البحرين تستضيف أول مؤتمر دولي لبحث الآثار الإيجابية للاستثمار في الثقافة غداً
المنامة - بنا
تستضيف مملكة البحرين المؤتمر الدولي "الاستثمار في الثقافة: التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية" - وهو الأول من نوعه في المنطقة العربية - والذي تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع مؤسسة "ثينكرز آند دوورز" (Thinkers & Doers) الفرنسية والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، ويقام غداً الثلثاء (19 يناير/ كانون الثاني 2016) في كل من مسرح البحرين الوطني، متحف البحريني الوطني والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي.
وقد تم اختيار مملكة البحرين لإقامة هذا المؤتمر الدولي الكبير باعتبارها المكان المثالي لتنظيم مؤتمر دولي بهذا المستوى العالي حول موضوع الاستثمار في الثقافة والذي سيجمع 300 من المستثمرين والمسؤولين وصناع القرار في المجال الثقافي، وذلك نظراً لاحتواء المملكة لمشهد فني نابض بالحياة والعديد من المشاريع الطموحة في مجال الثقافة.
ويناقش المؤتمر موضوعًا غاية في الأهمية وهو "الاستثمار في الثقافة" وتأثير ذلك النهوض الاجتماعي والاقتصادي، فإن أهمية الاستثمار في حقول الثقافة والفنون والمعرفة تعززت في عالمنا المعاصر مع تسارع التقدم التقني، وانفتاح الأسواق، وتغير أنماط التسويق الذي دفع صناعة الثقافة إلى سلم أولويات الدخل القومي في عدد كبير من الدول المتقدمة. بل إن الاستثمار في الثقافة يعد في الوقت الحاضر واحداً من أهم مبادئ عمل منظمة اليونسكو في الارتقاء بالمجتمعات المحلية وتحقيق التنمية المستدامة.
ويهدف هذا الحدث الحصري إلى توفير منبر لفتح قنوات حوار غير مسبوقة بين الفنانين والمؤسسات وممثلي الشركات المالية حول أهمية الاستثمار في الثقافة. فالحديث عن صناعة الثقافة، هو الحديث عن مستقبل الاستثمار في عصر أصبح فيه العالم يسير بسرعة الضوء، والحزم والكيبلات، وعالم يمتاز باختراق الحدود، وتفجر المعلومات، والفكرة الأساسية هي أن الفنون والثقافة والسياحة الثقافية أصبحت في ظل العولمة منتجات قابلة لان تشكل رقما مهما في الدخل القومي، من خلال تحويلها إلى صناعات لا تعتمد على الجهود الفردية، وإنما تقوم على العمل المؤسساتي الذي يقع تحت بصر التخطيط، ومنها: المتاحف، الجاليريهات، البانورامات التاريخية، الدراما، الحرف الشعبية، المهرجانات الفنية والثقافية، وعلى سبيل المثال يمثل دخل المملكة المغربية من مواقع التصوير الأوروبي والهوليودي ملايين الدولارات.
وقد انتبهت مملكة البحرين لأهمية الاستثمار في الثقافة وقامت بإنجاز العديد من المشاريع في هذا الإطار أبرزها مسرح البحرين الوطني الذي يستضيف افتتاح مؤتمر الاستثمار في الثقافة، والذي شيد بدعم من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ومتحف موقع قلعة البحرين الذي بني بدعم من بنك أركابيتا ومشروع إحياء طريق اللؤلؤ، غيرها الكثير، وهذه المشاريع حققت المنجز الثقافي للبحرين وعززت مبدأ التكامل ما بين الجهات الحكومية والخاصة في تجميل صورة البحرين ووضعها على خارطة السياحة الثقافية.
وتعمل هيئة البحرين للثقافة الآثار على عقد شراكة استراتيجية مع القطاع الخاص من خلال مشروع "الاستثمار في الثقافة" وذلك لدعم المشهد الثقافي في المملكة من خلال تمويل مشاريع إنشائية وبرامج متجددة لنشر التنوع مثل المهرجانات والمعارض والأنشطة الثقافية الأخرى.
وتقوم استراتيجية الهيئة على تأسيس بيئة ثقافية متطورة والمحافظة عليها عن طريق إحداث تحولات تكنولوجية لتجديد المجال الثقافي وإيجاد الحلول الناجحة والفعالة مما سوف يؤدي إلى تغذية نظام اتصال جديد يعمل على تنشيط مهمتين أساسيتين في التنمية الشاملة وهما: تحريك التنمية بسرعة مبنية على حجم المعرفة التي توفرها الثقافة، ومزيدا من فرص الاستثمار في الثقافة. وسوف تساهم استراتيجية التكنولوجيا الوطنية التي تتبناها الحكومة الموقرة في رسم الدور الحقيقي الذي تلعبه الثقافة في حياة الأفراد والجماعة وأيضا في تعزيز تبادل المعلومة بين جميع المؤسسات الثقافية بالمملكة.
ويستضيف المؤتمر أهم التجارب العالمية والعربية في الاستثمار في الثقافة، ويبحث عددًا من الموضوعات غاية في الأهمية منها إشراك الجيل الشاب في صناعة واستهلاك الثقافة، ودور الثقافة في عملية التطوير المستدام على المستويات الاقتصادية، الثقافية والاجتماعية، ودور الثقافة وصناعة الثقافة في الترويج لعملية التطوير المستدام، ودور البنية التحتية الثقافية والمناطق الثقافية في صناعة نهضة محلية وعالمية.
ويجمع المؤتمر الدولي أكثر من 300 من المستثمرين، المسؤولين في القطاعي الخاص والحكومي، صناع القرار، ممثلين عن البنوك والعديد من المستثمرين وأصحاب المشاريع الثقافية والصناعات الإبداعية.
وستحضر المؤتمر شخصيات مرموقة من جميع أنحاء العالم، من بينهم وزير الثقافة والاتصالات الفرنسي فلور بيليرين، مدير دار الآثار الإسلامية بالكويت سعادة الشيخة حصة صباح السالم الصباح، رئيس معهد العالم العربي بفرنسا جاك لانغ، المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة بالإمارات العربية المتحدة زكي نسيبة، خبيرة الفن ومؤسس مهرجان "جو – تونس" لينا لزعر، مدير عام معرض (FIAC) للفنون بفرنسا، نائب رئيس الخدمات التطويرية في بنك البحرين للتنمية الأستاذة أريج الشكر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "أكسا للفنون" بألمانيا كاي كوكينسكي، مدير مكتب منظمة اليونسكو في الدوحة بدولة قطر آنا باوليني، الفنان والكاتب المغربي ماهي بنيبين، بالإضافة إلى ممثلين عن البنوك والعديد من المستثمرين وأصحاب المشاريع الثقافية والصناعات الإبداعية.
وستقام على هامش المؤتمر مجموعة فعاليات تضم ورش عمل، حلقات نقاش، وعروض لأفكار مشاريع ناشئة في مجال الثقافة، والتي تصب جميعها في مجال النظر إلى الثقافة كفرصة استثمارية، وبلورة معايير لتقييم وانتقاء الاستثمارات الثقافية المناسبة في ظل العرض المتزايد من مثل هذه المشاريع حول العالم، كما يقام على هامش المؤتمر حفل استثنائي لفرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو العالمية الفنانة ميسا جونوشي مساء نفس اليوم في مسرح البحرين الوطني.
وسيكون مؤتمر الاستثمار في الثقافة علامة فارقة في تاريخ الوطن العربي كله لإثبات دور العمل الثقافي كأحد أساسيات عملية التطوير الاقتصادي والسياحي المستدام. وسيخرج المؤتمر بالعديد من النتائج والتوصيات التي تصب في خدمة هذا المجال الحيوي في مملكة البحرين والمنطقة.
إن الحديث عن صناعة الثقافة هو حديث عن مستقبل الاستثمار في عالم الغد، حيث أصبحت الثقافة والسياحة الثقافية في ظل العولمة منتجات قابلة لان تشكل رقما مهما في الدخل القومي، وهو ما يسعى المؤتمر إلى بحثه بشكل علمي في ظل حضور شخصيات مرموقة في هذا الحقل من خلال عرض التجارب الدولية الناجحة في الاستثمار في الثقافة.