(رسالة مواطن).. مالأسباب التي تدفع الشاب الى سلك طريق التحرش والانحراف ؟
تناول الكاتب محمد عبدالله ظاهرة التحرش الجسدي، وقد تناولها الكاتب من الجانب السيسيولوجي (القانوني) إذا صحّت النسبة، فيما يتعلق بنمط و طبيعة الحياة في اوروبا او الغرب عامة، و قد ركّز في مقاله على الممارسة التي قام بها عدد من الجالية العربية في ألمانيا و فكرة الحرية الشخصية في قبول او عدم قبول التحرش الجسدي في أوروبا.
والجدير بالذكر، إن الظاهرة قد انتشرت في السنوات الأخيرة بصورة رهيبة في البلاد العربية وغيرها على السواء، وقد ضجّت الصحف والقنوات الفضائية المصرية بتلك الحوادث و مناقشتها خصوصا أيام الانفلات الأمني و الفوضى التي رافقت التظاهرات قبل ثلاثة أعوام، بحيث أصبح التحرَش بل والاغتصاب الجنسي يحدث جهارا نهارا في الشارع أمام أعين الناس ودون خوف أو حذر.
ولكن ما الذي يدفع الشخص المتحرّش إلى الإقدام على هذا العمل الشنيع والذي ينتهي أحيانا الى الاغتصاب وهتك العرض؟ ، دائما ما يثير البعض إن السلوك غير الرصين واللباس (المثير او غير المحتشم) للفتاة في الشارع يدفع الشاب الى التجرؤ على التعرض للفتاة باللفظ او الفعل الخادش. ولكن ذلك لا يعتبر قاعدة على الاطلاق، لأن الفتاة نفسها قد تمر على عشرات الشباب ولكن واحداً او اثنين فقط من يتعرّض لها بالسوء. إذن فالمشكلة ليست في زي الفتاة او سلوكها ولكن في عقل الشاب المنحرف وطريقة تفسيره لما يرى لأن غريزته الحيوانية هي التي تفكر لا عقله!
في الهند قام مجموعة من الشباب باغتصاب احدى الفتيات (في احدى الحافلات) وذلك لأنهم وجدوها برفقة شاب (صديق) لا يربطهما رباط شرعي او قانوني، والتفسير الوحيد لهذا العمل انهم نظروا للفتاة بأنها متحرّرة أو متهتكة و أخلاقها تسمح لها بأن (يتداولها) اي شخص ربما بلا تحفظ مادامت (ترافق) شابا لا يمت لها بصلة!
قرأت قبل عامين في احدى الصحف، ان فتاة وقعت في حب احد الشباب و قامت إثر ذلك بالبقاء معه في شقته لبضعة أيام، كان يمارس معها الفاحشة، و يبدو ان هذا الشاب أيضا رأى ان هذه الفتاة متاحة وطيّعة فما كان منه إلا ان دعا صديقه لمقاسمته تلك الفتاة جنسياً!
كما اننا سمعنا و قرأنا كثير من حوادث التحرّش والاغتصاب لدينا، بفتيات آسيويات، والتي تدل على ان بعض الشباب البحرينيين يرون ان الفتيات من جنسية آسيوية (محدّدة) هي غالباً متاحة و مباحة وانهن لا يمانعن ابداً في التجاوب مع كلمة او فعل خادش ولذلك يقدمون على ذلك دون تردد او تحرّج. .. هذا الانطباع كنا نلاحظه من بعض الخليجيين الذي وفدوا على البلاد لأول مرة قبل سنوات بعد افتتاح الجسر حيث كانوا يرون في الفتاة البحرينية "قابلة للايجار" او الصحبة خصوصا عندما تكون سافرة او تلبس نصف حجاب!
و أظن ان هذه المجموعة المتحرّشة من الشباب او (الذئاب) العربية في ألمانيا، لديها ذات العقلية والانطباع والتفكير، فما دامت المرأة الأوروبية تُظهر مفاتنها على الملأ، و تغيّر (صديقها) بين فترة واخرى و تمنح نفسها له بلا تحفّظ او تحرّج، كما تصوّرها الأفلام الأجنبية والعربية، لذا فقد تكوّن لدى هؤلاء نظرة عن ان النسوة الأوروبيات معروضة للإيجار او الجنس بلا ثمن تقريباً، فهي إذن ليس لديها ما تخاف منه او تحافظ عليه من جرّاء التحرّش اللفظي او الجسدي او حتى الاعتداء الجنسي!
جابر علي