش للتصوير الفوتوغرافي والفنون البصرية في المغرب، فيما أدار الجلسة عضو مركز CERI-Sciences الكسندر كازروني.
وقالت مايا الخليل إن بداية "أثر" كانت لترويج معارضها في عدة أماكن وفق مشروع تجاري إلا أنه وبعد خمسة أعوام اكتشف المؤسسون أن الشعوب بشكل عام لا تعلم قيمة الثقافة ويجب توعيتهم بها، ولذا أصبح أثر كوادر فنية ويدربها.
أما ديفد كناوس فأكد أن المفاجأة كانت في أن زوار متحفه كانوا من المغاربة بشكل رئيسي، على عكس ما توقع، نظراً لشغف الشعوب للثقافة، خصوصاً المغرب منها، ما دفع به إلى تعديل برامج المتحف لتتناسب مع الشعب المغربي، وبدء برامج مشتركة مع جهات دولية.
أما نجير بلانكنبرغ فأكد أن الثقافة لا تتعلق بالبناء فقط، وإنما في أن يكون المتحف مكاناً للحوار وفكرة للتواصل وربط الأشخاص، وأن يكون مناسباً للقرن الـ21.
وبدوره قال عمر القطان، إن متحف فلسطين نجح في اجتذاب الزوار رغم العقبات التي تسببت بها الظروف المحيطة، مشيراً إلى أنه يستحضر ثقافات متعددة ويقدمها بقوالب مميزة.
وبحثاً عن السبل المختلفة لتعميق الفهم بمشاريع الاستثمار في الثقافة، أقام المؤتمر ثلاث ورش عمل في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بدأت مع جلسة إبداعية بعنوان "جذب الأجيال الشابة إلى الممارسات والتطبيقات الثقافية"، وخلال الورشة انقسم الحاضرون إلى مجموعتين، اشتغلت الأولى على توليد أفكار حول ما الذي يمكن أن يحتاجه الجيل الشاب في المتاحف لكي تصبح أكثر جذباً، أما المجموعة الثانية فركزت في نتائج بحثها على الإجابة على السؤال التالي: ما هي أفضل السبل لعرض المقتنيات المتحفية وتقديم البرامج الثقافية التي على القائمين على المتاحف اتباعها لجذب الجيل الشاب.
أما ورشة العمل الثانية فكانت أكثر إلهاماً، حيث استعرضت خلالها مجموعة من روّاد المشاريع الثقافية تفاصيل حول أعمالهم الطموحة والمقترنة بالثقافة، حيث تأتي هذه الورشة كاستكمال للجلسات الأولى التي ناقشت أهمية الاستثمار في الثقافة، حيث تشكل هذه المشاريع المعروضة دليلاً ملموساً على النجاح الذي يمكن تحقيقه في هذا المجال.
وخلال الورشة قدمت كل من كاميل كوبرييه وأليزيه دومرك من فرنسا تفاصيل حول عملها على مشروع "غست فيوز" الذي يعد تطبيقاً مكانيا يجمع البيانات حول الأماكن الثقافية المختلفة للعتريف بعادات زوارها، وتحسين خدمات العملاء وتنشيط حملات التواصل والتسويق.
بدوره استعرض كريم قطان من فلسطين مشروع "الأطلال" الذي هو عبارة عن شبكة ثقافية تهدف إلى دعم التبادل الفني بين فلسطين والعالم حيث ستتحول هذه الشبكة الافتراضية إلى بناء ملموس من خلال تأسيس إقامة للفنانين والكتاب في واحة أريحا. ومن الفن إلى السينما، طرحت بثينة القطان تفاصيل مشروع "سينما عقيل" التي تعد منبرا سينمائيا مستقلا يهدف إلى جلب أفضل الأفلام العالمية إلى جمهور السينما في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة.
كما وقدمت رفيعة غباش من الإمارات العربية المتحدة عرضاً حول "أثر جاليري".
أما الورشة الثالثة فقامت خلالها فيريل فوديل أخصائية الاستثمارات الثقافية بإجراء دراسة عملية بعنوان "إنشاء مؤسسة متحفية، مشروع متعدد الجوانب" وذلك بمشاركة المشاركين الذين عملوا على دراسة حالة لإنشاء مؤسسة متحفية تشمل التفكير في الجوانب القانونية والمالية والبيئة والفنية، حيث انقسم المشاركون إلى مجموعات كل واحدة تكفلت بدراسة جانب واحد من هذه الجوانب.
واختتم مؤتمر الاستثمار في الثقافة جلساته وورش عمله بندوة مع المهندسة نورة السايح من هيئة البحرين للثقافة والآثار التي تناولت جوانب عديدة لمشاريع ثقافية ذات جوانب استثمارية ولها أثر إيجابي على التنمية المستدامة للمجتمع المحلي، كمشاركة مملكة البحرين في بيانالي فينيسيا للعمارة عام 2010 وهي المشاركة التي حصلت عبرها البحرين على جائزة الأسد الذهبي، وكانت تتركز حول علاقة الإنسان البحريني بالبحر وطريقته باستغلال العناصر المعمارية للوصل إلى أحد المصادر الأساسية لحياته وهو البحر، كذلك استعرضت المهندسة نورة السايح مشروع المسابقة التي أقامتها الثقافة في باب البحرين عام 2012 في العام الذي اختيرت فيه المنامة عاصمة للثقافة العربية، حيث حثت المسابقة العديد من المشاركين لتقديم مشاريع حول كيفية استثمار باب البحرين، الذي يعد واحدا من أبرز المعالم الثقافية لمدينة المنامة، واقتراح شكل جديد له بمواصفات يمكنها تطوير تجربة زوار المكان. كما وتطرقت نورة السايح كذلك إلى مشاركة البحرين في إكسبو ميلانو 2015 بجناح وطني حمل اسم "آثار خضراء"، حيث قالت إن الجناح أخذ بعين الاعتبار معايير الاستدامة وسينتقل إلى مدينة المحرق حيث مقره الدائم كأحد أهم المعالم في المدينة، إلى جانب طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي.