السعودية..«الهيئة»: اتهامنا بمنع الشبان من دخول الأسواق «ادعاءات كاذبة»
الوسط - المحرر الدولي
عاد شبح منع دخول الشبان «العُزّابْ» إلى الأسواق يخيم مجدداً على الساحة، متسبباً في صرخات استهجان منهم، وحسرة لعودة قرار المنع الذي لا يُعرف مصدره بعد، فالرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنفي تدخلها في هذا النوع من القرارات، وإدارة المجمعات تؤكد أن القرار صادر عن أعضاء «الهيئة» ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الثلثاء (12 يناير / كانون الثاني 2016).
وتعود «الهيئة» إلى الواجهة في مثل هذا النوع من القرارات، فإدارات المراكز التجارية تشير بسبابتها تجاهها، بينما متحدث «الهيئة» يدفع تلك الاتهامات ويصفها بالـ«كاذبة»، وما بين الاتهامات والتفنيد يقبع الشبان خارج الأسواق ينتظرون.
ونفى المتحدث باسم «الهيئة» تركي الشليل، في اتصال مع «الحياة» إصدار «الرئاسة» قراراً بهذا الشأن، ودحض ما يتم ترويجه حول منع «الهيئة» الشبان أو «العزاب» من دخول الأسواق. بينما أكد مصدر في إحدى أكبر الشركات المسؤولة عن إدارة المجمعات التجارية في المملكة وخارجها أنهم لا يمنعون دخول الشبان تحت أي ظرف، ويقول: «إداراتنا لا تمنع من تلقاء نفسها، فكثرة المتسوقين هي مطلبنا ومبتغانا»، رامياً «التهمة» على أفراد «الهيئة»، مشيراً إلى أن تعليمات أعضاء «الهيئة» تذهب إلى إدارة المراكز التجارية والتي من خلالها ترسل هذه التعميمات إلى حراس الأمن الموجودين عند البوابات.
واستفتح الشاب معاذ الموسى حديثه إلى «الحياة» من أمام أحد المراكز التجارية في العاصمة الرياض بـ«اسمع كلامك أتعجّب وأشوف أفعالك أضيع»، بعد أن رفض دخوله، مستطرداً: «شراء الحاجيات بات أمراً يبعث على الضجر، فمنعنا من دخول المراكز التجارية لا يمكن أن يعرف سببه، ولكن هذا أمر اعتادته فئة الشبان التي لا تزال وستظل تعاني».
من جهته، وصف عادل اليحيى ما يحدث الآن في الأسواق بالأمر غير المفهوم أبداً، «أتفهم جداً منع من لا يلتزم بالآداب العامة في زيه الذي يرتديه، ولكن رفض دخول الشاب، لأن لا أنثى تصحبه، هنا أعتقد أن الأمر يمكن وصفه بالمحرج، فأعضاء الأمن أو «الهيئة» الذين يمنعون دخول الشبان بسبب أنه «أعزب» يطلقون عليه أحكاماً بالانفلات ولو لم تكن مباشرة». وكان أمير الرياض الراحل سطام بن عبدالعزيز وجّه في بداية 2012 بعدم منع الشبان العزاب من دخول الأسواق والمجمعات التجارية، وجاء في التعليمات السابقة أن منع دخول العزاب في المواسم وفي أوقات الذروة بالذات إلى المراكز التجارية أظهر سلبيات كثيرة ،ومن بينها تجمّعهم خارج الأسواق، وما تبع ذلك من مخالفات ومضايقات للنساء، وتجمهر وتضييق واضح على الشبان وأخذ العاقل بجريرة المستهتر.
كما تضمن توجيه الأمير الراحل أن يقتصر المنع على من يلاحظ عليه مخالفات تمس الآداب أو الأخلاق أو الذوق العام أو الأنظمة. كما أكد حينها على الجهات المختصة بمتابعة كل من يصدر منه مخالفات أو التعدي على حريات الآخرين وتطبيق الأنظمة والتعليمات في حقه.
يذكر أن أمير منطقة مكة خالد الفيصل وجه محافظي المنطقة بعدم منع الشبان من دخول المجمعات التجارية والأسواق. وقالت إمارة مكة إنه «صدرت توجيهات أمير منطقة مكة المكرمة إلى محافظي المحافظات بعدم منع الشبان من دخول المجمعات التجارية والأسواق». وشدد أمير منطقة مكة المكرمة على ضرورة تأكد المراكز والأسواق التجارية من كفاءة الحراسات الأمنية التي تتولى حراسة تلك المراكز، إضافة إلى أهمية توفير المتطلبات التقنية التي تسهم في ضبط الأمن والحيلولة دون حدوث تجاوزات أو سلوكيات مخالفة، مشدداً على تطبيق الأنظمة بحزم بحق المخالفين.