الرئيس الصيني يبدأ من السعودية جولة إقليمية طابعها اقتصادي
الرياض - أ ف ب
وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم الثلثاء (19 يناير/ كانون الثاني 2016) إلى السعودية في مستهل جولة إقليمية تقوده إلى مصر وإيران، في خطوة هي الأولى من نوعها تهدف لتعزيز الحضور الاقتصادي للعملاق الآسيوي في الشرق الأوسط.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز استقبل الرئيس الصيني. وعرضت القناة السعودية الرسمية لقطات من اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء تكريمية.
وسيشارك العاهل السعودي والرئيس الصيني غداً (الأربعاء) في افتتاح مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في الرياض. كما يعلنان تدشين شركة "ينبع ارامكو سينوبك" (ياسرف) لتكرير النفط، وهي ثمرة تعاون بين شركة "أرامكو" النفطية السعودية و "سينوبك" الصينية للبتروكيماويات.
وفي إشارة إلى أهمية الزيارة، خصصت صحف سعودية صفحات عدة لها، علما بان العديد من الإعلام الصينية رفعت في شوارع الرياض. وتأتي زيارة الرئيس الصيني للرياض في خضم أزمة دبلوماسية بين السعودية وإيران. إذ أعلنت السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على إثر تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لهجمات من محتجين على تنفيذ حكم الإعدام بحث نمر باقر النمر.
كما تأتي الزيارة بعد اقل من ثلاثة أيام على إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع عقوبات اقتصادية عن إيران، بموجب الاتفاق بشأن برنامجها النووي، والذي تم التوصل إليه مع الدول الكبرى في يوليو/ تموز 2015.
وكانت الصين واحدة من الدول الست التي خاضت في مفاوضات شاقة مع إيران بشأن الملف. وتعتمد بكين على الشرق الأوسط في القسم الأكبر من وارداتها النفطية لكنها لا تتدخل عادة في التوترات والنزاعات في المنطقة.
وكان نائب وزير الخارجية الصيني جانغ مينغ التقى في الآونة الأخيرة مسئولين سعوديين ثم إيرانيين خلال زيارتين قام بهما للدولتين.
وفي السعودية عبر الدبلوماسي الصيني عن أمله في "أن يلتزم كل الأطراف الهدوء وضبط النفس ويسووا الخلافات بالحوار ويبذلوا جهودا منسقة لدفع الوضع باتجاه الانفراج". وفي طهران كرر الدعوة إلى "الهدوء وضبط النفس" وعبر عن الأمل في أن "تعمل كل الأطراف معاً للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة".
وفي حين أن زيارة الرئيس الصيني مقررة قبل التوتر الأخير بين البلدين، يرجح أن تشكل الأزمة الناشئة مادة للبحث.
وتعد الصين، نظرا لتأثيرها الاقتصادي وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن، من الدول المؤثرة والمعنية بنزاعات الشرق الأوسط، وإن لم تنخرط فيها بشكل مباشر.
واستضافت بكين الشهر الماضي مسئولين من النظام السوري والمعارضة، مكررة الدعوة إلى حل سياسي للنزاع المستمر منذ نحو خمسة أعوام. وسبق للصين أن استخدمت حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن رفضاً لقرارات قد تدين نظام الرئيس بشار الأسد، تماشيا مع موقف موسكو، ابرز الداعمين الدوليين للنظام.